الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

منظمة النهضة العربية (أرض) تنظم اجتماع الطاولة المستديرة “المخيم القاري: الاحتواء الإنساني في الشرق الأوسط وأوروبا”

مشاركة

نظمت منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، يوم الثلاثاء 13 كانون الأول/ ديسمبر، طاولة مستديرة لمناقشة سياسات مخيمات اللاجئين القارية وسياسات الاحتواء الإنساني المطبقة عَالَمِيًّا وَإِقْلِيمِيًّا.

 

أدارت الندوة التي عُقدت عبر الإنترنت مسؤولة الأبحاث الأولى في مركز النهضة الفكري، الدكتورة مريم أبو سمرة، وكان المتحدثون الرئيسيون فيها هم الأستاذة فرانشيسكا ألبانيز، كبيرة مستشاري منظمة النهضة العربية (أرض) بشأن النزوح القسري وانعدام الجنسية، والدكتورة كچيرستى بيرغ، زميلة أبحاث ما بعد الدكتوراة في معهد كريستيان ميشلين، والأستاذ المساعد في كلية NLA الجامعية، النرويج.

 

وبدأت الدكتورة مريم أبو سمرة اللقاء بالتشديد على أهمية عقد النقاشات حول المخيمات القارية، ومدى جدوى مخيمات اللاجئين وتأثير السياسات الجديدة التي يتم تنفيذها في أوروبا لاحتواء تدفق اللاجئين والمهاجرين من بلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط ​​إلى القارة الأوروبية ومنعه، وذلك في أعقاب أزمة اللاجئين في البحر الأبيض المتوسط ​​في عام 2016.

وقد صرحت الدكتورة كچيرستى بيرغ أن “الإجراءات المتبعة لمنع اللاجئين والمهاجرين من مغادرة المنطقة وإعادة أولئك الذين يحاولون المغادرة منهم، جعلت من منطقة الشرق الأوسط منطقة احتواء بحيث يبقى ملايين اللاجئين فيها إلى أجل غير مسمى”، بحسب قولها. وأضافت بأن “هذه السياسات تختلف عن السياسات السابقة في مداها، ونطاقها الجغرافي ومدى الإجراءات المتبعة لوقف هذه الهجرة”.

وربطت ما ذكرته سابقًا بدراسة حالة قدمتها عن حوالي 4000 لاجئ سوري وفلسطيني لجئوا إلى قطاع غزة بعد الحرب في سوريا، إذ لم يواجهوا سوى الواقع القاتم لمجتمع مضيف هش بنفس القدر يعاني ظروف الحصار المفروضة عليه والارتفاع في أسعار الإيجارات والنقص في فرص العمل. بالإضافة إلى ذلك، لا تنشط المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في غزة، وبالتالي فلم تُترك لهؤلاء اللاجئين سوى خدمات الإغاثة المحدودة التي تقدمها الأونروا المثقلة بالأعباء أصلًا، ما سهّل وصولهم إلى مدارس الأونروا والعيادات التابعة لها. دفعت هذه الحلقة المفرغة معظم هؤلاء اللاجئين إلى مغادرة قطاع غزة والبحث عن ملجأ في مكان آخر، وبحسب د. بيرغ، “فبسبب استراتيجية الاحتواء القارية، يضطر اللاجئون إلى البحث عن ملاذ لهم في أماكن هامشية يعد بعضها مواقع خطرة”.

 

كما تتبعت د. بيرغ تطور “سلسلة أنساب الاحتواء” في الشرق الأوسط مع بدء إنشاء مخيمات اللاجئين الفلسطينيين التي تحولت إلى مواقع احتواء لهم، مشيرة إلى أن عام 1967 كان نقطة التحول في ذلك مع احتلال الضفة الغربية، وغزة والقدس الشرقية، إضافة إلى إدخال البروتوكول الإضافي لعام 1967 لاتفاقية عام 1951 الذي أزال القيود الزمنية والجغرافية لاتفاقية اللاجئين بحيث تُطبّق الاتفاقية عَالَمِيًّا. ووفقًا لها، فقد مثّل ما سبق نقطة تحول حاسمة لأن مخيمات الأونروا “أصبحت شأنًا عَالَمِيًّا” كما فرض التطبيع معها دورًا تمثل في أن أصبحت هذه المخيمات سياسة احتواء للاجئين.

 

من جهتها، علقت الأستاذة سمر محارب، المديرة التنفيذية لمنظمة النهضة العربية (أرض)، على المقترحات السياسية حول تحويل ليبيا إلى دولة مضيفة لمواقع مخيمات اللاجئين في العالم العربي، فقالت إنه قرار سياسي يجعل من دولة بأكملها مسؤولة عن إدارة اللاجئين القادمين من الدول الأفريقية، ومنعهم من السفر إلى أوروبا. وأضافت بأن “احتواء العالم يثير الكثير من الحساسيات في العالم العربي، ولا نريد أن نكون” الوعاء الحاوي “للاجئين لأننا مثقلون بما يكفي من الاضطرابات بالفعل”، مؤكدة على أن هذا النوع من القرار السياسي سيؤدي إلى مزيد من الصراعات مستقبلًا.

 

وأيدت أ. فرانشيسكا ألبانيز هذا الرأي إذ شددت على أن اتباع الاحتواء كسياسة هو أمر لا ينبغي للبلدان والمنظمات في المنطقة التسامح معه، ذلك أنه ينتهك حقوق الإنسان والامتثال للقانون الدولي. كما تحدثت عن الإرث الاستعماري في سياسات الاحتواء الأوروبية وسلطت الضوء على تداعياتها الضارة على البلدان المضيفة في منطقة الشرق الأوسط. بينما أضاف الدكتور ليكس تاكنبرغ، مدير برنامج “القضية الفلسطينية”، بعدم وجود مثال على الدمج الناجح للمخيمات في أي مكان، قائلًا بأنها لم تصمم بهدف تحقيق أغراض الاندماج على المدى الطويل أو حتى المتوسط منه. مضيفًا بأن لا وجود للمستقبل في المخيم.

كما شدد الحضور على الحاجة الماسة إلى إيجاد حلول بديلة لسياسات الاحتواء الحالية، فالأمر لا يتعلق فقط بالتكاليف المالية الهائلة لتشغيل مخيمات اللاجئين، بل الناس الذين يعيشون في هذه المخيمات على مدى السنوات العشر الماضية والذين يعانون من الاكتئاب والحرمان.