الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

“لماذا دورهم مهم؟” جلسة تعاين دور مؤسسات المجتمع المدني في مجال الإغاثة بالأردن

مشاركة

 على مدار سنوات عديدة، تعرضت منظمات المجتمع المدني الأردني لظروف استثنائية، دفعت بها إلى ضرورة تبيان وتوضيح الفروقات بين مجالات العمل التنموي والإنساني، مقابل معرفة أهم الأدوات والتدريبات التي يجب أن تمتلكها هذه المنظمات لتقوم بدورها الحيوي في إدارة الأزمات والاستجابة لحالات الطوارئ.

ففي كل الظروف، تعد منظمات المجتمع المدني “الركيزة الأساسية المساندة” لدور الحكومة، ويتجسد دورها بشكل أكبر في وقت الطوارئ؛ لقدرتها على الاستجابة الأسرع بالوصول إلى المجتمعات المستهدفة في هذه التدخلات الإنسانية، مما يستدعي تطوير قدراتها، تحديداً في مجال الإغاثة.

من هذا المنظور، جاء اللقاء التنسيقي الثالث، ضمن لقاءات تنسيقية العمل الشبابي، الذي عقدته شبكة شباب النهضة في منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، يوم الثلاثاء 28 حزيران/يونيو 2022، وحضره أعضاء من منظمات شبابية وتحالف جوناف للمنظمات غير الحكومية، بينما أداره مع المشاركين منسق شبكة شباب النهضة، عيسى نشيوات.

وضم اللقاء الذي جاء بهدف استمزاج آراء العاملين في المجال الإغاثي والإنساني حول التدريبات المناسبة لهم، وتحدثت فيه الخبيرة في المجال الإنساني (سيلين) من مؤسسة “بيو فورس” الفرنسية، والتي ستنفذ مجموعة تدريبات في المنطقة، جهات محلية عديدة، مثل: شبكة نايا المجتمعية؛ أنا أتعلم؛ شبكة المرأة لدعم المرأة؛ رعاية الطفل الخيرية؛ جمعية سيدات الغور الحديثة؛ جمعية الشمعة؛ جمعية قدرات للتنمية المجتمعية؛ جمعية تحفيز للريادة والتطوير؛ مؤسسة شباب 42؛ جمعية الأمل للتنمية المجتمعية؛ جمعية أبو علندا للتنمية الاجتماعية؛ مؤسسة الجنوسة للدراسات والاستشارات.

“قبل كل شيء، علينا أن ندرك أن قطاع عمل المنظمات ينقسم إلى قسمين: قطاع التنمية والقطاع الإنساني، فحين أسسنا تحالف جوناف عام 2016، كنا نعلم أنه لا يوجد لدينا منظمات كافية للعمل الإنساني والإغاثي وقت الأزمات، ولذلك كنا نرى المنظمات الأجنبية تأخذ زمام الأمور حينما تحصل أزمة”.

بهذا الحديث بينت المديرة التنفيذية لمنظمة النهضة العربية (أرض)، سمر محارب، كيف بدأت المنظمات المحلية التفكير في أهمية وجود مؤسسات مدنية محلية تستجيب إنسانياً لكافة الفئات وفي كافة الأزمات الاستثنائية وتستعد استباقياً لمنعها أو الحد من آثارها، وهذا “بالطبع ليس جديداً فقد كان التفكير في هذا العمل منذ الأزمة العراقية، إلا أن هذا التخطيط بين المجتمعات المحلية والمنظمات الأجنبية لم يجد ترحيباً في بداياته بحجة أن المنظمات المحلية لا تمتلك قدرات وخبرات كافية للدخول في هذا المجال”، حسبما أكدت محارب.

تتابع “هذا بالذات ما دعانا لإنشاء تحالف جوناف لتقديم مجالات الإغاثة وقت الأزمات، حيث يعمل التحالف ضمن أربعة محاور: محلية العمل الإنساني؛ اللامركزية؛ والاستجابة للأوضاع الإنسانية الطارئة؛ وقرار مجلس الأمن الدولي رقم (1325) المتعلق بالمرأة والأمن والسلام”.

من جهتها؛ لفتت سيلين إلى أن مجال عمل مؤسسة “بيو فورسي”، يرتكز على ثلاثة محاور رئيسية: “تعلم”؛ لتدريب الجهات الفاعلة في المجال الإنساني وتهيئة الجيل القادم. و”ابنِ”؛ لتعزيز قدرات المنظمات في المناطق المتضررة من الأزمات. ثم “ساهم”؛ لتطوير وهيكلة القطاع الإنساني.

بدورهم؛ أكد المشاركون أهمية بناء الشراكات مع المجتمعات المحلية سواء وقت النزاعات أو الأزمات، واستمرار العمل الجاد لرفع قدرات المنظمات وجميع الأفراد العاملين في المجال الإنساني، منبهين في هذا السياق إلى “افتقار عدد كبير من المؤسسات المحلية لسياسات مالية واضحة ومبادئ للعمل للتطوعي للشباب”.

وشددوا على أهمية تبادل الخبرات والتجارب بين المنظمات المحلية، وخصوصاً وقت الأزمات، ففي أزمة جائحة كورونا على سبيل المثال؛ ظهرت دروس مستفادة عديدة بما يتعلق بتوزيع المعونات للمجتمعات واللاجئين في المخيمات.

وذهب المشاركون إلى أهمية تمكين المنظمات المحلية بكيفية الاستدامة والاستمرار في عملها من خلال إعادة النظر بأمور النظام المؤسسي والاستقرار المالي والضمان الاجتماعي للعاملين، وصولاً إلى رفع قدراتهم ومعارفهم.

وبينوا أهمية مراعاة الفروقات التعليمية بين العاملين في المجال الإنساني، مؤكدين ضرورة اكتسابهم اللغات الأخرى بالإضافة إلى إتقان اللغة العربية، وتغيير العقلية النمطية في العمل وقت الأزمات.

وأكد المشاركون على أهمية أن يكون لمنظمات المجتمع المدني دور في مساندة الجهات المختصة بخدمات مياه الصرف الصحي والبنية التحتية، مع أهمية تطوير الأدوات التكنولوجية في العمل الإنساني، وأن يكون لدينا نظام معلومات واتصال خلال النزاعات والأزمات، وكذلك زيادة التواصل والتشبيك بين الأفراد والمنظمات سواء المحلية أو الأجنبية.

كانت تلك النقاشات أبرز ما جاء في اللقاء، حيث جرى التأكيد كذلك على ضرورة توظيف الابتكار والأدوات الحديثة في عمل منظمات المجتمع المدني، وذلك يحتاج إلى بناء الثقة، وتعزيز قدرات المؤسسات المحلية والوطنية والعاملين فيها. ومطلوب أيضاً تدريب فريق العمل في منظمات المجتمع المدني على الإسعافات الأولية وقت الأزمات، بعد أن ثبت أن هذه المؤسسات هي أول من يهب للاستجابة، الأمر الذي يستوجب النظر لفاعلية وكفاءة العمل الإنساني والتنموي على كافة المستويات.