الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

جلسة حوارية حول الصحة النفسية والتحديات التي تواجه الشباب في مجتمعات اللاجئين في الأردن
حوار من الشباب إلى الشباب من تنظيم متدربي مركز النهضة الاستراتيجي

مشاركة

بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، عقد مركز النهضة الاستراتيجي التابع لمنظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، في العاشر من  تشرين الأول/ أكتوبر 2024، جلسة حوارية حول تحديات الصحة النفسية التي تواجه الشباب اللاجئين في الأردن، من عراقيين، وفلسطينيين، ويمنيين وسوريين، وسودانيين.

وسبقت هذه الجلسة، التي ركزت على إيصال أصوات الشباب اللاجئين، جلسة حوارية أولى حملت عنوان: “الشباب من أجل الشباب”، عقدت في 6 آب/ أغسطس 2024، وتناولت تحديات الصحة النفسية التي يواجهها الشباب في الأردن.

شارك في الجلسة الثانية نحو 20 شاباً وشابة من اللاجئين في الأردن، ومتخصصون في الصحة النفسية، إضافة إلى د. رشا الصفدي، مسؤولة حماية، ود. لانا سنبر، مسؤولة الصحة النفسية والحماية، إلى جانب مشاركين آخرين.

 

نظرة عامة على الصحة النفسية في مجتمعات اللاجئين في الأردن

وقدمت المتدربتان في مركز دعم اللاجئين: بريجيد أوكونور، وزينب جبور خلال الجلسة، بحثاً أجراه برنامج التدريب الداخلي التابع لمركز النهضة الاستراتيجي حول الصحة النفسية ضمن مجتمعات اللاجئين في الأردن، وسلطن الضوء على التحديات الفريدة التي يواجهونها فيما يتعلق بمخرجات الصحة النفسية، وخدماتها ودعمها.

ويستضيف الأردن أكثر من 730 ألف لاجئ، ما يجعله الدولة التي تضم ثاني أكبر عدد من اللاجئين للفرد على مستوى العالم. يأتي معظم اللاجئين من سوريا، وفلسطين، والعراق، والسودان، واليمن والصومال، ويواجه كل مجتمع تحديات مختلفة اعتمادًا على وضعه القانوني وقدرته على الوصول إلى الخدمات.

  • اللاجئون السوريون: يقيم أكثر من 643 ألف لاجئ سوري في الأردن، نصفهم تقريبًا (48%) تحت سن 15 عامًا. وتواجه هذه المجموعة تحديات كبيرة في مجال الصحة النفسية، والتي تتفاقم جراء صدمات النزوح وانعدام الاستقرار على المدى الطويل.
  • اللاجئون العراقيون: كشفت دراسة أجريت عام 2017 على 171 لاجئاً عراقياً في الأردن، معاناة أكثر من نصف العينة من مستويات عالية من القلق، وإفادة ما نسبته 42.8% منهم بارتفاع مستويات التوتر لديهم. تشير هذه النتائج إلى صراعات الصحة العقلية المستمرة المرتبطة بالتجارب المؤلمة الناتجة عن الصراعات والنزوح.
  • اللاجئون الفلسطينيون: يعد اضطراب ما بعد الصدمة أقل انتشارًا في مجتمعات اللاجئين الفلسطينيين مقارنة بالمجموعات الأخرى، ويعود السبب في ذلك على الأرجح إلى ارتفاع عدد لاجئي الجيل الثاني. ومع ذلك، ما يزال الشباب المراهقون في هذا المجتمع عرضة للعزلة الاجتماعية ومحدودية الفرص التعليمية، في حين تكون النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و 40 عامًا أكثر عرضة لخطر الإجهاد بسبب ضغوط الزواج المبكر ورعاية الأطفال.
  • اللاجئون السودانيون واليمنيون: يستضيف الأردن ما يقرب من 5 آلاف لاجئ سوداني، يُصنف معظمهم على أنهم لاجئون “غير حدوديين”. يتعرض هؤلاء الأفراد إلى التمييز وغالباً ما يُنظر إليهم على أنهم قد تجاوزوا مدة الإقامة التي تسمح بها التأشيرة الممنوحة لهم وليسوا باللاجئين الشرعيين.

وبالمثل، يعيش 12,700 لاجئ يمني في الأردن، ويدخل العديد منهم البلاد بتأشيرات طبية ومن ثم يتجاوزون مدة الإقامة، ما يدفع الحكومة الأردنية إلى اعتبارهم مهاجرين غير شرعيين. اعتباراً من عام 2018، سُجّل 41% فقط من اللاجئين اليمنيين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الأمر الذي زاد من تقييد وصولهم إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك رعاية الصحة النفسية.

