الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

الطهطاوي: تحقيق نهضة عربية يتطلب الانطلاق من أرضيتنا الثقافية دون إغفال منجزات العصر المادية والفكرية

مشاركة

بحثًا عن إجابة للسؤال الشائك الذي يتردد صداه منذ عقود: “لماذا تقدم الغرب وتأخرنا”، فما زالت الحداثة تطرح السؤال، وما زال العرب عالقين في طريق الإجابة، جاءت ندوة ” البحث عن منطلق جديد للنهضة العربية” التي نظمتها شبكة نساء النهضة في منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) ضمن سلسلة لقاء الأربعتين، واستضافت خلالها رقميًا الأكاديمية والباحثة في الفلسفة السياسية الدكتورة ماجدة رفاعة الطهطاوي المتواجدة في العاصمة الفرنسية باريس.

وأدارت اللقاء عضو مجلس الأعيان الأردني الدكتورة ميسون العتوم، التي أكدت أننا نشعر بالفخر باستضافة قامة وقيمة لها أثر كبير وإسهامات مهمة في البحث عن أرضية جديدة للانطلاق منها نحو النهضة العربية المنشودة، لا سيما وأنها حفيدة رفاعة الطهطاوي أحد رواد عصر النهضة في مصر والعالم العربي وحامل راية الإصلاح والإسلام التقدمي.

وردًا على السؤال الذي طرحته العتوم حول الخطوات التي على العرب اتباعها للخروج من واقع المفعول به والصامت إلى مصاف الفاعل والمتكلم، قالت الطهطاوي إن البداية من تدشين منطلق نهضوي لا يقوم على سؤال النهضة السابق، أي اللحاق بالغرب، وإنما من خلال استبداله بسؤال جديد مفاده : كيف نحقق نهضتنا العربية انطلاقًا من أرضيتنا الثقافية، ودون إغفال منجزات العصر المادية والفكرية، فبعد مرور قرن من خطاب الحداثة الذي أطلقه رواد النهضة الأوائل علينا أن نسأل أنفسنا: “هل تحققت حقوق المواطنة التي نادى بها الطهطاوي، وهل قُضي على الاستبداد الذي نادى به الكواكبي، وهل تحققت سلطة القانون التي طالب بها الأفغاني؟”.

وبينت أن مشروع النهضة الأول لم يأتِ نتيجة تحولات ذاتية وحاجات واقعية، وإنما نتيجة الصدمة التي أحدثتها الحملات الفرنسية في مصر، فمحمد علي رأى في مشروع رفاعة الطهطاوي النهضوي ما يخدمه ويقوي مفهوم الدولة الحديثة، ومع أن الطهطاوي كان محظوظًا لأن أفكاره وجدت أذانًا صاغية لدى السلطة، إلا أن هذه الأفكار انحصرت بالنخبة ولم تصل العامة، وعلى هذا الأساس كانت محاولاته ومحاولات غيره من رواد النهضة فكرية ولم يُتح لها الفرصة لتتجذر في المجتمع، مشيرة إلى أن النهضة التي ننادي بها اليوم تقوم على ضرورة التحرر من التبعية للثقافة الغربية والسوق الرأسمالي العالمي، وإعادة قراءة تراثنا العربي برؤية عقلانية نقدية، من أجل امتلاكه واستغلال ما به من أسس ومفاهيم يمكن البناء عليها، بحيث نواكب العصر، ونساهم فيه إنتاجًا وإبداعًا، بدلًا من تلك المعاصرة القائمة على التبعية والنقل والاستنساخ.

وزدات أن علينا تجاوز سؤال الهوية إلى ماذا يجب أن نكون عليه وكيف نتفاعل مع الآخر، فالمجتمعات في كل مرحلة تشكل هويتها التي تعبر من خلالها عن نفسها وإنجازاتها، لكن قبل ذلك كله علينا وقف القطيعة ما بين هويتنا وأصلها، والانفتاح على الثقافات الأخرى من خلال الحوار الخلاق معها، وإطلاق حرية الإبداع بلا قيود وهو اهم ما نفتقده في عالمنا العربي، فضلاً عن ضرورة اعتماد العمل الجماعي المؤسسي والمنظم ووقف أشكال العمل الفردي التي ثبت بالوجه القاطع أنها لا تحقق الغاية، وإعلاء قيمة اللغة العربية التي هي الأساس والأصل في التقدم وإثبات الذات، ووضع المرأة في قلب الاستراتيجيات، فلا نهضة بدون تحررها وأخيرًا النظر إلى العلمانية باعتبارها شرطًا من شروط الحداثة، فهي رؤية تتسع للخلافات، وسلوك يقبل الآخر، ومنهج لا يرى في الاختلاف إلا ازدهارًا مجتمعيًا.

وأكد الحاضرون على ضرورة الاهتمام الرسمي بالثقافة وإحلال اللغة العربية محل الأجنبية باعتبارهما الأساس في إرساء قواعد النهضة المُشتهاة، وعدم عزل الحركة النسوية عن العمل السياسي والمجتمعي، إضافة إلى ضرورة الانفتاح من أجل اكتساب وخلق المعرفة لا التقليد، وعدم أخذ الحداثة بمفهومها الزائف، والبحث عن حداثة الأنوار التي تحقق العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان.

جدير بالذكر أن الدكتورة ماجدة رفاعة الطهطاوي هي عضو المجموعة البحثية للدراسات عبر العالمية، وباحثة منتسبة لمركز الدراسات والبحوث والمنطق الفلسفي المعاصر/ جامعة سان دوني، وتحمل درجة الدكتوراة في الفلسفة من ذات الجامعة عن أطروحتها “مفهوم الحكومية عند ميشيل فوغو”، وهي مديرة دار الثقافة العلمية، ولها منشورات حديثة وورقة بحثية عن الديمقراطية والنيوليبرالية.