الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

جلسة للنهضة العربية (أرض): السياحة المجتمعية كسبيل لتحقيق التنمية المستدامة ورفاه المجتمعات

مشاركة

يمكن للسياحة في المناطق الحضرية أن تكون أداة قوية للنمو الاقتصادي المحلي، غير أنها تحتاج أيضاً إلى إدارتها بعناية للحفاظ على الطابع الثقافي والتاريخي فيها. وفي جبل عمّان، الذي يعد من أقدم أحياء العاصمة، جلبت السياحة فوائد اقتصادية كثيرة على الحيّ وزادت من بروز المكان وظهوره.

في هذا الإطار، وحول أهمية تطوير قطاع السياحة واستدامته في الأردن ككل وجبل عمّان تحديداً، يقول رئيس مجلس شركة فنادق البحر الميت، ورئيس لجنة جبل عمّان، العين ميشيل نزال: “إن تعزيز السياحة المجتمعية في جبل عمّان ليس ممكناً فقط، بل هو ضروري للحفاظ على روح الحيّ وثقافته وحيويته الاقتصادية، وذلك من خلال دعم الأعمال المحلية، وإشراك المجتمع بشكل مباشر في تقديم التجربة السياحية وتطويرها. وبذلك ينعكس على الشعور بالملكية، ويمكننا بناء نموذج سياحي متكامل وشامل”.

جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية الثالثة ، لمبادرة “جبل عمّان: الماضي والحاضر والمستقبل” والتي حملت عنوان: “السياحة”، الإثنين 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، وأدارتها المستشارة في منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، المهندسة مرح خياط.

وأكد نزال أن الأردن لديه تاريخ وتراث مهم منذ القدم، وهو ما يعتبر قيمة إضافية لاستمرارية السياحة فيه، مبيناً أن إنشاء الفنادق في عمّان شكلت دخل سياحي متكامل وتطور اقتصادي على مستوى البلد، مما يستدعي التطوير والتجديد بشكل دائم لجذب السياحة الداخلية والخارجية.

وحول أهمية السياحة القائمة على المجتمع وتعزيز استدامتها، أوضح نزال أهمية البعد الاقتصادي للمبادرات السياحية ومساهمته في انفتاح المجتمع، مع ضرورة التركيز على المشاركة المحلية في قطاع السياحة، مما يضمن تدفق العوائد الاقتصادية إلى سكان المنطقة.

وبشأن الاستراتيجيات التي يمكن أن تجعل السياحة المجتمعية ناجحة، وبالاستناد إلى نماذج ملهمة حول العالم، شدد نزال على ضرورة التخطيط التشاركي واتخاذ القرارات بالتعاون مع المجتمع المحلي، إلى جانب تطبيق إجراءات تخفيف الضرائب والإيجارات لسكان المنطقة ودعم المشاريع الصغيرة، وصولاً إلى تعزيز شراكات سياحية مستدامة مع الجهات المعنية.

وبخصوص ضرورة الاستفادة من تجارب الدول التي طبقت نماذج السياحة المستدامة بنجاح، نقل العين نزال تجربة “كيوتو” في اليابان، حيث يعمل السكان مع المسؤولين لتطبيق قواعد سلوكية تحافظ على التراث الثقافي للمدينة، كما وضعت برشلونة خطة لتحسين تنقل السياح وتقليل الازدحامات المرورية، لا سيما في المناطق التاريخية، وفي كوبنهاغن تم تشجيع السياحة المستدامة من خلال استخدام الدراجات بدلًا من السيارات، لافتاً إلى أن كل من هذه المدن وجدت طرقاً لحماية تراثها وتعزيز جودة حياة سكانها، ويمكن لجبل عمّان أن يتبنى هذه النماذج في سياقة الخاص.

وفي ما يتعلق، بالآثار والتراث والهوية في عمّان، وجبل عمّان خاصة، أوضحت نهى مبيضين، وهي محاضرة ومنسقة برنامج الإرشاد السياحي في كلية عمون الجامعية التطبيقية، أن السياحة وهوية المنطقة بينهما ارتباط كبير، وخصوصاً أن الأردن يحتوي على معالم حضارية وتراثية نادرة، داعية في هذا السياق، الشباب، التعرف على هذه المعالم، والتركيز على تطوير تجربة سياحية تفاعلية تشمل رواية القصة المتعلقة بالأماكن التاريخية في جبل عمّان وتسويقها، مشددة على أهمية حماية الإرث الفكري والثقافي والفني في مناطق جبل عمّان، والاهتمام بدعمها والمحافظة على ديمومتها التي ساهمت في نهضة المملكة وذاكرتها.

وبين نقاشات المشاركون الشباب والمتحدثين، جرى التأكيد على ضرورة تشجيع دور الشباب في المشاركة المدنية لتطوير القطاع السياحي في المنطقة، ودعم توفير الغرف الفندقية كجزء أساسي من نمو القطاع السياحي، وكذلك التركيز على دور السياحة في دعم اقتصاديات المجتمعات المحلية، إضافة إلى تعزيز التعاون بين وزارة السياحة والمؤسسات المتخصصة.

وأوصوا بأهمية تدريب المرشدين السياحيين لتقديم شروحات شاملة للسياح والإجابة عن الأسئلة المتعلقة بثقافتنا، وترويج الشباب للأماكن والمنتجات المحلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإضفاء لمسة شخصية وجعلها أكثر جذبًا للسياح، مع ضرورة زيادة الوعي بالمواقع السياحية المحلية والحضارات التي مرت عبر الأردن وأهميتها التاريخية بين أفراد المجتمع وصولاً لإنشاء لجان محلية تضم سكان وأصحاب الأعمال في جبل عمّان للمشاركة في صنع السياسات والقرارات.