الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

ملتقى القانونيين من أجل فلسطين يناقش وصم معاداة السامية: بين حماية مجموعة واضطهاد أخرى

مشاركة

نظمت منظمة القانون من أجل فلسطين وبالشراكة مع منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)  في إطار برنامج القضية الفلسطينية  ندوة عبر الإنترنت كجزء من الندوات الشهرية لملتقى القانونيين من أجل فلسطين، بعنوان “وصم معاداة السامية: بين حماية مجموعة واضطهاد أخرى”. وتطرقت الندوة، التي مثلت أولى الندوات في افتتاح الموسم الثاني من ملتقى القانونيين من أجل فلسطين، إلى تعريف معاداة السامية الذي وضعه التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست عام 2016، والذي أقرته العديد من الدول والمؤسسات كأداة لمكافحة معاداة السامية.

وقد استضافت الندوة، والتي عقدت في 31 مارس 2022 عبر تقنية Zoom، ثلاثة أكاديميين وخبراء قانونيين دوليين، هم المقرر الخاص السابق للأمم المتحدة بشأن فلسطين البروفيسور ريتشارد فولك، وأستاذ القانون الدولي في جامعة كوين ماري لندن، نيف غوردون، ومدير مركز الدعم القانوني الأوروبي ELSC، جيوفاني فاسينا. بالإضافة إلى ذلك، تمت دعوة ثلاثة خبراء لتقديم تعليقاتهم على مداخلات المتحدثين وهم: الدكتورة إليز بنشوشان (عالمة أنثروبولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية والمؤسسة المشاركة لفرع أتلانتا لمؤسسة الصوت اليهودي من أجل السلام)، والدكتور أندرو غوردون (أستاذ الدراسات الثقافية المقارنة، جامعة هيوستن) والدكتور أنيس فوزي قاسم (محام دولي وعضو مجلس أمناء في منظمة القانون من أجل فلسطين).

وأدار الندوة عبد الغني سيد، وهو باحث قانوني وطالب دكتوراه في كلية الحقوق في جامعة كنت (المملكة المتحدة)، وحضرها عدد من الحقوقيين والأكاديميين والباحثين من ملتقى القانونيين من أجل فلسطين من جميع أنحاء العالم.

تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) هو جزء لا يتجزأ من سياسة تشتيت الانتباه وهو عامل أساسي في تمكين الفصل العنصري

في مداخلته، أكد البروفيسور ريتشارد فولك أن إسرائيل حولت تركيزها على مدار العقد الماضي من رفض انتقادات الأمم المتحدة لسياساتها وممارساتها نحو مهاجمة مصداقية الشخص أو المجموعة الذين ينتقدونها باتهامهم بمعاداة السامية. مضيفاً أن إسرائيل تميل إلى تشتيت انتباه المجتمع الدولي عن جرائمها بإلصاق تهمة معاداة السامية. وأضاف أن تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) جعل تشتيت الانتباه هذا رسميًا باشتماله على إسرائيل ضمن تعريف معاداة السامية.

وتناول البروفيسور نيف غوردون هذه الفكرة وأضاف اليها بعدًا آخر، قائلاً إن تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست لا يصرف الانتباه عن الأفعال الإسرائيلية الخاطئة ضد الفلسطينيين وحسب، بل يفتح المجال أيضاً لاستمرار الفصل العنصري. وذكر أنه وفقًا لتعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، فإن تصنيف إسرائيل كدولة فصل عنصري، وهي التسمية التي أصبحت راسخة ومقبولة على نطاق واسع من قبل منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني، تشكل معاداة للسامية: وهذا جعل تسمية معاداة السامية دِرعًا للاستمرار في نظام الفصل العنصري، وفي الواقع أداة لتمكينه بالكامل. علاوة على ذلك، فإن تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست يلحق الضرر باليهود، حيث تم تمييزهم من خلال تسييس تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست من بين الآخرين، مما جعلهم مستهدفين لا محميين، في حين أن معاداة السامية لا زالت “حيةً ترزق”.

 

لا يمكن لتعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست أن يصمد في مواجهة قوانين حرية التعبير والرأي السياسي

من جانبه، ناقش جيوفاني فاسينا الأثر القانوني لتعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست. وذكر أنه وعلى الرغم من أن التعريف لم يتم إدراجه في القوانين الأساسية، إلا أن الضغط السياسي على المؤسسات والشركات لاعتماده أعطى التعريف “طابعاً إلزامياً بحكم الواقع”. وبناءً على ذلك، تأثر المئات من الأفراد حين تعرضت حرية الرأي السياسي وحرية التعبير الخاصة بهم للخطر من خلال الشكاوى المقدمة ضدهم واتهامهم بمعاداة السامية وفقًا لتعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، وهذا ما أكده أيضًا البروفيسور نيف غوردون.

