لبناء قدرات الفتيات والشابات في مجال المناصرة وكسب التأييد على المستويين المحلي والاقليمي، بالإضافة إلى تطوير استراتيجيات للمناصرة في كثير من القضايا، عقدت منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، بالتعاون مع منظمة أرض البشر خلال شهري تشرين الثاني وكانون الأول 2024، تدريباً لـ 60 مشاركة في برنامج هي تقود في كل من مصر (أسيوط والقاهرة) والأردن.
وتركز النهضة العربية (أرض) خلال برنامج هي تقود في مرحلته الثانية، على إخراج قياديات على المستوى الإقليمي ليصبحن فيما بعد أصواتاً مؤثرة في قضاياهن المحلية، وتعزيز معرفتهن ومهاراتهن حول مجالات كسب التأييد، وكيفية إطلاق حملات المناصرة بشكل فعلي على أرض الواقع، حيث سيوفر البرنامج أيضاً منصة للحوار والتعلم والابتكار لمعالجة القضايا الرئيسية المتعلقة بالقيادة والمشاركة المدنية للنساء.
فيما جرى تدريب المشاركات في البرنامج من أعمار (18-24 سنة)، بالتعاون مع شركاء استراتيجيين على المستويين الإقليمي والمحلي، وهم: “جمعية عطاء بلا حدود (في أسيوط)؛ وتهدف لتحقيق التنمية المستدامة بمشاركة المجتمع في تخطيط وتنفيذ البرامج، و”مبادرة المحاميات المصريات (في القاهرة)، المعروفة بريادتها في تمكين النساء والدفاع عن حقوقهن، وتجمع لجان المرأة الوطني الأردني (في العاصمة الأردنية عمّان)، والذي يهدف إلى النهوض بالمرأة عن طريق التوعية والتدريب في المجالات السياسية والتشريعية والصحية والاقتصادية والبيئية.
في حين سعى التدريب الذي قدمه الخبير في المناصرة والتدريب، عماد أبو صالح، إلى تعزيز فكرة المشاركة الفعالة للنساء في الحياة العامة، والمساهمة في بناء قدرات النساء والفتيات على التخطيط الاستراتيجي لحملات كسب التأييد و/ أو حملات توعوية تتعلق بمشكلة أو قضية حقوق إنسان محددة تخص واقع المرأة، فضلاُ عن تزوديهن بالمهارات اللازمة لبناء المبادرات المجتمعية الهادفة للمساهمة في حل المشاكل والتحديات التي تواجه المجتمع.
وركزت التدريبات على مواضيع عدة، مثل مقدمة حول مفهوم كسب التأييد، وتحليل (سوات)، والتعامل مع صناع القرار، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومفهوم السياسات العامة، وبناء الائتلافات والتحالفات، وكيفية جلب الدعم والتمويل، إضافة إلى التعريف بمفهوم الحشد وأهميته، وبناء خطة الإعلام والاتصال، والتحديات – المخاطر التي قد تواجه الحملات.
وحول استفادتها من التدريبات، قالت المشاركة أميرة محيسن (من محافظة أسيوط): “في البداية لم أكن أعرف ما معنى حملات كسب التأييد، والخطوات التي ترافق هذه الحملات، إلا أن هذا التدريب جعلني أكثر إدراكاً وفهماً لهذه المفاهيم، واليوم أطبق ما تعلمته في حياتيّ، كما زادت ثقتي في نفسي.. فعلاً اكتسبت إضافة جديدة وجميلة ومؤثرة بشكل إيجابي”.
بينما أوضحت المشاركة منّة الله أحمد، وهي من أسيوط أيضاً، أنها تعلمت من التدريب أمور عدة، منها: “القدرة على التواصل الفعال بين أعضاء الفريق أو بين المدرب والجمهور، تخطيط وكيفية تنفيذ الحملات وتطوير مهارات التخطيط الاستراتيجي من أدوات لأزمة مثل فعاليات وندوات ومؤتمرات وورش العمل، والمخاطر المحتملة وتحديد نسبه وقوعها ومدى تأثيرها على الحملة وكيفية التعامل معها في حال حدوثها”.
من ناحيتها، اعتبرت المشاركة منة نبيل (من القاهرة)، أن هذا “التدريب كان مثري، وتعرفت فيه على الفرق بين النهج القائم على حقوق الإنسان والقائم على الرعاية والاحتياج، وعلى الفرق بين أصحاب العلاقة وصناع القرار، وحملات التوعية وكسب التأييد، وأخيراً النقطة التي تخص التشريعات المتعلقة بإيجاد تشريع أو إلغاء تشريع أو تعديله أو تنفيذه أو تفعليه.. والأهم أنه أضاف ليّ أن أكون أكثر عمقاً في التحليل، لأنني بصراحة افتقد لمسألة التأني والدقة فيما يتعلق بهذه النقطة بالذات”.
لكن المشاركة الأردنية رنيم العريني، ترى أن هذه الفرصة “لم تكن مجرد تدريب، بل نقطة تحول لدعم النساء ليصبحن قائدات وقادرات على تحقيق التغيير الإيجابي.. شكراً لفريق العمل على هذا الجهد الرائع والاهتمام بتطوير القائدات المستقبليات، ومتحمسة لتطبيق ما تعلمته”.
أما المحامية الأردنية رانيا الصقور، فقالت “صدقاً من أجمل التدريبات القيمة والممتعة، كثير استفدت وعرفت كيف أحدد المشكلة والفئة المستهدفة، وأخطط وأحلل وأحدد الأسباب وأعمل على اقتراح حلول للحد منها.. تغير تفكيري وصرت لما بديَ أقترح أي حل لمشكلة لازم أوضح الأهداف وأعمل دراسة واضحة لتحديد المخاطر المحتملة كل هذا تحت تسلسل زمني وفكري”.
يذكر أن برنامج “هي تقود” يهدف إلى دعم عدالة التمثيل بين الرجال والنساء للمشاركة بشكل أكبر في عمليات صنع القرار، من خلال أنشطة بناء القدرات التي تركز على زيادة فرص الفتيات والنساء بالحصول على التعليم وتنمية المهارات، وتعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة، وانخراطها في العملية السياسية، إضافة إلى بناء مهارات المناصرة، والتفاعل الهادف، وزيادة التوعية، وذلك عبر نهج تعاوني وشامل على المستويين الإقليمي والدولي.