الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

صفحة جديدة مع الحياة.. آن الأوان لإقناع متعاطي المخدرات والكحول بتقدمهم للعلاج

مشاركة

“أنا مش مدمن” وينكر دائماً أن لديه مشكلة مع إدمان المخدرات، حتى أنه يراوغ من حوله؛ ليقنعهم بأنه ليست لديه مشكلة بالفعل، هذه السمات المشتركة غالباً ما يتفق عليها متعاطو المخدرات والمشروبات الكحولية، حينما يتم مواجهتهم من قبل الأطباء والمختصين الذين يشرفون على رحلة علاجهم من التعاطي، غير مدركين لحجم المشاكل الصحية والنفسية والعقلية والاجتماعية التي يفعلها الإدمان بهم.  

وما بين إقناع متعاطي المواد المخدرة بتلقي العلاج ورجوعهم لحياتهم الطبيعية، يفقد الكثير من المدمنين (شباب ورجال ونساء وكبار سن وحتى أحداث) فرصتهم في العلاج بسبب عدم معرفتهم بأماكن العلاج المجانية في المملكة، وكذلك خوفهم من الوصمة الاجتماعية، الأمر الذي يؤكد اليوم أهمية التوعية الطبية والصحة النفسية بين الناس. 

يعرف الإدمان بأنه: “تكرار تعاطي المادة المخدرة التي تصاحبها رغبة جامحة بالحصول على المادة، وميل مستمر لزيادة الجرعة، وعند الانقطاع المفاجئ يصاب المدمن بأعراض انسحابية خطرة قد تؤدي إلى الوفاة”.

أردنياً؛ يتخصص مركز علاج الإدمان التابع لإدارة مكافحة المخدرات والكائن في منطقة عرجان، بعلاج الأشخاص المدمنين (الذكور فقط)، بينما يعمل المركز الوطني لتأهيل المدمنين، التابع لوزارة الصحة والواقع في منطقة شفا بدران على تقديم العلاج للنساء والرجال، ويستهدف مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية والجنسيات، وفق منظومة متكاملة تراعي الجوانب الطبية والنفسية والسلوكية والاجتماعية للشخص المريض أو المدمن، حتى ينقطع عن المخدرات ويبتعد عنها، ويصل إلى مرحلة الشفاء.

ضرورة التعريف ببرامج الوقاية والتوعية والعلاج والمكافحة والمساعدة القانونية التي يمر بها المدمن، وتزامناً مع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يصادف 26 حزيران/ يونيو 2022، هو ما دفع أعضاء اللجنة التنفيذية الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية ورئيس وأعضاء المكتب التنفيذي لمكافحة المخدرات، والشركاء من منظمات المجتمع المدني والتحالف الوطني لمكافحة المخدرات، التابع لمنتدى قطاع العدالة، والمنبثق عن منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) ودرة المنال للتنمية والتدريب، لزيارة المركز الوطني لتأهيل المدمنين يوم السبت 25 حزيران/ يونيو 2022.

“من الواقع الاجتماعي والنفسي لمراجعين المركز، يتضح أن أغلب ضحايا التعاطي خاضوا التجربة الأولى المؤدية إلى طريق الإدمان تحت وطأة ظروف نفسية معينة أفقدتهم السيطرة على سلوكهم”، بهذا المدخل بدأ رئيس المركز، د. محمد السحوم حديثه، مبيناً أن “استقبال النزلاء يكون طوعاً وليس إجباراً، ويخضع المدمن للعلاج لمدة (45- 60 يوماً) وبشكل مجاني”. 

ويعمل مركز علاج المدمنين الذي تأسس عام 2001، على أكثر من برنامج لعلاج المدمنين، مثل البرنامج الطبي الدوائي، ومن خلاله يتم إعطاء المدمن العلاج للسيطرة على الأعراض الانسحابية التي تصاحب عملية العلاج، يضاف إلى ذلك برامج رياضية ودينية وثقافية، وفقاً للسحوم. 

فيما استقبل المركز العام الماضي نحو 4500 حالة مدمنة (نساء ورجال)، ما بين تعاطي المواد المخدرة والكحول، حيث أكد السحوم أن “إدمان الكحول أشد خطورة من المؤثرات العقلية الاخرى بسبب الأعراض الانسحابية الجسدية والنفسية التي تظهر في حال الانقطاع فجأة أو التخفيف من المشروب الذي يسبب نوبات صرع وهذيان ارتعاشي”. 

وبشأن الذين أنهوا الفترات العلاجية والتأهيلية في المركز، يطلب منهم مراجعة المركز مرتين أسبوعياً وفي حالات الخوف من الانزلاق مرة أخرى في الانتكاسة يعاد إدخالهم للمركز من جديد”، حسب ما أشار السحوم. 

وفي ظل وجود سوء وصف المهدئات الطبية من قبل بعض الصيدليات، يبين السحوم أن هناك العديد من الفتيات والنساء وقعن في براثن الإدمان على هذه المهدئات، مؤكداً على ضرورة تشديد الرقابة على بيع هذه الحبوب.

من جهته، قال رئيس المكتب التنفيذي لمكافحة المخدرات، المقدم القاضي الدكتور أسامة المناعسة، “نتلمس بإيجابية عالية إنشاء مركز علاج إدمان الأحداث خلال المرحلة القادمة، حيث أن جزء من تمويل هذا المركز متوفر حالياً، ونحن بصدد تنفيذ بعض الإجراءات والمخططات المتعلقة بهذا الشأن”. 

وبحكم قانون المخدرات والمؤثرات العقلية المادة (9): “لا تقام دعوى الحق العام على من يتعاطى المواد المخدرة والمؤثرات العقلية أو يدمن عليها إذا تقدم -قبل أن يتم ضبطه- من تلقاء نفسه أو بواسطة أحد اقربائه إلى المراكز المتخصصة للمعالجة التابعة لإدارة مكافحة المخدرات أو لأي جهة رسمية طلباً للعلاج”. 

فيما تقدر نسبة نجاح المدمنين في العالم بحوالي 15 %، وفي الأردن 22 % وسط دعم وتشجيع أسري لمساعدتهم في التخلص السمية وإعادة التأهيل: النفسي والجسدي والديني. 

مطلوب في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، التنسيق بين وزارة الصحة والمجتمع المدني والمؤسسات التعليمية، لتأهيل وتدريب وتعليم المدمنين مهن وحرف جديدة تعينهم على إيجاد فرص عمل بعد إنهاء فترة العلاج، وذلك ضمن العلاج السلوكي، وأيضاً من الضروري تعزيز منظومة الحماية والتوعية والوقاية ومكافحة المخدرات، والحرص على عدم انتكاسة المريض، وتمكينه من متابعة علاجه، مع أهمية التعاون بين الجهات المختلفة لتوفير العلاج الناجع والتأهيل للمدمنين، ورفد الجهود التوعوية والتثقيفية بمخاطر تعاطي المخدرات وإدمانها.