الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

حوار الأجيال في إربد.. الشباب متمسكون بوطنهم ولغتهم العربية، لكنهم يبحثون عن فرصة لإثبات الذات

مشاركة

“نحن نقلد الغرب في كل شيء، حتى في اللغة، فعلى مستوى الهندسة الصناعية التي درستها لا يوجد كتاب واحد باللغة العربية، أما إذا تحدثنا عن الهجرة، فإن ضعف تمكين الشباب وعدم منحهم الأدوات اللازمة لصناعة مستقبلهم وعلى رأسها الوظائف اللائقة، يفسر لنا سبب رغبة أغلبهم بالهجرة”

كان هذا تعليق الناشط والشاب المهندس حمزة أبو الهيجاء، أثناء عرض فيلمي “الأرض تورث كاللغة” و “نويت الهجرة” ضمن سلسلة حوار الأجيال التي نظمها ملتقى النهضة العربي الثقافي وشبكة شباب النهضة في منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، وبالتعاون مع مركز زهرة أيرس لتنمية المجتمع المحلي، في جلسة حوارية احتضنها مبنى بلدية إربد الكبرى.

على الطرف المقابل؛ كانت سعاد ملكاوي تتساءل: ” لماذا نخجل من لغتنا؟ هل يخجل الإنسان من أمه؟” مضيفة: “الهجرة لم تعد فرصة كبيرة كما كانت، وفرص العمل في الخارج صارت شحيحة، وربما أن الحل في الهجرة إلى الوطن وقيام كل منا بواجبه تجاهه، فنحن مقصرون”.

تلك النقاشات العميقة والثرية، هي الغاية التي تصبو إليها منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) من خلال سلسلة حوار الأجيال: أن نسمع الشباب ويسمعوا منا، وأن نتلمس أوجاعهم عن قرب، وأن نوفر لهم المنصات والمساحات الآمنة للتعبير كي يكونوا قادة المستقبل، وهذا يتأتى بتمكينهم مجتمعياً وتزويدهم بالأدوات اللازمة للتغيير، بعد أن يتجذر الانتماء عندهم بهويتهم الوطنية وهوية اللغة.

“تعلم كل اللغات لكن لا تنسى لغتك الأم، وسافر إلى كل الأوطان لكن لا تغترب عن بلدك”، من هذا المنطلق بدأ رئيس ملتقى النهضة العربي الثقافي باسل الطراونة، حديثه شارحاً الهدف من سلسلة حوار الأجيال وموضوعي الفيديوهين الذين أنتجتهما اللجنة الثقافية لشبكة شباب النهضة، فتعلم اللغات الأخرى والسفر خارج حدود بلدك أمر أساسي للنهوض والتقدم، كونه يساعدنا على التعلم من تجارب الغير والاستفادة من خبراتهم، لكنه سيكون بلا فائدة إذا لم نسخر ما تعلمناه في سبيل وطننا، وسيكون بلا فائدة إذا ضاعت منا اللغة الأم في طريقنا لتعلم سواها!

يستطيع الفن أن يوصل الرسائل للمجتمع بطريقة أكثر قبولاً من أي وسيلة أخرى، هكذا برر منتج الفيلمين وبطلهما الفنان زهير النوباني، سبب اختيار الدراما لإيصال الرسالة للشباب حول أهمية التمسك باللغة العربية ورفض الهجرة، مؤكداً أن الربط بين هجرة اللغة وهجرة الوطن كان مدروساً، فكلاهما يؤدي للآخر.

في إربد، التي كانت المحطة الرابعة لسلسلة حوار الأجيال بعد العاصمة والكرك والزرقاء، عاد النوباني لتذكير الشباب بأن عليهم مسؤولية كبيرة بالنهوض بوطنهم، فالمسارات الديمقراطية مثل الانتخابات والمشاركة الحزبية موجودة، والتضامن وإعلاء الصوت في القضايا التي تواجههم ضرورة، والصبر في سبيل تحقيقها هو الخطوة الأولى نحو أي تغيير، مشيراً إلى إيمانه العميق بأننا قادرون على أن نقدم الأردن بطريقة ديمقراطية وحداثية للعالم إذا أحسننا استغلال موارده البشرية وعلى رأسها الشباب.

كان تأكيد الشباب الحاضرين للجلسة على ضرورة التمسك بالوطن وعدم هجر اللغة العربية واضحاً، لكن ما كان واضحاً أكثر أن لديهم مشاكل ينبغي سماعها، وربما لفت الحضور مداخلة الصحفية الشابة ديانا البطران التي تحدثت عما أسمته “عقدة الخواجا في الأردن”، فالأجنبي يُحترم أكثر من المواطن، كما أننا لم نهجر اللغة التي نعتبرها الأم، لكننا صرنا نعيش في أوطان تحترمك وتؤمن لك الوظيفة المرموقة والراتب الجيد، إذا كنت تتحدث الإنجليزية بطلاقة، ولا تحفل كثيراً بلغتك العربية.

ما أثير في الجلسة يحمل عناوين كبيرة، لعل أبرزها أهمية الثنائية بين الإعلام والفن لإيصال الرسائل، وأهمية الشراكة والتواصل مع المجتمع المدني لتوحيد الجهود حول القضايا الشائكة، فضلاً عن أهمية تجذير المواطنة الأصيلة التي يعتبر التمسك بالوطن ولغته من مستلزماتها، وضرروة الاعتماد على الذات والابتكار والإبداع، فهم أكثر نفعاً من الانسحاب ورفع راية الاستسلام.