ضمن فعالياتها للاحتفال باليوم الدولي للمرأة، واحتفاءً بجهود النساء وريادتهن لبناء مستقبل مستدام، نظمت منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، جلسة حوارية رقمية بعنوان ” هي الأرض… هي المستقبل الأخضر: دور المرأة الريادي في مواجهة تحديات التغير المناخي” الثلاثاء 8 آذار/مارس 2022، حيث سلطت الجلسة الضوء على مساهمات النساء من إندونيسيا وتونس في مجالات الاقتصاد الدائري والاقتصاد الأخضر، وتخلل الجلسة إطلاق تقرير “الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الدائري: الأمم المتحدة كمحرك للتغيير من أجل اللاجئين؟”.
أدارت الحوار سناء الجلاصي، مستشارة أولى للعدالة الجندرية في مركز النهضة في منظمة النهضة (أرض) وشارك فيه كل من: رينجارد بريتش، مديرة الشراكة وأمينة الخزنة في شركة تونيسي ريسيكلاج –تونس؛ وماريا بيانكا فيجا، منسقة مشروع بيئي Greenisiatif – -إندونيسيا، وفرانشيسكا ألبانيز، المستشارة الأولى لشؤون الهجرة والتهجير القسري وانعدام الجنسية في مركز النهضة في منظمة النهضة (أرض).
وشاركت المتحدثات تجاربهن الواعدة في مجال حماية البيئة، ومواجهة أثر التغير المناخي. حيث أشارت فيجا، إلى تجربتها مع Greenisiatif في إندونيسيا، وانضمام مؤسستها لشبكة البدائل الخضراء ودور الشبكة في دعم المشاريع البيئية والحملات للمؤسسات والأفراد، وتعمل الشبكة على زيادة الوعي بالقضايا الاجتماعية والبيئية، وعلى إيجاد حلول حقيقية للتغير المناخي انطلاقاً لتعزيز ملكية المجتمعات لهذه المبادرات وتضمينهم فيها، لضمان استدامة المشاريع وتوفير سبل عيش إضافية لهم.
وبدورها؛ سلطت بريتش الضوء على أهمية الشراكات مع المجتمع المدني المحلي والدولي وكذلك المدارس للتأسيس لثقافة صديقة للبيئة، وتحدثت عن دور تونيسي ريسيكلاج، في جمع وإعادة تدوير المخلفات في شمال تونس، حيث تطلق حملات رفع الوعي بالمبادئ الخمس للحفاظ على البيئة (تقليل الاستهلاك، ورفض الهدر، وإعادة الاستخدام، وإعادة التغريض، والتدوير) بالإضافة لدورها الرئيسي المتمثل في الفرو الانتقائي للمخلفات. وأشارت إلى دور النساء في جميع برامج وأنشطة تونيسي ريسيكلاج، مضيفة: “أن المرأة تحتل دوراً هاماً في كافة هذه الأنشطة التي تسهم في تيسير وصولها لدخل إضافي”
وحول تقرير منظمة النهضة الأخير، قالت ألبانيز: “يقدم هذا التقرير لمحة عن الاقتصاد الدائري والاقتصاد الأخضر وتقاطعهما مع العمل الإنساني والتنمية المستدامة في المنطقة، بالإضافة إلى توصيات حول كيفية مساهمة الأمم المتحدة في تعزيز حماية البيئة”، يسعى التقرير إلى تحفيز وكالات الأمم المتحدة مثل الأونروا، للعمل جنبًا إلى جنب مع المجتمع المدني، للعب دور رائد في تعزيز ثقافة بيئية فعالة، وحث الحكومات على تبني هذه المنهجية والمشاركة فيها والاستفادة منها. ودعت ألبانيز المنظمات العاملة في المجال الإنساني إلى العمل على شمول مبدأ “لا ضرر ولا إضرار” في عملهم لحماية الموارد البيئية كذلك.
وشددت المشاركات على أهمية الدور الذي يلعبه المجتمع المدني في تقييم الاحتياجات وإطلاق المبادرات والتخطيط المستقبلي، كما أكدن على ضرورة تظافر الجهود وتعزيز التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية لضمان استدامة المبادرات الخضراء، ودفع التحول نحو الاقتصادات الخضراء والدائرية.
وختمت جلاصي اللقاء بالتأكيد على ضرورة الانتباه لمثل هذه التجارب والأمثلة المحلية الثرية التي تقودها النساء لمواجهة تحديات المناخ في أنحاء العالم والعمل على عكس هذه التجارب وغيرها لتحفيز المشاركة المدنية والتمكين الاقتصادي للنساء والشباب في هذا الصدد.
