الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

لقاء تنسيقي يبحث دور المجتمع المدني في إدارة الأزمات والاستجابة للكوارث الطبيعية

مشاركة

لسنوات عديدة، وفي مختلف الظروف والأزمات، شكلت منظمات المجتمع المدني “الركيزة الأساسية المساندة” لدور الحكومة، خصوصاً في أوقات الطوارئ؛ لقدرتها على الاستجابة الأسرع بالوصول إلى المجتمعات المستهدفة في هذه التدخلات الإنسانية، الأمر الذي يستدعي تطوير قدراتها، تحديداً في مجال الإغاثة.

ضمن ذلك المنظور، ولفهم الدور الحيوي لمؤسسات المجتمع المدني في إدارة الأزمات والاستجابة للكوارث الطبيعية وكيفية تأهيلها، جاء اللقاء التنسيقي الخامس ضمن تنسيقية المؤسسات الشبابية، والذي دعت إليه منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، الاثنين 27 شباط / فبراير 2023، واستضافت فيه جمعية الهلال الأحمر الأردني لمعرفة عملها الإغاثي.

فيما يأتي هذا اللقاء، للتعريف أيضاً بعمل شبكة نايا المجتمعية ومركز البيئة الأفضل للتدريب والتنمية، وذلك ضمن سلسلة من اللقاءات التي تندرج تحت مشروع جيل جديد الذي يتخذ هدفاً يتمثل بتعزيز التعاون بين المنظمات الشبابية، وأهمية العمل الجماعي لإحداث تغيير إيجابي وفرق ملموس في مجتمعاتنا.

“في العمل الإنساني، من المهم التركيز على احتياجات المجتمع، ومن ثم الانطلاق إلى تقديم الخدمة الإغاثية”، بهذا القول استهل المدير التنفيذي لمركز البيئة الأفضل للتدريب والتنمية، حازم الفقهاء، حديثه عن مركزه الذي تأسس عام 2015، في قرية ذيبان في محافظة مأدبا، ويعمل على توفير منصات للشباب ليكونوا أدوات للتأثير في مجتمعاتهم.

ولفت الفقهاء إلى أن المركز يقدم مجموعة من البرامج والأدوات التدريبية المحلية والخارجية للشباب، فضلاً عن توفير منح تدريبية للطلبة الأقل حظاً، وصيانة المدارس والبيوت للأسر العفيفة، وتأمين كسوة العيد للأطفال، موضحاً في ذات السياق أنه يواجه تحديات عدة تتمثل؛ بتعقيد بعض الإجراءات القانونية الخاصة بالدعم المالي، وتحدي الأفكار السائدة من بعض الأفراد في المجتمعات المحلية، إلى جانب صعوبة الوصول إلى الأشخاص في المناطق البعيدة والنائية، وكذلك غياب التنسيق بين المؤسسات التشغيلية.

بدوره، أكد المدير التنفيذي لشبكة نايا المجتمعية، رأفت بدران، على أن فكرة تأسيس المركز جاءت من حلم بسيط ونتيجة احتياج ونقص العدالة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في محافظة الزرقاء، وهي منصة مجتمعية شبابية، تهدف إلى تمكين القدرات الشبابية الفردية والمؤسسية وربطهم بالفرص، وتوفير المساحة الآمنة للجهود الشبابية المبادرة التي تعمل من أجل التغيير الإيجابي.

وبشأن التحديات التي تواجه شبكة نايا، فرأى بدران أن هناك مشاريع تأتي “جاهزة” ولا تلبي احتياجات المجتمع، مؤكداً على أهمية تمكين المنظمات المحلية للاستمرار في عملها من خلال إعادة النظر بأمور الاستقرار المالي والضمان الاجتماعي للعاملين، وصولاً إلى رفع قدراتهم ومعارفهم.

من جهتها، ذكرت رئيسة وحدة والإعلام في جمعية الهلال الأحمر الأردني، رانيا عبد الدايم، أن الجمعية التي تأسست عام 1948، تعمل على تنسيق جهود الإغاثة ومساعدة الضحايا في الكوارث الطبيعة، إضافة إلى تقديم مجموعة من الخدمات الصحية والاجتماعية، وتحسين أوضاع الفئات الأقل رعاية، لافتة إلى أن مبادئ العمل في الجمعية ترتكز على الإنسانية بالشكل الأساسي ومن ثم عدم التحيز والحياد.

وحول دور الجمعية الإغاثي، بينت الدايم أنها تركز على تثقيف وتوعية المجتمع المحلي على الإسعافات الأولية، ونشر مفهوم التطوع بين الأفراد، وتقديم الخدمات الإنسانية، والاهتمام بالصحة النفسية للأفراد وحماية الروابط العائلية، بالإضافة إلى بناء قدرات المتطوعين للتصدي للأزمات، لافتة إلى أن عدم وجود مؤسسات مجتمع مدني شبابية متخصصة بالعمل الإغاثي يعود لمشكلة التمويل الكبير الذي يحتاجه هذا العمل من معدات وتأهيل للكوادر.. إلخ.

أما بخصوص دور منظمات المجتمع المدني في الاستجابة للكوارث والأزمات وكيفية تأهيلها في هذا السياق، فاعتبرت الدايم أن إنشاء مؤسسات مجتمع مدني تعمل في مجال الإغاثة مكلف مادياً بسبب ارتفاع تكلفة التدريب والأدوات المستخدمة في هذا الصدد، موضحة أنه يمكن الاستفادة من هذه المؤسسات من خلال رفع وعيها وتثقيفها في التعامل مع الإسعافات الأولية لتكون قادرة على الاستجابة عند حدوث الأزمات والكوارث.

أخيراً؛ أوصى المشاركون بضرورة اتباع الممارسات الفضلى ومحلية العمل الإنساني عند الاستجابة للكوارث الطبيعة وتعاضد مؤسسات المجتمع المدني فيما بينها، والتعاون والتنسيق مع الحكومة، مؤكدين على الحاجة لاستراتيجية واضحة وطويلة المدى، ضمن أسس ودراسات لواقع المجتمعات المحلية واحتياجاتها، فضلاً عن ضرورة التشاركية في العمل الإغاثي لعدم قدرة أي مؤسسة على تغطية كافة الاحتياجات الإنسانية لوحدها، مع أهمية تدريب كوادر مؤسسات المجتمع المدني على الإسعافات الأولية في كافة المحافظات.