 

فهم مصطلح “الصحة النفسية”

استكشفت الجلسة تعريفات المشاركين للصحة النفسية، وشجعتهم على التفكّر والتأمل في تجاربهم، وتقديم فهم أوسع في هذا السياق. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن الصحة النفسية هي “أكثر من مجرد غياب الاضطرابات النفسية، وهي موجودة في سلسلة متواصلة تؤثر على الناس على نحو مختلف”. وعلى سبيل المثال، وصف أحد المشاركين العراقيين الصحة النفسية بأنها “الشعور بالراحة مع الذات”، الأمر الذي يعكس إيمانه بأهمية قبول الذات لتحقيق الرفاهية”.

 

محددات الصحة النفسية

أثناء الجلسة، حدد المشاركون العوامل الاجتماعية، والاقتصادية، والبيئية والاجتماعية والسياسية، باعتبارها المحددات الأساسية للصحة النفسية.

  • الصدمة المتوارثة عبر الأجيال: سلط بعض المشاركين الضوء على تأثير صدمة الأجيال الناجمة عن تجاربهم في مناطق النزاع. وقال أحد المشاركين: “لقد عشت حربين، ولا أزال أتذكر القنابل التي انفجرت حولنا في سوريا عندما كنت في الحادية عشرة من عمري. هذه الذكريات باقية معي”.
  • عدم الاستقرار الاقتصادي: يعد نقص فرص العمل والآفاق الاقتصادية في الأردن قضية بالغة الأهمية. وقال أحد المشاركين الفلسطينيين: “لا توجد فرص عمل لنا”. وكثيراً ما تؤدي التحديات الاقتصادية إلى تفاقم مشاعر اليأس، فيفكر بعض اللاجئين في طرق الهجرة الخطرة بحثاً عن حياة أفضل. وأشار أحد المشاركين السوريين إلى ذلك قائلاً: “يحاول الكثير من الناس العبور من ليبيا إلى أوروبا أو الولايات المتحدة لأنهم لا يرون أي مستقبل في سوريا أو الأردن”.
  • وصمة العار: تظل وصمة العار المحيطة بالصحة النفسية عائقًا كبيرًا أمام طلب الرعاية. روت إحدى المشاركات بانفعال كيف رفضت عائلتها دعم محاولاتها لطلب المساعدة النفسية بسبب الوصمة الثقافية، قائلة: “عندما علم والدي بالأمر، غضب وقال إنه لن يسمح لي بالذهاب”.

 

آليات التكيف والرعاية الذاتية

ونظرًا لندرة خدمات الصحة النفسية ومنظومات الدعم، بيّن المشاركون آليات التكيف التي يستخدمونها لإدارة رفاههم النفسي، ومنها:

  • العيش في الحاضر: إذ أوضح أحد المشاركين بالقول: “أنا أعيش كل يوم في الحاضر، وأحاول الحفاظ على جدول زمني يضفي التنظيم على حياتي”.
  • الاعتماد على الذات: أكد العديد من المشاركين على أهمية الاعتماد على الذات، فقال أحدهم: “أنا أساعد نفسي بنفسي”. وذكر آخرون اللجوء إلى الأصدقاء للحصول على الدعم العاطفي أو استخدام التأمل الذاتي للتعامل مع مشاعرهم.
  • التعليم والعمل: تمثلت النظرة إلى دور التعليم والتوظيف في كونه أمراً حيوياً للحفاظ على الصحة النفسية. وفي هذا الخصوص، وصف أحد الحاضرين الطريقة التي منحته بها مشاركته في مشاريع العمل المختلفة هدفًا لحياته، بينما ناقش آخرون المشاركة في البرامج المجتمعية، مثل تلك التي تقدمها جمعية الإصلاح العرضي (CRP).

 

إعادة تعريف مصطلح “اللاجئ”

واختتمت الجلسة بنقاشات مستفيضة حول مصطلح “اللاجئ”. وأعرب المشاركون عن إحباطهم من الدلالات السلبية المرتبطة بالتسمية، فقال أحدهم: “يعتقد الناس أننا محبَطون واتكاليون، وهذا ليس صحيحاً. نحن بشر لنا حياتنا، وإنجازاتنا وتطلعاتنا”. وأضاف مشارك آخر: “أنا لست لاجئاً، أحمل اسماً ولا ينبغي اختصاري في صفة لاجئ”. واقترح المشاركون استبدال مصطلح لاجئ بهوية إنسانية تعكس تجاربهم وهوياتهم على نحو أفضل.

 

 التوصيات

  • رفع مستوى الوعي حول الصحة النفسية في مجتمعات اللاجئين وتشجيع النقاشات المفتوحة.
  • الدعوة إلى توفير خدمات الصحة النفسية على نحو أكثر سهولة، وخاصة للمجتمعات اللاجئة.
  • إصلاح اللغة المستخدمة في هذا الخصوص وتوفير الرعاية، مع إعطاء الأولوية لحق اللاجئين في تقرير مصيرهم وهويتهم بدلاً من حصر الأفراد في وضعهم القانوني.
  • الدعوة إلى زيادة فرص الوصول إلى التعليم والعمل للشباب اللاجئين من جميع الجنسيات.

 


المراجع