الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

بالتزامن مع قمة المناخ: مختبر السياسات الثالث لـ”مشروع الأصوات الخضراء للشباب والشابات في العالم العربي” يبحث مسألة المعلومات المناخية المضللة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

مشاركة

عقد “مشروع الأصوات الخضراء للشباب والشابات في العالم العربي” يوم الإثنين 7 تشرين الثاني/نوفمبر مختبر السياسات الثالث والأخير والذي تناول موضوع التضليل المناخي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما استضاف مختبر السياسات هذا، الذي حضره 14 شابًا وشابة من الناشطين في مجال المناخ في العالم العربي، مجموعة من المتحدثين الضيوف، وهم: السيد أحمد العطار، صحفي استقصائي من مصر، يعمل مستشارًا للمركز الدولي للصحفيين ورئيس تحرير موقع “أوزون”. والسيدة بيان حمدان، مدققة حقائق من الأردن ومحررة في موقع مسبار، وهو منصة عربية لتقصي الحقائق. أدارت فاطمة بني أحمد هذه الجلسة من مختبر السياسات، وهي إحدى المشاركين في “تحدي الأصوات الخضراء للشباب والشابات في العالم العربي” من الأردن، وهي مدققة حقائق مستقلة متخصصة في التحقق من صحة الادعاءات العلمية. وقد شارك ناشطو وناشطات المناخ الشباب في ثلاث مختبرات سياسات تضمنت مناقشات متعمقة التي جرت مع خبراء في المناخ والإعلام. كما ستتاح الفرصة لعشر من الشباب لحضور قمة COP 27 (مؤتمر المناخ 2022) الذي سيعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية هذا الشهر.

بدأ العطار النقاش بالتشديد على حقيقة أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ما تزال متأخرة عن ركب خلق وعي عام واسع النطاق بشأن التغير المناخي، بالإضافة إلى تعرض المنطقة أيضًا للمعلومات المضللة في هذا الخصوص. ووفقًا له، تُنشر المعلومات المضللة عمدًا لتضليل الجمهور بشأن المعلومات المتعلقة بالتغير المناخي، إما عن طريق إنكار علم التغير المناخي أو التقليل من شأنه لوقف أي التزامات حيال العمل المناخي.

وتخدم هذه المعلومات الخاطئة المصالح الخاصة لبعض الشركات المسؤولة إلى حد كبير عن أزمة المناخ مثل صناعات الوقود الأحفوري. وبحسب العطار، “تقف الشركات الضخمة والاقتصادات الكبيرة وراء هذه الحملات، وحتى الدول المنتجة للنفط أحيانًا، وذلك لارتباطها جميعًا باستثمارات وأرباح كبيرة”. بالإضافة إلى ظاهرة التضليل هذه، يتأثر النقاش حول التغير المناخي أيضًا بالمعلومات المضللة، والتي تعني النشر العرضي لمعلومات خاطئة أو غير دقيقة يكون مصدرها الناس العاديون.

واتفقت السيدة حمدان مع المذكور آنفًا ذاكرة أن بعض الدراسات التي حللت مؤخرًا آلاف المنشورات على فيسبوك خلصت إلى وجود ارتفاع في المعلومات المضللة، وأن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورًا مهمًّا في انتشار الحملات التي تنكر حدوث التغير المناخي، ما أدى إلى أن يصدق الجمهور بعض هذه الادعاءات وينكر الحقائق العلمية.

وأضاف العطار أن هناك تكتيكًا آخر للتضليل المتعمد يتمثل في نشر الشكوك وتشتيت الانتباه وإعادة التوجيه من خلال إقناع الجمهور بمسؤوليتهم عن الأزمة ومطالبتهم بتقليص بصمتهم الكربونية. وأصر على وجوب أن يتحقق الصحفيون الذين يغطون شؤون التغير المناخي من المعلومات التي يتلقونها، وعلى ضرورة الرجوع إلى العلماء والخبراء للتحقق من المعلومات والمصطلحات العلمية قبل النشر.

وعلقت حمدان على أن معالجة المعلومات المضللة مهمة صعبة ومعقدة، خاصة عندما تكون المعلومات المنتشرة على نطاق واسع بحاجة إلى التنديد بها وتصحيحها. وضربت مثالًا على ذلك أن صحيفة شهيرة نشرت مقالًا قلل من أهمية الاستثمارات في بعض المشاريع للتخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري وألقى بظلال من الشك عليها. ووفقًا لها، بعد مراجعة المقال والتحقق منه، أدينت الصحيفة. وأوضح العطار بعض التكتيكات المستخدمة لنشر المعلومات المضللة، مثل إنكار التغير المناخي والسعي للحصول على دعم خبراء وهميين لإثبات هذه الادعاءات، ونشر نظريات المؤامرة لشرح موضوع التغير المناخي، وكذلك تزوير القضايا العلمية أو التقليل منها، مثل الادعاء القائل بأن التغير المناخي هو أمر يحدث منذ ملايين السنين. وأضاف أننا نشهد الآن تكتيكًا شائعًا آخر  يتمثل في تشتيت الانتباه من خلال بدء المعارك والصراعات بين النشطاء في مجال المناخ والمنظمات المناخية.

وأشار العطار إلى أن أحد الحلول لمكافحة المعلومات المضللة يكمن في تحفيز الناس على الاهتمام بهذا الموضوع من خلال ربط التأثيرات الناتجة عن التغير المناخي بسبل عيشهم، مثل ربط الزيادة في أسعار بعض السلع بآثار هذا التغير.

وأكدت حمدان على هذه النقطة قائلة: “في هذه المرحلة، يجب أن نتعامل مع المحتوى بطريقة أكثر ذكاءً وتطورًا من خلال إضافة محتوى إنساني وربطه بحياة الناس، ما يساعدهم على إدراك مدى مساس هذه القضية بحياتهم اليومية”.

واختتم المتحدثون الضيوف في مختبر السياسات الجلسة بالتشديد على أهمية المراجعة الدقيقة للمعلومات والمحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، وكذا المعلومات التي تنشرها وسائل الإعلام التقليدية. بالإضافة إلى محاولة التصدي للمعلومات المضللة، واستخدام المصطلحات العلمية المتعلقة بتدقيق الحقائق، وتعزيز نشر المقالات التي ترتبط بسبل العيش اليومية للناس من خلال توضيح الكيفية والطرق التي تتأثر بها حياة الناس بالتغير المناخي والتدهور البيئي مثل مسائل الأمن الغذائي، وتدهور الأراضي الزراعية، وفشل المحاصيل، والزيادة في أسعار السلع.

 

تأتي هذه الفعالية في إطار مشروع الأصوات الخضراء والذي تنفذه منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) بالتعاون مع RNW Media وبتمويل من سفارة مملكة هولندا في الأردن.