شارك أعضاء التحالف الوطني الأردني للمنظمات غير الحكومية “جوناف” في مراجعة إطار حوكمة التحالف وخطواته المستقبلية، والمتمثلة؛ بتحديد شكله ومعايير قبول العضوية، وزيادة عدد الأعضاء، والاستمرار بتنفيذ أهداف التحالف، وكذلك، ضمان المشاركة الفاعلة لجميع الأعضاء وتبادل المعلومات فيما بينهم، وتشخيص القضايا الاستراتيجية ذات الأولوية، وتعزيز محلية العمل الإنساني والتنموي، وصولاً لتمثيل الأعضاء أمام الشركاء الاستراتيجيين الخارجيين والمنظمات الدولية.
جاء ذلك، خلال ورشة عمل عقدتها منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، وتحالف (جوناف)، الأحد 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، ضمن إطار مشروع “نحو المستقبل: استكشاف فرص الاستدامة المحلية”، بتمويل من البرنامج الأوروبي الإقليمي للتنمية والحماية لدعم الأردن ولبنان. إذ يهدف المشروع لتطوير هيكل حوكمة متين وإجراءات تشغيل موحدة لإضفاء الطابع المؤسسي على جوناف، وتعزيز محلية قطاع سبل العيش في الأردن من خلال اتباع نهج متعدد الجوانب يركز على بناء قدرات المجتمع المدني المحلي.
بدورها؛ أكدت لينا هلسة، مديرة مشروع في النهضة العربية (أرض)، على ضرورة مأسسة الجهود الجماعية عن طريق تقوية هيكل حوكمة تحالف (جوناف) والقدرات المؤسسية لتعزيز قدراته من حيث قيادة تنفيذ أجندة محلية العمل الإنساني في مجال تقديم المساعدات، وتدعيم الحوار مع الجهات المعنية المحلية والدولية، وزيادة الكفاءة، وتعزيز المساءلة لضمان تصميم جهود المساعدات والتنمية الأفضل لتلبية احتياجات المجتمعات المحلية.
وبشأن إطار حوكمة التحالف، أوضحت م. زينب الخليل، مديرة برنامج في منظمة النهضة (أرض)، ومنسق تحالف (جوناف)، أن التحالف تأسس عام 2016 ويهدف إلى تفعيل محليّة العمل الإنساني والتنموي واللامركزية، والتأكيد على دور المرأة كعنصر فاعل في الأمن والسلام، مبينة أن الجمعيات المحلية الأقدر على تلمس احتياجات مجتمعاتها، وتطبيق معايير العمل الإنساني، إضافة إلى الوصول للمستفيدين مثل كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، حيث ظهر ذلك جلياً خلال خطط الاستعداد والاستجابة للمساعدات الموسمية أو الطارئة أو في الأزمات.
وبينت الخليل أن التحالف يضم حالياً نحو 50 منظمة تغطي المناطق الوسطى والشمالية والجنوبية في الأردن، وتشمل مجموعة متنوعة من مجموعات المجتمع المدني والمنظمات المجتمعية والشركاء المؤسسين. وقد تم تطوير معايير العضوية لضمان تفهم كل منظمة لأدوارها ومسؤولياتها ضمن التحالف.
وأشارت إلى أن توسيع عضوية التحالف وبنيته التنظيمية يعكس التزاماً بالشمولية والمشاركة المجتمعية المستدامة، مما يسهم في تعزيز السلام والأمن والتنمية في الأردن. كما أكدت الخليل على أهمية اتباع نهج تشاركي يضمن سماع أصوات جميع الأعضاء، ويعزز من دورهم في صياغة الحوكمة بما يعكس احتياجاتهم ويضمن أن تكون الحوكمة منبثقة عنهم، خاصة وأن هذا التوجه يدعم تطوير هيكل تنظيمي عادل وشامل يعالج التحديات المحلية بفعالية أكبر.
من جهتها، شددت مسؤولة الشبكات في النهضة العربية (أرض)، إيمان أبو قاعود،
على أهمية التركيز على تواجد التحالف في كافة المحافظات، وإقامة الأنشطة فيها، والتحفيز على دعم مشاريع المشاركة السياسية والمدنية والاقتصادية واستدامتها، مع زيادة مشاركة التحالف في المنصات التنسيقية الدولية والمحلية.
فيما دارت نقاشات مستفيضة بين أعضاء التحالف، أكدوا خلالها على دور جوناف في خطة الاستجابة الطارئة للأزمات الموسمية أو الطارئة، فضلاً عن دعم النهضة العربية (أرض) لمشاركتهم في تنفيذ القرار الأممي رقم 1325 لمعالجة التأثير الإنساني وقت جائحة كورونا، مع ضرورة تعزيز المعرفة للمنظمات المحلية في مجالي المناصرة وبناء الاستراتيجيات، ودعم المبادرات التي تصب في تحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية، لا سيما تلك التي تخدم النساء والأسر من مجتمعات اللجوء، وكذلك تشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والمدرة للدخل واستدامتها، وصولاً إلى ضرورة منح منظمات المجتمع المدني دوراً فاعلاً في رسم السياسات.