الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط.. بوابة دخول مرحلة جديدة

مشاركة

عمّان- في غمرة الحديث عن زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لدولة الاحتلال الإسرائيلي وفلسطين والسعودية بين الفترة الواقعة 13 و16 تموز/يونيو 2022، تزداد وتيرة التساؤلات عما إذا كانت هذه الزيارة تكرار لزيارات سابقة، أم أنها ستعمل بكل قوة على تسريع وتيرة إدماج دولة الاحتلال في المنطقة العربية، ليس كشريك في عملية تسوية أو تطبيع فحسب، وإنما كقائد لحلف دفاعي يتشكل لحماية الاحتلال، وتعزيز قوته؟

يأتي بايدن والمنطقة بحاجة إلى سياسات جديدة، ولديها أولويات كبيرة، وموضوع زيادة تصدير الطاقة ليس قضيتها الأساسية، بل ليست تلك الزيادة في مصلحتها، حيث ستنخفض الأسعار، وستتضرر علاقاتها بصورة كبيرة مع روسيا أولاً والصين ثانياً.

وبالتأكيد الإدارة الأميركية تنظر إلى السياسة في المنطقة انطلاقاً من استراتيجيتها الخاصة بها، المتمثلة بتكوين حلف عسكري جديد في المنطقة بينها وبين أنظمةٍ عربية، غير مبالية بحقوق الشعب الفلسطيني وهويته الوطنية التي ما تزال تحت التهديد وواجهت هزات كبيرة أثرت على تشكيلتها والدور المنوط بها في كل مرحلة.

قراءة أبعاد وتداعيات زيارة بايدن للشرق الأوسط، هو بالذات ما دفع منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، وضمن برنامج القضية الفلسطينية وجهود الشبكة الدولية للقضية الفلسطينية، إلى استضافة الباحث الفلسطيني ومؤسس هيئة أرض فلسطين، البرفسور د. سلمان أبو ستة، في جلسة بعنوان “الهوية الفلسطينية تحت التهديد: قراءات في زيارة بايدن” والتي حضرها كتاب وصحفيين وخبراء ونواب، وذلك في مقر المنظمة، الخميس 14 تموز/ يوليو 2022.

وقالت المديرة التنفيذية للنهضة العربية (أرض)، سمر محارب، إن: “الشبكة الدولية للقضية الفلسطينية في النهضة العربية (أرض) مستمرة في عملها منذ أربع سنوات، وتضم حالياً نحو 90 عضواً من الأكاديميين الخبراء العرب والدوليين والإعلاميين والناشطين ومؤسسات مجتمع مدني عربية”، مبينة في هذا السياق “أصدرنا قبل أيام بياناً حول زيارة بادين، والذي تمخض عن لقاءات واجتماعات عقدها أعضاء الشبكة للوقوف على تأثير هذه الزيارة على ملف القضية الفلسطينية”.

العودة إلى تاريخ الخطر!

“منذ 74 عاماً وكل مواضيعنا تنبع من قضية واحدة، وهي النكبة والتي مر عليها 26 ألف يوم حتى يومنا هذا. وهي حدث فريد في تاريخ العالم، ولا مبالغة في ذلك على الإطلاق، وحتى في الحدث التاريخي الاستعماري في العالم تختلف النكبة تماماً عن بريطانيا وكندا وأمريكا وجنوب أفريقيا وغيرها”، بهذه الكلمات استهل أبو ستة حديثه، معتبراً أن النكبة هي حدث مبني على خطة مسبقة كان مقصدها الاستيلاء على الأرض وإزالة أهلها من الوجود الفعلي والوجود المعنوي عبر طمس هويتهم، ورغم توقف الحرب العسكرية في النكبة والنكسة، فالحرب الوجودية مستمرة حتى يومنا هذا، ولن تتوقف حتى إزالة الخطر نفسه”. يضيف: “ونحن في هذا السياق، لا نتحدث عن حدث معين كحرب أوكرانيا، بمعنى الأحداث الوقتية التي قد تنتهي في مرحلة ما، لكننا نتحدث عن حدث تاريخي ليس له شبيه أو مثيل من كل النواحي”.

يؤكد أبو ستة على أن قرار 194 القاضي بعودة اللاجئين والصادر في 11 ديسمبر عام 1948، “لا يزال يكرر في الأمم المتحدة منذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا، وهو أطول وأثبت قرار في تاريخ الأمم المتحدة، فتحول من مجرد قرار إلى جزء من القانون الدولي المعترف به”.

