يعاني اللاجئون الفلسطينيون منذ سنوات كثيرة من محدودية التمويل للحصول على الخدمات بشكل عام وتحديداً الصحية، وتفاقمت تلك المشكلة مؤخراً بتعليق بعض الدول التمويل عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، مما يتطلب تضافر الجهود بين جميع القطاعات المدنية والحكومية، والمؤسسات والشركات الخاصة لتطوير الرعاية الصحية والحماية الاجتماعية.
وكدور أساسي ومساند لرفد اللاجئين الفلسطينيين على وجه الخصوص بخدمات الرعاية الطبية، والأفراد بشكل عام، برز دور الجمعيات والمنظمات الريادية في هذا المجال. ومنها جمعية العون الطبي للفلسطينيين التي عملت منذ تأسيسها في الأردن عام 1990 على تقديم الرعاية الصحية الأولية لأكثر من 2 مليون مريض من خلال عيادات مخصصة للاجئين الفلسطينيين في مخيمات: (غزة/ جرش، ومخيم حطين/ ماركا، ومخيم الطالبية/ زيزيا) ولاحقاً مخيم السخنة.
للتعرف على مسيرة الجمعية التي تأسست بإرادة وهوية عربية، وما تقدمه من خدمات صحية ورعاية طبية، عقدت شبكة نساء النهضة في منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، وضمن لقاء الأربعتين، بالتعاون مع مجموعة عمل الحق في الصحة في منتدى تعزيز قطاع العدالة، لقاء حواري بعنوان: “الجمعية الأردنية للعون الطبي للفلسطينيين.. مسيرة خير وشفاء”، الأربعاء 31 تموز/ يوليو 2024، تحدثت فيه المديرة التنفيذية للجمعية، شيرين شاهين، وأدارته مع المشاركين المستشارة الأولى في درة المنال للتنمية والتدريب، وعضو اللجنة التوجيهية في التحالف الوطني الأردني (جوناف)، د. سوسن المجالي.
وحول الجمعية وخدماتها، أوضحت شاهين أنها جمعية خيرية محلية غير حكومية، وغير ربحية مسجلة لدى وزارة التنمية الاجتماعية، هدفها توفير خدمات صحية للاستجابة لاحتياجات اللاجئين في المخيمات الفلسطينية والقرى المجاورة لها، حيث تم تجهيزها بتبرعات خيرية لتمكينها من تقديم الفحوصات والعلاجات الطبية الشاملة لجميع الأفراد وليس فقط اللاجئين.
وتابعت “توفر أيضاً خدمات طبية برسوم رمزية ومجانية داخل مراكزها الصحية، خاصة خدمات الأمومة والطفولة والأعصاب، كما نقدم جميع العلاجات للأشخاص ذوي الإعاقة بشكل مجاني، بالإضافة إلى توفير الأدوية والأغذية الطبية اللازمة لهم”.
أما بخصوص برامج الجمعية، فأكدت شاهين على توفير التوعية والتثقيف الصحي من خلال تنظيم حملات حول الصحة العامة والوقاية من الأمراض، لتعزيز الوعي بالسلامة الصحية وأساليب العيش الصحي، وكذلك تعزيز الصحة النفسية، كما توفر الدواء للمرضى، وإجراء عمليات جراحية، وتأمين المستلزمات والمعدات الطبية، وخدمات العلاج الطبيعي، وتنظيم أيام طبية مجانية.
وفيما يتعلق بالشراكات والتعاون مع المؤسسات المحلية والدولية، لفتت شاهين إلى أن الجمعية تتعاون مع المجتمع المحلي من خلال تنظيم ورش عمل وحملات توعية لزيادة الوعي حول قضايا الصحة، وكذلك مع المنظمات الأهلية والدولية والسفارات والمؤسسات الصحية.
ختاماً؛ أكد المشاركون في اللقاء على ضرورة توفير الرعاية الطبية الشاملة لجميع الأفراد، مع أهمية تعزيز تمويل خدمات الرعاية الصحية الأولية وتحسين بنيتها التحتية، ووضع برامج صحية وقائية وحملات توعية صحية، وإشراك المستفيدين في التخطيط والتنفيذ حسب احتياجاتهم وأولوياتهم، وإيلاء الاهتمام الكافي للصحة النفسية كعنصر أساسي من مكونات الحق في الصحة.