عقدت منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) لقاءً الإثنين 24 تموز/ يوليو 2023، استعرضت فيه أبرز التوصيات والمخرجات المنبثقة عن مختبر سياسات المشاركة الشبابية المدنية والسياسية لعام 2022، والذي تنفذه المنظمة، بالتعاون مع مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، ضمن مشروع “جيل جديد”.
وشهد اللقاء إطلاق المرحلة الثانية من مختبر السياسات لعام 2023، حيث يهدف المختبر الذي يضم طلبة كليات العلوم السياسية والحقوق في الجامعة الأردنية، إلى تعزيز مفاهيم المشاركة المدنية والسياسية لديهم، وإكسابهم خبرة عملية تساعد في توسيع آفاق أعمالهم بالمستقبل.
واستعرض اللقاء موضوعات مختبرات سياسات المشاركة الشبابية للعام الماضي، والمتمثلة بـ:”واقع المشاركة السياسية بين الشباب الأردني، ورأس المال البشري ودوره في المشاركة السياسية والمدنية، والاستثمار في حرية التعبير لتحقيق المشاركة السياسية للشباب، والعدالة الاجتماعية كمحرك للنمو الاقتصادي والسياسي”، كما بحث علاقة هذه الموضوعات بالمشاركة السياسية لدى الشباب ومدى ارتباطها ببعضها البعض.
ودعا مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، د. زيد عيادات، إلى ضرورة تهيئة الجيل الجديد بمبادئ المشاركة المدنية والسياسية، خاصة بين طلبة الجامعات، محملاً كليات الحقوق والعلوم السياسية “مسؤولية” تدريب الطلبة على آليات العمل العام بشكل أكبر وأوسع. ولفت إلى أن هناك إحجام واضح عن دراسة العلوم السياسية والتخصص بالعمل العام لدى الطلبة والشباب والنساء.
بدورها، بينت مديرة برنامج جيل جديد، نادين خوري، أن مختبر سياسات المشاركة الشبابية؛ يسعى لأن يكون منصة للشباب لمشاركة توجهاتهم وتجاربهم وتصوراتهم المتعلقة بمختلف قضاياهم؛ بهدف استخلاص وجهات النظر حول هذه القضايا المطروحة والتوصل إلى حلول لها، وأيضاً لمساعدتهم بإيصال أصواتهم لرسم السياسات والتواصل الإيجابي الفعال مع صانعي القرار.
واستعرض كلاً من: طالب الحقوق، عبادة الوردات، وطالبة العلوم السياسية، أبرار العبويني، توصيات مخرجات مختبر سياسات لعام 2022، حيث تم التركيز على ضرورة أخذ صناع القرار بالتحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه الأردن وتحويلها لفرص تساهم في تعزيز وترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية في الأردن.
كما أوصت مخرجات المختبر بأهمية الاستثمار برأس المال البشري، بما في ذلك الشباب والمرأة من خلال تنفيذ الاستراتيجيات الفعالة والعادلة والأخذ بمبدأ تكافؤ الفرص للجميع، وكذلك ربط التنمية والمشاركة السياسية بالعدالة الاجتماعية وفهم الأسباب الجذرية لعدم المساواة ومعالجتها، وصولاً لأهمية تصميم سياسات وبرامج تنمية تدمج الفئات المهمشة والضعيفة.
بينما قدم الباحث الرئيسي في مركز النهضة الفكري، سليم نقل، عرض نتائج البحث الإجرائي لجيل جديد “معنى المشاركة السياسية للشباب”، والذي سلط الضوء على مفاهيم مشاركة الشباب السياسية وكسر حواجز إحجامهم عنها، مبيناً أن المشاركة السياسية للشباب محدودة المدى والفعالية، بينما اعتبرها البعض أنها ذات أهمية لجعل أصواتهم مسموعة، وتساهم في التغيير، مع التأكيد على ضرورة النهوض بدور المرأة لمشاركتها مدنياً وسياسياً.
واختتم اللقاء، بجلسة نقاشية أدارها المحامي، د. رياض صبح، للتفكير في التوصيات وانعكاساتها، وطرق المضي قدماً نحو التطبيق والتنفيذ مستقبلاً، حيث أشار المشاركين إلى أن مشاركة الشباب في المناخ السياسي لا تقتصر فقط بانتسابهم للأحزاب، وإنما هناك فضاء واسع للمشاركة والتعبير عن أنفسهم، معتبرين أن القوانين الصادرة أخيراً وعلى رأسها “الجرائم الإلكترونية” كان للشباب دور كبير في التفاعل وإبداء الرأي حوله، وهو ما يعتبر أحد أشكال المشاركة الفعالة.
وكشفوا عن تحديات عديدة تعيق انضمام الشباب للأحزاب، كغياب البرامج الواضحة والمهارات والآليات التنظيمية للانتساب للأحزاب، مشددين على أهمية بناء المعرفة السياسية وانتاجها لدى الشباب، وأن يكون لديهم نظرة وأفق أوسع لإحداث التغيير الإيجابي في المجتمع، سواء على المستوى المحلي أو الوطني، مع أهمية الاستثمار في الإنسان، والارتقاء في القدرات البشرية، وهي مسؤولية وطنية للحكومات والمجتمعات والمجتمع المدني، منبهين أيضاً إلى ضرورة أن يكون هناك مبادرات لتأهيل دخول الشباب والشابات في الحياة السياسية والمدنية.