ومع ذلك، عند الطعن القضائي، لا يمكن لمثل هذه الشكاوى أن تصمد في وجه القوانين الراسخة بشان حرية التعبير وحرية الرأي السياسي، كما يوضح فاسينا، وذلك استنادًا إلى أكثر من 100 حالة تعامل معها المركز الذي يديره خلال العامين الماضيين. ومع ذلك، يتطلب رفع الأفراد للقضايا في المحكمة الكثير من المال والطاقة والموارد الأخرى، ويمكن أن تكون العملية برمتها ثقيلة للغاية من الناحيتين النفسية والمهنية.

 

يعتبر وصم معاداة السامية مهماً في محاربة التمييز ولكن لا يجب استخدامه لإسكات النقد السياسي

اتفق المتحدثون والمعلقون على أهمية وصم معاداة السامية كأداة لمحاربة مختلف أشكال التمييز ضد اليهود، ولكن يجب نزع الأجندة السياسية من هذه الأداة حيث أن ذلك لا يضر بمصلحة من اتهموا بمعاداة السامية وحسب بل بمصلحة اليهود أنفسهم. كما قال البروفيسور نيف غوردون: “ما يفعله هذا التعريف هو أنه يمثل تباكياً كاذباً بينما يتم إهمال معاداة السامية الحقيقية وحرفها عن جوهرها”.

وأضافت الدكتورة إليز بنشوشان أن تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست فقد بصماته من خلال فشله في تضمين العديد من الوجوه المختلفة للعنصرية ومعاداة السامية واستنفاد نفسه في إسكات الانتقادات الموجهة لإسرائيل. ورأت أنه يجب إدانة معاداة السامية كجزء من إدانة أي شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري والتعصب الأعمى. جادلت بنشوشان، عالمة الأنثروبولوجيا والمتخصصة في الدراسات اليهودية، بأن إسرائيل كدولة لديها أجندة دعائية قومية ولكن يجب إخراجها من سياق معاداة السامية. وشددت على المشكلة الداخلية المتمثلة في الطبيعة التمييزية لإسرائيل كدولة لمجموعة واحدة فقط، باعتبارها عنصرية بطبيعتها، ابتداءً من مفهومها وأساسها.

وخلال مداخلته، قال الدكتور أنيس قاسم أنه وبصفته مدافعًا عن حقوق الإنسان، فإنه يقف ضد جميع أشكال العنصرية والتمييز. وأشار إلى حجة محكمة نورمبرغ الدولية التي تهدف إلى محاكمة الجرائم النازية ضد اليهود والتي تنص على أن سلطتها القضائية مستمدة من مفهوم الجرائم ضد الإنسانية المشتركة لجميع الضحايا دون إيلاء الاعتبار للانتماءات الدينية أو القومية للضحايا. وفقًا للدكتور قاسم، فإن تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست نظر إلى اليهود على أنهم نوع مختلف من البشر.

وأثارت الدكتورة بنشوشان هذه المشكلة أيضًا بالقول إن التعريف يخص اليهود دوناً عن أي مجموعة أخرى في العالم. كما أنه يميز ضد اليهود أنفسهم بإجبارهم على أن يكونوا يهودًا من نوع معين فقط ويقبلون في اختزال حقهم في تقرير المصير في دولة إسرائيل. وأضافت الدكتورة كوهين أن: “هذه بحد ذاتها معاداة للسامية”.

أخيرًا، قدم الدكتور أندرو غوردون منظورًا آخر للمناقشة بالقول بأن الكثير من “معاداة السامية ومشاعر كراهية العرب هي في الأساس فهم خاطئ للاختلافات الثقافية التي تصبح في أذهاننا اختلافات بيولوجية”. وخلص إلى أنه فقط من خلال التوقف عن التفكير في الاختلافات الثقافية والسياسية باعتبارها متأصلة بيولوجيًا فينا، يمكننا تفكيك الفصل العنصري، ويمكن للخطاب أن يتغير.

وناقش الحاضرون مع الضيوف قدرة الجمعية العامة للأمم المتحدة على تحديد معالم ما يشكل معاداة السامية، وضرورة اتخاذ موقف أممي لا لبس فيه بشأن ضرورة محاربة معاداة السامية كجزء من مكافحة العنصرية بكل أشكالها، مع حماية المساحة الضرورية والحيوية للتفكير النقدي وحرية التعبير في الوقت نفسه.

يشار إلى أن هذه الندوة تأتي ضمن الأنشطة الشهرية لملتقى القانونيين من أجل فلسطين التابع لمنظمة القانون من أجل فلسطين. يعقد الملتقى ندوات شهرية عبر الإنترنت تجمع خبراء وباحثين دوليين وطلاب وحقوقيين ومهتمين بفلسطين من مختلف دول العالم لمناقشة الموضوعات والتطورات المتعلقة بالقانون الدولي وفلسطين، بالإضافة إلى التشبيك الفعال بين الحقوقيين المهتمين بفلسطين من جميع أنحاء العالم.

 

* لحضور الندوات الإلكترونية الشهرية القادمة لملتقى القانونيين من أجل فلسطين، يمكنك التسجيل عبر الرابط التالي هنا