الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

كلمة صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال في المنتدى الوطني الأردني للحماية الاجتماعية الشاملة 15 آذار/مارس 2022

مشاركة

الأصدقاء الأعزاء،

أرجو قبول خالص التهاني بمناسبة الاجتماع السنوي الأول للمنتدى الوطني الأردني للحماية الاجتماعية الشاملة.

ثمة حاجة، وكما أكدتم في مذكرة المفاهيم الخاصة بالاجتماع، إلى “وجود مناهج ثابتة قائمة على الحقوق تسعى إلى تمكين الأفراد من خلال التمسك بقيم الكرامة الإنسانية”.

وهناك أيضاً، حاجة ملحة للتحول من تقييم القدرة الاستيعابية إلى تقييم المقدرة على التحمل، والتي تُعرّف على أنها القدرة على تمكين وتعزيز قدرات الفئات الأكثر ضعفاً وتهميشاً، بغض النظر عن وضعهم القانوني، وهي مسألة تتعلق بتعظيم قدرات هذه الفئات والتقليل من الحرمان الذي يتعرضون له.

نظراً لأن العديد من جلسات المنتدى ستتناول إستراتيجيات التغلب على الفقر وعدم المساواة، أود اقتراح المؤشرات التالية التي تعد أساسية لفهم أبعاد الفقر المختلفة، وتطوير سياسات قائمة على الأدلة مستدامة وشاملة للتخفيف من جميع أشكال الحرمان:

• مؤشر التقدم الاجتماعي والذي يقيس مدى توفير البلدان لاحتياجات مواطنيها الاجتماعية والبيئية.

 حيث يقيس مؤشر التقدم الاجتماعي مدى أمان ورفاهية المجتمع من خلال مراقبة النتائج الاجتماعية والبيئية، بما في ذلك الصحة (من حيث الصحة العامة، والمأوى، والصرف الصحي)، والمساواة، والشمول، والاستدامة، والحرية الشخصية والسلامة، بدلاً من العوامل الاقتصادية كنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي. ومع ذلك؛ لا يأخذ مؤشر التقدم الاجتماعي في اعتباره، وكما يلزم، المخاطر البيئية، واستخدام الطاقة، وعدم المساواة في الدخل، والفجوة الجندرية، والفساد.

• من ناحية أخرى؛ يُعرف مؤشر الفقر متعدد الأبعاد العالمي من هم الفقراء -من حيث فئتهم العمرية، ومنطقتهم السكنية، وما إذا كانوا يقطنون في منطقة حضرية أو ريفية- والكيفية التي تجعل منهم فقراء -من حيث الحرمان المترابط أو المتسلسل الذي يواجهونه.

 يُصنّف المؤشر الفقر إلى ثلاثة أبعاد: 1. الصحة (أي التغذية ووفيات الأطفال)؛ 2. التعليم (أي سنوات الدراسة)؛ 3. مستويات المعيشة (من حيث وقود الطبخ، والصرف الصحي، وتوفر مياه الشرب، والكهرباء، والإسكان، والأصول أو الممتلكات).

 علاوة على ذلك؛ يبحث هذا المؤشر في أوجه عدم المساواة على أساس العرق والجنس بين الفقراء متعددة الأبعاد على مستوى العالم.

وبالمثل؛ يُعاين التقرير الخاص لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن الأمن البشري مجموعة تهديدات، بما في ذلك التغير المناخي، ويتوقع التقرير احتمالية وفاة أربعين مليون شخص جراء التغيرات الحاصلة في درجات الحرارة قبل نهاية القرن.

وكما هو الحال في المؤشرات المذكورة أعلاه؛ يُلح تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على واقع أن “الأمن البشري، والاعتبارات العالمية، والتنمية البشرية تعمل جميعها معاً لا عكس بعضها البعض” ويدعو إلى “مزيد من التضامن عبر الحدود واتباع نهج تنمية جديد، وهو النهج الذي يسمح للناس بأن يعيشوا أحراراً من العوز، والخوف، والقلق والإهانة”.

تشترك المؤشرات المذكورة أعلاه في استنادها إلى بيانات شاملة، ومجرّبة وثابتة، كما تتسم عملياتها من حيث جمع البيانات وتحليلها بالشفافية وقابليتها للطعن فيها، ما يسمح للعديد من الجهات المعنية بالتفكير في مسارات متنوعة للتخفيف من حدة الفقر، وتحديدها واقتراحها كذلك.

علاوة على ذلك؛ تتبع المؤشرات نهجاً تجميعياً، يُقسّم أبعاد الفقر المتشابهة ويجمعها ضمن مجموعات مواضيعية، كالصرف الصحي والكهرباء على سبيل المثال، وذلك ليتم تجميعها ضمن مجموعة مستويات المعيشة الخاصة بمؤشر الفقر متعدد الأبعاد.

من خلال دمج هذه المؤشرات المستندة إلى الأدلة في تصميم السياسات وتنفيذها وعمليات تقييمها، يمكن لواضعي السياسات والمنظمات الدولية استهداف الموارد بشكل أكثر فعالية وتصميم الحلول اللازمة للتخفيف من حدة الفقر.

وختاماً؛ فإن من الأهمية بمكان تجاوز التعريفات الضيقة للفقر والحرمان والدعوة إلى سياسات تتجاوز الحدود الإقليمية، وتعزز المرونة والتنمية، وتعطي الأولوية للكرامة الإنسانية، سواء أكان ذلك داخل المنطقة أم خارجها.

مع أطيب تمنياتي لكم بالتوفيق في هذا المسعى الـهام.

للمزيد حول المنتدى اتبع الرابط