الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

“نساء النهضة” تؤكد على نجاح وتميز تجربة المرأة الأردنية في القضاء

مشاركة

 لم يكن وجود المرأة الأردنية في سلك القضاء ترفاً، أو جائزة ترضية، أو ديكور تكميلي، فهذا قطاع لا مجاملة فيه، يبلغه الأفضل والأكثر كفاءة، وإذا كانت تغريد حكمت أول امرأة عينت قاضية في سلك القضاء الأردني عام 1996، فإن هذا السلك يضم اليوم زهاء 250 قاضية من أصل 1000 قاضٍ.

“المرأة في القضاء.. إنجازات وتطلعات” هو عنوان الجلسة الحوارية التي نظمتها شبكة نساء النهضة الأربعاء الماضي، ضمن سلسلة “لقاء الأربعتين” وشارك فيها مدير عام المعهد القضائي، القاضية الدكتورة نوال الجوهري ورئيس محكمة بداية أحداث عمان القاضية إيمان القطارنة، وسط حضور نوعي وكبير.

ميسرة الجلسة المحامية تغريد الدغمي بدأت حديثها باستذكار الصعوبات والعقبات والتأثيرات الاجتماعية التي واجهت المرأة عند دخولها سلك القضاء، لكن هذا صار من الماضي، فعدد النساء القاضيات في ازدياد، وكفاءتهن أوقفت كل انتقاد.

ومن حيث أنهت الدغمي، بدأت الدكتورة نوال الجوهري، مؤكدة أن حلمها بدراسة المحاماة منذ الصغر وشغفها بهذه المهنة كان السبب الرئيسي لبلوغها غايتها وأن تصبح مديراً عاماً للمعهد القضائي الأردني، فالتمسك بالأحلام يجعلها حقيقة ولو بعد حين.

ولم تكن المحاماة مجرد مهنة في حياة الجوهري، فقد صقلت شخصيتها، وساعدتها بالتغلب على الخجل الذي لازمها أعواماً طوال، كما أن خبرتها النظامية والشرعية ساعدتها على التقدم، فتدرجت في السلك القضائي حتى بلغت أعلى هرمه، لكنها لم تنسَ أن تنسب الفضل بما وصلت إليه للمجلس القضائي الأردني الذي أحاط النساء منذ انضمامهن إليه بعناية فائقة من تأهيل وتدريب وتطوير ومشاركة في الدورات الخارجية.

واعتبرت الجوهري أن وجود المرأة في الجهاز القضائي يحد من الواسطة والمحسوبية، لأن ذلك يحد من وصول المتقاضين إليها أو إلى زوجها وأهلها، فيما أكدت أنها لا تستخدم عاطفة المرأة في عملها القضائي، وأنها ربما تتعاطف مع شخص مذنب في قضية ما، لكنها لا تنحاز لطرف على حساب الآخر

                                                              

أما القاضية إيمان القطارنة فرفضت أن تكون عاطفة المرأة تهمة وإنما هي ميزة، لكنها اتفقت مع الجوهري بأن القضاء والعواطف لا يلتقيان، فهي تتعامل مع القضايا وتحكم فيها بناءً على وقائع وبينات ونصوص قانونية.

“قالولي إنتي عندك عيلة وعيال، كيف بدك تصيري قاضية”، كانت هذه العبارة التي سمعتها القطارنة من المحيطين بها أول العقبات، لكنها رفعت راية التحدي مؤمنة بقدرتها على القيام بدورها كأم وزوجة وقاضية تنظر في أمور الناس، ونجحت في الاختبار، فأبناؤها تفوقوا في دراستهم، وتفوقت هي الأخرى في مجالها، فقد بدأت قاضية صلح ثم طلبت بنفسها أن تصبح قاضية أحداث رغم أن هذا الاختصاص ليس محبباً للقضاة، وها هي اليوم رئيس محكمة بداية أحداث عمان.

وبينت القطارنة أن ما وصلت إليه ليس نجاحاً لها وحسب، وإنما هو نجاح للمرأة الأردنية وإثبات لحضورها الطاغي في أي مكان تعمل به، مؤكدة أن المجلس القضائي عندما رأى قدرة المرأة وكفاءتها في القضاء لم يتردد في تكليفها بأكثر من منصب، لكن الأحلام لن تتوقف، وستظل طموحاتنا أكبر مما تم تحقيقه.