لكلٍ منهن حكاية، وبقايا صور وذكريات تجمعت عبر السنين، فأخرجت منهن قوة وصمود وثبات على الحياة. فرغم كل التحديات والمعاناة والظروف الصعبة التي رافقتهن في مشوار العمر، إلا أن أنهن استطعن التغلب على هذه المشكلات، وكتبن تاريخ وتراث وثقافة فلسطين والأردن بإبرهن.
هن سيدات من مخيم الحسين وسط العاصمة عمان، التقين بعضوات شبكة نساء النهضة في منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) خلال زيارتها للجمعية الخيرية لرعاية الأسرة، الأربعاء 7 حزيران/ يونيو 2023، وذلك ضمن مبادرة “تواصل” التي تنفذها المنظمة ضمن برنامجها المعني بتعزيز قدرات منظمات المجتمع المحلي لتفعيل محلية القرار 1325 حول دور المرأة بالأمن والسلام وفي إطار الأجندة الوطنية لتنفيذه بالشراكة مع الأمم المتحدة للمرأة.
المديرة التنفيذية لمنظمة النهضة العربية (أرض)، سمر محارب، بينت أن هذه الزيارة الرابعة لشبكة نساء النساء النهضة ضمن سلسلة جولات تفقدية بدأت في مخيم البقعة، والوحدات، ومخيمات الزرقاء (السخنة، حطين، العودة)، والآن في مخيم الحسين لنكون أقرب من الجمعيات المحلية وتحديداً في المخيمات، وكذلك تزامناً وإحياءً لذكرى النكسة، بهدف توجيه الأنظار لدور المرأة الأساسي في الحياة العامة وقدرتها على تمكين مجتمعاتها، فضلاً عن التواصل مع أبناء هذه المخيمات لتسليط الضوء على تحدياتهم ومعرفة احتياجاتهم بشكل عام.
وأكدت محارب على ضرورة إعادة إحياء التواصل والتشبيك بين الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني بطريقة مختلفة، مع أهمية توفير المعلومات الأساسية لأبناء المخيمات، ليكون العمل أكثر مأسسة ولا تضيع الفرص المتاحة، مشيرة إلى أن المشكلة الأساسية التي تواجه المخيمات الفلسطينية في الأردن تتمثل بغياب البنية التحتية وقلة الرعاية الصحية والتعليمية وصعوبة الوضع الاقتصادي.
وحول أهداف الجمعية ومجالات عملها، لفتت رئيستها نداء غوشة، إلى أنها تهدف إلى المحافظة على التراث الفلسطيني والأردني ونشره وتطويره من خلال نقشات الزي الشعبي الفلكلوري، بما يتناسب ومتطلبات المرأة العصرية، إضافة الى تعليم الطالبات أصول التطريز، في محاولة لتأمين فرص عمل للنساء وتمكين وتعزيز دورهن الاقتصادي والتنموي.
وتابعت: “نعمل على تحديث التراث بمنتوجات متنوعة تتناسب وجميع الفئات ولكل المناسبات، وتطوير وتنمية القدرات الفنية للمرأة، والحفاظ على التراث الوطني وحمايته من الاندثار والسرقة والتشويه، والعمل على نشره كي يبقى ساطعاً”، كما تقدم الجمعية مساعدات عينية ومادية متقطعة لنحو 450 أسرة، إلى جانب مساهمتها في تعليم عدد من المتفوقين لأبناء الأسر ضمن قدرات الجمعية المادية، وفقاً لغوشة.
وأوضحت أنها توفر أيضاً التعليم برسوم رمزية للأطفال ما قبل المدرسة (رياض الأطفال)، فيما تشرف الجمعية الآن على خمسة مراكز في مخيمات: “جبل الحسين، الوحدات، الطالبية، ماركا، البقعة”، معتمدة على التبرعات الأهلية واشتراكات الأعضاء وإيرادات التطريز والخياطة كمصادر مالية للإنفاق على مشاريعها المختلفة.
في الطرف المقابل، دارت نقاشات بين سيدات المخيم وشبكة نساء النهضة حول أبرز التحديات التي تواجههن في أعمالهن وحياتهن بشكل عام، حيث برزت الحاجة، كما أتفقن، إلى ضرورة تشجيع النساء على التدريب وتعلم مهن غير تقليدية تعينهن على صعوبة الحياة، وبالمقابل أهمية التشبيك مع المؤسسات والمنصات الإلكترونية لتسويق المنتجات وبيعها بأسعار مناسبة لزيادة الطلب عليها، وبالتالي تحسين الإنتاجية.
وأكدن على أهمية إيجاد آليات وطنية تقوم بتوحيد جهود عمل هذه الجمعيات، وأن يكون لها تواصل وتعاون أوسع مع لجان المخيمات، والتركيز على المبادرات الهادفة لتمكين النساء اقتصادياً وسياسياً لإشراكهن في صنع القرار، إضافة إلى تقديم الدعم الصحي والنفسي والتعليمي والإغاثي لأبناء المخيمات، وتوفير قاعدة بيانات، فيما طالبن بدراسة احتياجات النساء في المخيمات كل على حدة، وتصميم استجابة خاصة تعمل على تحسين واقعهن فيها.