فيما شهد قطاع السياحة في المملكة تطوراً بفضل ميزة التنوع السياحي والعمل على تطوير القطاع في السنوات الأخيرة، إلا أن أوضاع المنطقة والإقليم من حولنا، إضافة إلى ضعف الاهتمام في البنية التحتية، وارتفاع كلف الطاقة والضرائب، وقلة حملات الترويج، تحول دون جذب استثمارات ذات قيمة مضافة.
بهذه الرؤية شخص رئيس مجلس إدارة شركة مينا للفنادق، ميشيل نزال، واقع القطاع السياحي والذي يمثل، بحسبه، بوابة كبيرة للعمل والاستثمار في الأردن، ويمتلك مقومات سياحية وتراثية تجعله الأفضل عربياً في هذا المجال، حيث أنه يحتضن 28 ألف موقع أثري مسجل رسمياً.
وبين نزال خلال اللقاء الحواري الذي عقدته النهضة العربية (أرض)، بعنوان: “تحديات القطاع السياحي في ظل الأوضاع السياسية الراهنة”، في إطار برنامج القضية الفلسطينية وضمن متابعة وتوثيق تطورات الحرب في فلسطين، أن أساس تحسين الاستثمار في قطاع السياحة يتحقق بإنشاء مبادرات سياحية في المحافظات البعيدة مثل الغرف الفندقية، وغيرها.
وأوضح نزال أنه خلال السنوات الأخيرة لم يستقر قطاع السياحة في الأردن نتيجة الظروف المحيطة التي تمر بها دول الجوار؛ لذلك من المهم أن يكون هناك عمليات تسويقية لجذب الاستثمارات والسياح، معتبراً أن “الحل الوحيد لإنعاش الواقع السياحي في ظل الأوضاع السياسية الراهنة، جذب إقامة مؤتمرات وندوات ومعارض عربية في كل من العاصمة عمان والبحر الميت والعقبة”.
وأكد المستثمر في قطاع السياحة والفنادق، أن هنالك جملة من التحديات التي تواجه المستثمرين في القطاع؛ وهي المعاملات الحكومية المطولة التي تأخذ وقتاً كثيراً لانتهاء معاملة المستثمر في حصوله على موافقات البدء في مشروعه، إضافة إلى الضرائب التي تعتبر تحدياً كبيراً أمامه، فضلاً عن صعوبة حصوله على تمويل لإقامة مشاريع كبيرة وضخمة.
ودعا نزال كافة الجهات المعنية إلى أهمية تذليل تلك التحديات التي تعيق وتحد من حجم الاستثمار، والارتقاء في البنية التحتية والخدمات ونشر الوعي بين المواطنين بأهمية القطاع، إضافة تفعيل الشراكة بين كافة القطاعات، مع أهمية الاستمرار في عمليات الترويج والتسويق لجذب أكبر عدد ممكن من السياح وجذب الاستثمارات السياحية والاقتصادية للأردن.
وأنطلاقاً من أهمية القطاع في التنمية والتطوير المستدام وقدرته على توليد فرص العمل، باعتباره قطاعاً حيوياً ورافداً رئيساً للاقتصاد الوطني، اقترح المشاركون في اللقاء العمل على تعزيز السياحة العلاجية في عمان والبحر الميت، وذلك من خلال القيام بحملات تسويقية لتشجيع العرب والأجانب على زيارتها، وكذلك العمل على تسويق السياحة الدينية، ومخاطبة المجالس الكنائسية العالمية لتوضيح أهمية المواقع الدينية الأردنية، وعلى رأسها مواقع الحج المسيحي، والتي يحوي الأردن منها خمسة مواقع معترف بها دولياً.
ودعوا لضرورة التنسيق بين كافة الجهات، وتسهيل الإجراءات التفتيشية أمام السياح، وزيادة وعي المواطنين بأهمية تنشيط المواقع السياحية، إلى جانب توفير خطة استجابة استباقية لحماية القطاع في حال حدوث أزمات أو ظروف سياسية معينة، وأيضاً تأهيل المرافق الصحية في بعض المواقع السياحية والأثرية، والنظر في موضوع غلاء الأسعار وتوفر الخدمات بكامل أشكالها.
وطالبوا بالتركيز على دعم مناطق شمال الأردن بالاستثمار في إقامة الفنادق وتوفير الخدمات في المرافق السياحية والأثرية والطبيعية التي تستقطب السياح، وصولاً إلى الحاجة لتسويق الأردن الكترونياً وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبح الأكثر رواجاً وجذباً للسياح في مختلف دول العالم، مقابل تعزيز السياحة الداخلية، ما من شأنه زيادة نسب النمو الاقتصادي والإيرادات المحلية خلال الفترة المقبلة.