عمّان- أكدت جلسة حوارية على ضرورة أن تكون العلاقة بين الإعلام والثقافة “علاقة تكاملية”. جلسة اليوم؛ والتي نظمها ملتقى النهضة العربي الثقافي، التابع لمنظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) ضمن برمجها التي تعنى بالحق بالمعلومات وحرية التعبير جاءت بعنوان “الخطاب الموجه ودور الإعلام والثقافة في اعتداله”، وشارك فيها الطيار يوسف الهملان الدعجة كضيف شرف، ومدير وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، الزميل فائق حجازين، ورئيس تحرير صحيفة الرأي الزميل خالد الشقران، ورئيس جامعة الحسين بن طلال الدكتور عاطف الخرابشة، ومدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام د. رفعـت بدر، والفنان داود جلاجل، والنائب الأسبق هايل الدعجة، والنائب رلى الحروب،والسفير السابق زياد المجالي، ونخبة من الإعلاميين وكتاب ونشطاء وممثلي المجتمع المدني.
وأشار رئيس الملتقى، باسل الطراونة، إلى أن الإعلام له دور أساسي توجيه الخطاب التنويري للمجتمع وبدونه سنشهد حاله من الفوضى وعدم الاتزان، معتبراً أن الثقافة والفن لا يختلفان عن الإعلام من ناحية الأهمية والمغزى، فكليهما يخدمان الإنسان، مبينا أن إن الإعلام ركيزة مهمة للإعلاء من شأن الثقافة، فلولا الإعلام لما انتشرت الثقافة وبالمقابل لولا الثقافة لما بقي الإعلام صامداً.
بدورها، رأت الرئيسة التنفيذية لـمنظمة النهضة العربية “أرض”، سمر محارب، حاجتنا اليوم لحراك اجتماعي ثقافي – محلي وعربي- يستجيب للازمات التي نشهدها حالياً، مؤكدة أن الخطاب العربي يشهد أزمات متعددة، داخلية وخارجية. ولفتت إلى أن المجتمع المدني يقع على عاتقه في هذه الفترات العمل على صياغة خطاب عقلاني وعصري؛ في محاولة لإبراز الفاعل الإنساني والاجتماعي والثقافي في المجتمعات، وبالتالي التغلب على المشكلات المجتمعية.
وفيما يتعلق بمشكلة الإعلام، بين المتحدثين أن “الإعلام الأردني يعيش حالة من الفوضى، ما بين إعلام رسمي يصارع من أجل البقاء والاستمرارية، وبين إعلام حديث غير منظم وبحاجة إلى تجويد”. أما عن دور الإعلام، فقالوا إن “الإعلام وجد لخدمة الإنسان والإنسانية، لكن، للأسف، وعلى سبيل المثال لم يستطع الإعلام في بداية أزمة كورونا أن يوجد خطاب واضح ودقيق لتهدئة الناس ومكاشفتهم بالحقيقة”.
وحول التطور الذي أحدثته وسائل التواصل الاجتماعي وأدوات الإعلام الحديث خلال العقد الأخير، أوضحوا أن “تلك الوسائل أحدثت نقلة نوعية وكبيرة في إيصال المعلومة، إلا أن هناك معلومات متناقلة في هذه الوسائل قد لا تكون صحيحة، أو مجهول المصدر، أو قد يشوبها الخلل جزئياً في أحيان كثيرة”.
وبما يتعلق بثقة المواطنين ومؤسسات الدولة، فبينوا أن “هناك فجوة آخذة بالاتساع بين مؤسسات الدولة والأردنيين، ويتحمل مسؤوليتها الأطراف كافة”، لافتين إلى أن استعادة الثقة وإيمان المواطن بمؤسساته مسألة في غاية الحساسية والضرورة، وتحتاج إلى خطة عمل للتنفيذ تقوم على توفر “الإرادة”.
وبخصوص التحقق من المواد الإعلامية، أكدت الجلسة على ضرورة تجذير الوعي والمعرفة الصحيحة، ورفع مستوى الثقافة والتربية الإعلامية والمعلوماتية وتكريس ثقافة التحقق من المعلومات المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأدوات الاتصال والإعلام الحديث، وإسنادها إلى مصادرها. وخلصت الجلسة إلى أهمية انخراط مؤسسات الإعلام – الرسمية وغير الرسمية- في التطورات التكنولوجية الحديثة مع الحفاظ على المعايير والقيم المهنية، وعلى خطابها الإعلامي الهادف نظراً لدورها المهم في مختلف الجوانب السياسية، والثقافية، والاجتماعية، والاقتصادية.
ودعت الجلسة بأن يتم تهيئة الساحتين الثقافية والإعلامية بشكل عصري وملائم أمام الأجيال القادمة، مع ضرورة تطوير بعض المفاهيم المستخدمة في الإعلام مثل الهوية والتعددية، والتركيز كذلك على تدريس طلبة الإعلام المواد الإنسانية كعلم الاجتماع وعلم النفس. كما أوصت، بتأهيل الكوادر العاملة في المؤسسات الإعلامية من خلال برامج متخصصة، وألا يقتصر دور الإعلام على مجرد الأخبار أو الإعلام، إنما، أيضاً، أن يكون له دور في تحديد المشكلات، وأولوياتها، واقتراح الحلول، والبدائل.