في ظل ما تشهده التطورات العسكرية الأخيرة في سوريا، والتي تعكس تحولات إقليمية عميقة، مر الأردن لسنوات طويلة بظروف استثنائية وتغيرات عديدة فيما يتعلق بحماية اللاجئين السوريين، والتأثيرات على المجتمع المضيف، وغيرها من الظروف.
في هذا السياق، وللاطلاع على الجهود الأممية والأردنية والدولية، وفتح النقاشات حول أولويات الحكومة الأردنية من الآن وصاعداً في هذا الملف، نظمت منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، الخميس 5 كانون الأول/ ديسمبر 2024، وبتنسيق من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، زيارة إلى مخيم الزعتري (شرقي مدينة المفرق)، بمشاركة أعضاء من البرلمان الجديد المنتخب، ووزارة العدل، وبرنامج الأمم المتحدة للعدل، وجهات أمنية، وعدد من ممثلي المجتمع المدني.
وجاءت الزيارة، نتيجة حوارات سابقة مع نساء وناشطات عقدتها النهضة العربية (أرض)، ضمن مشروع جيل جديد. فيما اشتملت الزيارة التعرف على الجهود وخدمات الحماية القانونية التي تقدمها الحكومة الأردنية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ومكتب منظمة النهضة العربية (أرض) للاجئين السوريين، ومن ثم تبعها زيارة إلى المحكمة الشرعية الوحيدة في المخيم حيث قد قدم الأردن خدمات جليلة للاجئين عبرها، وانتهت بزيارة مدينة أم الجمال للتعرف لمعرفة آثار أزمة اللجوء التي قد تكون لها أثر إيجابي أو سلبي على المجتمع المضيف في محافظة المفرق.
بدورها، ثمنت المديرة التنفيذية للنهضة العربية (أرض)، سمر محارب، الجهود الأردنية من وزارت ومؤسسات والشراكة مع المفوضية والجهات المانحة على امتداد سنوات طويلة، مؤكدة على ضرورة الاعتراف بهذه الجهود والبناء عليها والتعلم منها.
وحول التحديات التي تواجه اللاجئين في المخيم، بين مدير الشؤون الإدارية للاجئين السوريين في المخيم، المقدم عامر المشاقبة، أن هناك مليون و٣٠٠ ألف لاجئ سوري في الأردن، ويواجهون عدة معيقات بداءً من نقص التمويل، وضعف البنية التحتية، وتهالك الكرفانات التي يعيشون بها، وقلة الخدمات، والبطالة، منبهاً إلى أهمية توفير المزيد من الرعاية والدعم الأممي والدولي، بهدف التخفيف عن المملكة في هذا الإطار.
بدورهن، عبرن مجموعة السيدات المنتخبات في مجلس النواب الحالي “عن امتنانهن وتقديرهن في التعرف على ملف اللجوء في الأردن وأدوار المجتمع المدني والمجتمع المضيف في هذا الجانب، مؤكدات على دور البرلمان التشريعي والرقابي في مساندة القضايا الاستراتيجية في المملكة.
وذهاباً إلى منطقة أم الجمال، والتي أدرجتها اليونسكو مؤخراً في قائمتها لمواقع التراث العالمي الإنساني، تعرف المشاركون في الزيارة على أهم معالم المدينة، حيث دعوا إلى ضرورة توجه المستثمرين المحليين والدوليين للاستثمار في الموقع من خلال ترويج شامل وتقديم موقع أم الجمال كوجهة سياحية جذابة.
وفق تلك المعطيات لواقع المخيم وتطوراته، يؤكد المشاركون في الزيارة، على أهمية استمرار الجهود الدولية والمحلية لدعم أزمات اللجوء في المنطقة، ولفت النظر لأهمية دور الأردن في هذا المجال لسنوات عديدة، لما حققه من إنجازات في هذا الجانب بالشراكة مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، والتنسيق بين مختلف الجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني لضمان حماية اللاجئين والمجتمعات المستضيفة، وتوفير سبل الإعاشة اللائقة لهم في هذه الظروف الصعبة، وصولاً إلى ضرورة وصول الأسر السورية إلى الرعاية الصحية والتعليمية الشاملة، وضمان حصولها أيضاً على الدعم اللازم لتحسين نوعية حياتها سواء داخل المخيم أو خارجه.