الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

البحث عن الذات والاستقرار النفسي.. تجربة بين أحضان الطبيعة يخوضها شباب “صمم” في جرش

مشاركة

“لا تنتظر من أحد اكتشافك، خض كل التجارب واطرق كل الأبواب، كن مبادراً، اقبل التحدي، وعش المغامرة وستكتشف كم أنت رائع ومميز. فقط أعطِ لنفسكَ دفعة الانطلاق”.

بهذه الكلمات المختصرة والشفافة عبرت الشابة الأردنية، مروة حسين، عن شعورها الغامر بالذات بعد خوضها تجربة أنشطة تفاعلية عديدة ضمن مخيم لمغامرات التحدي في جرش؛ برفقة 34 شابة وشاباً من الأردن وسوريا والعراق، والتي نظمتها منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، بالتعاون مع مخيم الغابات للمغامرة والتحدي بمحافظة جرش وشبكة شباب النهضة وذلك ضمن مشروع “صمم” الذي أطلقته النهضة العربية (أرض) عام 2019.

الشابة مروة التي خرجت من تجربة المغامرات برضا و”شعور بالراحة النفسية والاستفادة في تنمية ذاتي” بادرت لتوثيق هذه المغامرة الجميلة بفيديوهين لمشاركتهما مع معارفها ومتابعيها.

وتندرج هذه الأنشطة ضمن اهتمام منظمة النهضة العربية (أرض) بالصحة والسلامة النفسية لدى الشباب، فبادرت ضمن مشروع “صمم”، لجمع الشابات والشباب في المخيم الطبيعي بجرش ليخوضوا أنشطة تفاعلية عديدة؛ كإدارة الإجهاد/ التوتر وحل المشكلات والتفكير النقدي وأنشطة بناء الفريق، وذلك في سبيل دعم صحتهم النفسية، بعد تعرضهم للتوتر والقلق بسبب ضغوطات الحياة والتأثيرات الاقتصادية وتداعيات جائحة كورونا.

ويؤيد المشاركون بالمشروع والمخيم أن فكرة ذهاب الشابات والشباب إلى الطبيعة وخوض المغامرات والأنشطة الخارجية لا تقتصر على المتعة والترفيه فقط، بل تساهم في توظيف مهاراتهم خارج المكاتب وتخفيف حدة التوتر والمشكلات النفسية لديهم، وكذلك تفريغ طاقاتهم البدنية والفكرية، تحقيقاً للمنفعة على كافة المستويات.

المخيم الشبابي جاء ليسهم في كسر روتين الحياة اليومية لدى الشباب المشاركين، ومساعدتهم في تمارين بناء الفريق، وتعزيز الروابط الاجتماعية بينهم في بيئة غير رسمية وبطريقة ممتعة.

 وهذا النشاط لشباب مشروع “صمم” يدعم أهداف المشروع الرئيسية، والذي يشتمل على ثلاثة مسارات؛ الأول التدريب الوظيفي، والمسار الثاني التعليم التقني والمهني، والمسار الثالث رواد الأعمال، وهو مشروع أطلقته منظمة النهضة العربية (أرض) في العاصمة عمّان، لتعزيز بناء قدرات الأردنيين واللاجئين، وتحسين قابليتهم للتوظيف وبناء مهاراتهم المهنية ودعم رواد الأعمال كلٌ في تخصصه لبدء العمل والنمو والتوسع.

وركزت الأنشطة في المخيم، على ترجمة الدعم النفسي والاجتماعي على أرض الواقع من خلال تمارين مختلفة، مثل: “القيادة، وكيفية العمل معاً، وإيجاد الحلول في المواقف الحرجة، وكيفية ضمان المشاركة الفعالة، والتفكير النقدي، وإدارة التوتر، وحل المشكلات، وبناء الثقة، وتأكيد الذات، وإدارة الوقت، وتحدي البيئة”.

 صاحب ذلك، ممارسة الشابات والشباب، كباراً وصغاراً، ومن جنسيات وخلفيات تعليمية مختلفة للألعاب الترفيهية، إضافة إلى تلقيهم جلسة تفكير حول ربط الأنشطة بمهارات الدعم النفسي والاجتماعي.

ويقول المشاركون أن هذه الأنشطة “عززت” لديهم القدرة على حل المشكلات ومعرفة تقنيات وأدوات جديدة لتقليل التوتر.

 الشاب، جمال الحريري لم يكن أقل سعادة من زميلته، مروة حسين، فوجد نفسه “أقل توتراً وأكثر سعادة” حين أنخرط في أنشطة المخيم المختلفة، ويستذكر كيف مارس تمرين نفخ بالون التوتر الذي استطاع من خلاله تفريغ التوتر الذي لازمه في الفترات السابقة، مبيناً أن هذا النشاط كان “دافعاً قوياً” لكي يعود إلى ممارسة حياته بشكل أفضل.

أما الشاب حسام، والذي كان متوتراً وخائفاً، لكونه سيجري قريباً عملية قسطرة في الشرايين، فيبدو اليوم بعد حصوله على جرعات من الأمل والنشاط والحيوية وقد أصبح مستعداً لممارسة حياته بشكل طبيعي، وإجراء العملية دونما خوفٍ أو قلق، كما يؤكد. 

فيما تؤكد الشابتان العراقيتان آرام وريتا، على أن هذا النشاط “كان فرصة لتقليل الضغوط المعيشية والنفسية واكتساب تجارب جديدة”.

كما أبدى الشاب السوري وسام، سعادته بحضور النشاط، قائلاً: “شعرت أن التوتر قل، ويا ريت دائماً تعملولنا مثل هذه الأنشطة الخارجية”.

ورغم الحاجة إلى مرور وقت أطول لمعرفة تأثير أنشطة الدعم النفسي والاجتماعي على الشباب، إلا أن هذا النشاط أظهر- كما عبر المشاركون- تأثيراً سريعاً بدا واضحاً عليهم حينما أنتجوا أغانٍ جديدة، وشعروا بتجديد نفسياتهم وتطوير تقنيات التعامل مع الاجهاد والتوتر، والاستمتاع بالعمل الجماعي وسيادة روح الفريق، فيما طور الشاب محمد الجواهري امتناناً منه لهذه الأجواء قصيدة عن مشروع “صمم” ودور النهضة العربية (أرض) في دعم ريادة الأعمال.

العيش في أحضان الطبيعة الخضراء، بعيداً عن ضوضاء المدينة وتفاصيل الحياة اليومية، حفر عميقاً في نفسية المشاركين، الذين دعوا إلى ضرورة زيادة الاهتمام بالصحة النفسية للشباب، والاقتراب أكثر من الأنشطة الإبداعية التفاعلية بينهم، فمثل هذه الأنشطة الخارجية فيها إنعاشٌ للروح والعقل، وهي تنعكس أيضاً على دعم البيئة والسياحة الداخلية. 

 ويأتي المشروع بدعم مادي من البرنامج الأوروبي الإقليمي للتنمية والحماية لدعم لبنان، الأردن والعراق (RDPP II)، وهو مبادرة أوروبية مشتركة بدعم من جمهورية التشيك، الدنمارك، الاتحاد الأوروبي، إيرلندا وسويسرا.