ماذا تبقى لنا؟

و”منذ عام 1948 حتى يومنا هذا صدر 55 مشروع سلام، ومن هذه المشاريع بدأت بعد عام 1967. إلا أن السمة المشتركة بين هذه المشاريع أنها لا تؤكد على قرار 194 بعودة اللاجئين إلى ديارهم، وأيضاً ولا ومشروع يشجب جرائم النكبة ويلغي احتلال الأرض بالقوة”، وفقاً لأبو ستة.

ماذا عن الدور العربي الدور العربي في حق اللاجئين بالعودة؟

يقول أبو ستة: “حتى 1967 كانت الشعوب العربية مؤيدة لفلسطين بالمطلق، لكن بعد ذلك دخلنا في عملية تطبيع متعددة، حتى أن هذه العملية باتت تعد “جريمة حرب”، فعندما تقبل إسرائيل فأنت تقبل النكبة والحرب”.

ويعني دمج دولة الاحتلال في المنطقة العربية، أن إسرائيل سيكون مقبول لها أن تحتل الدول العربية مثلما احتلت فلسطين، وتكرار احتلالها لأي بلد عربي.

أزمة الأونروا

وبشأن أزمة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وضرورة ضمان وجودها حفاظاً على حقوق اللاجئين الفلسطينيين وهويتهم وعلى الأخص حقهم بالعودة، علق أبو ستة بالقول: “بدأ الهجوم الشديد على الأونروا عام 2012، لأنها بقيت الحجر الكبير أمام الجميع، وتأسيسها صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وليس عن مجلس الأمن، بمعنى أن إزالة الأونروا متوقفة على موافقة أغلبية أعضاء الجمعية، وحتى الآن هناك نحو 163 دولة من بين 194 تقريباً لا يزالوا يؤيدون وجودها وتجديد ولايتها”.

في هذا الصدد يرى أبو ستة أن “هناك ورقة أخرى مكشوفة، تعمل عليها جميع أجهزة الأمن الاستعمارية، وهي إزاحة أنظار العالم عن خطر دولة الاحتلال على المنطقة، ووضع إيران مكانها، ومنها بدأت فكرة إلغاء الأونروا ودمج إسرائيل في المحيط العربي، وبهذه الطريق تصبح إسرائيل دولة صديقة، وإيران الخطر والعدو!”.

قراءات مختلفة لزيارة بايدن

وتباينت آراء المشاركين في الجلسة، بين من يرى أن بايدن يسعى من خلال زيارته للمنطقة الى استبدال الإطار الدولي للقضية الفلسطينية بالإطار الشرق أوسطي ليتجاوز القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وبين من يرى أن هدف زيارته الرئيس دعم إسرائيل، والدفع بعملية التطبيع التي بدأها الرئيس الأمريكي الأسبق، دونالد ترامب، في إطار تطبيق “صفقة القرن” بين الدول العربية وإسرائيل على حساب القضية الفلسطينية.

وبحسبهم، فإن بايدن يسعى لتحقيق للعمل على تشكيل شبكة تعاون تضم إسرائيل قد تأخذ مسميات عديدة مثل شرق أوسط جديد أو ناتو أو ناتو عربي في مواجهة التهديد الإيراني الذي يستهدف أمن المنطقة كما تفهمه إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية.

لنستمع للمطالبات

عودة إلى البيان الذي أصدرته شبكة القضية الفلسطينية مؤخراً، والذي جرى فيه التأكيد على أن تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية يؤدي إلى تقويض السلام ومبادئ العدالة بدلاً من تعزيزهما، لما لمثل هذه الاتفاقات من أثر يهدف إلى إدامة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، وأن هذا الاحتلال يمثل بشكل أعم السياسة الممنهجة من التمييز، والاضطهاد، والإخضاع، وتأكيد للاإنسانية التي تتبعها حكومة الاحتلال الإسرائيلي وجيشها والمستوطنون وغيرهم – أي ما أصبح يعرف بشكل رسمي بجريمة “الفصل العنصري” ضد الإنسانية – هو العقبة الرئيسية أمام الدبلوماسية الناجحة.

وحملت الشبكة، القادة العرب، مسؤولية الالتفات إلى خطورة المساعي القائمة لإنشاء تحالف عسكري بقيادة الولايات المتحدة وزيادة الهيمنة الإسرائيلية، التي لن تؤدي إلا إلى تعميق الاستقطاب داخل دولهم وفيما بينها. وينبغي بدلاً من تهميش الشعب الفلسطيني، أن تبذل المساعي لمساندة القيادة الفلسطينية في كل من قطاع غزة والضفة الغربية. كما أوصت بدعم الحركة الشعبية الفلسطينية صاحبة المصداقية، وممثلي المجتمع المدني على جانبي الخط الأخضر وفي المنفى لدعم كفاح الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والعدالة.