الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

“نويت الهجرة” فيديو يعلن موسم الهجرة إلى الوطن ويرفض رفع راية الاستسلام في ظل تردي الأوضاع

مشاركة

لمن نتركه؟ إذا كانت الهجرة خيارنا كلما واجهنا مشكلة فيه!

لمن نتركه؟ إذا كان الهروب أقصر الطرق التي نسلكها بحثاً عن واقع أفضل؟ 

لمن نتركه؟ ستقول: ولماذا أبقى ؟ هل على أن أنتظر فرصة عمل مناسبة مدى عمري؟ وهذا حقيقي تماماً، وهو حال كل رقعة في وطننا العربي الممتد من الوجع إلى الوجع، لكن حل المشاكل بمواجهتها وليس بالهروب منها، علينا أن نحاول التغيير ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، وأن نقاوم الوضع القائم، وأن نسعى جاهدين لتحقيق الإصلاح والمطالبة بحقوقنا، فهجرتنا قد تحل مشاكلنا ومشاكل أولادنا، إنما من المؤكد أنها ستظهر مجدداً في طريق من يأتي بعدنا.

لمن نتركه؟ هذا وطننا، ومفهوم الوطن أكبر بكثير من ظروف معيشية صعبة، مثل أغلب سكان منطقتنا، ما زالت “الهجرة” حلماً يراود الأردنيين وخاصة الشباب، فلا يخلو بيت أردني من شخص يفكر بهذا الأمر، إذ كشف تقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية عام 2019، أن أكثر من 45% من الأردنيين يفكرون بالهجرة إلى خارج الأردن، والنسبة الأكبر من الشباب، وهي ضعف النسبة التي كانت عليه في 2016. 

في كانون الأول/ديسمبر من عام 2000، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 18 كانون الأول/ديسمبر يوماً دولياً للمهاجرين، لكننا هنا نتحدث عن الذين يقررون الهجرة بدافع الاختيار لا بدافع الضرورة، دوافع الهجرة يقف وراءها معطيات عديدة، في مقدمتها تردي الحالة الاقتصادية، وانتشار البطالة بشكل واسع بين الشباب، فالحكومة الأردنية صرحت منتصف العام الفائت بأن نسبة البطالة بين الشباب الأردني بلغت 50%، ناهيك عن ارتفاع الفقر لدرجات غير مسبوقة. وفي السياق ذاته، أظهر تقرير لمنظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) بعنوان “الشباب الأردني بين دوافع الهجرة وفرص البقاء” حجم الإهمال الذي طال سياسات الشباب في الأردن لفترة طويلة مما أدى إلى استمرار وتفاقم مختلف التحديات المترابطة لهذه الفئة، وليس أدل على ذلك من صدور الاستراتيجية الوطنية للشباب عام 2019، أي بعد عشرة أعوام من انتهاء صلاحية سابقتها التي انتهت بحلول عام 2009.

التقرير ذاته، كان قد أشار إلى عدم التوافق الكبير بين المهارات المكتسبة في الأوساط الأكاديمية واحتياجات سوق العمل. حيث يحمل ما نسبته 53 ٪ من الشباب العاطلين عن العمل في الأردن شهادة جامعية، إلا أن الفترات الطويلة من التعليم والعمل وصعوبة الانتقال من التعليم إلى العمل قد تؤدي إلى تدهور مهارات الشباب المهنية، مما يزيد من استبعادهم من الوظائف النوعية، وهذا الواقع يلعب دورًا كبيرًا في الإحباط الهائل الذي يعاني منه الشباب، ويؤدي في النهاية إلى خيبة أمل كاملة تغذي الرغبة في البحث عن ظروف بديلة للفرص خارج الأردن، وهنا تأتي الهجرة باعتبارها أسرع الحلول بالنسبة لهم .

وفي هذا الفيديو الذي هو نتاج اللجنة الثقافية لشبكة شباب النهضة التابعة لمنظمة النهضة العربية(أرض)، وقام بتمثيله وتنفيذه الفنان الأردني زهير النوباني، يقف الأخير حائراً بين ظروف كثيرة تحثه على الهجرة، وبين صوت مثابر ومتفائل يقول له بكل ثقة: “ما زال الأمل قائماً، وسيكون كل شيء كما نريد، فنهضة الأوطان لا يصنعها سوى أبنائها ” .

نويت الهجرة – عنوان الفيديو المقتبس من إدراج يحمل الاسم نفسه، نشره الفنان زهير النوباني على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) قبل فترة، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً في الشارع الأردني، وأعاد للواجهة الأوضاع المعيشية الصعبة للفنانين والمبدعين في الأردن، فإذا كان أحد أهم فناني الأردن قد نوى الهجرة بسبب تهميش الفن والفنانين، فماذا يقول الشباب المتعطل عن العمل والذي لا يجد في وطنه أي بارقة أمل؟

 

اسم قتيبة الذي يرد في الفيديو لم يأتِ اعتباطاً، وإنما يذكرنا بقصة الشاب الذي طلب من رئيس الحكومة السابق أن يطمئنه إذا ما كانت الأوضاع ستتحسن في الأردن وإلا فسوف يستمر في البحث عن بلد يهاجر إليه، فنصحه الرئيس بالعدول عن فكرة الهجرة وبالتعاون مع الجميع حتى يتحقق مراده، لكن الوضع باق على حاله مادام لم يتم تفعيل مشاركة الشباب. يأتي الفيديو ليؤكد أن صناع التغيير هم الشباب والشابات من خلال التطرق إلى أهمية ريادة الأعمال ومشاركة المرأة الاقتصادية، والتي وللأسف أصبحت لا تشكل أكثر من 15% من سوق العمل في الأردن، فهن الأكثر تأثرا بالأزمات الاجتماعية والاقتصادية. وليؤكد أن خلق الفرص الاقتصادية لهن وللرجال على حد سواء من شانه الحد من الهجرة.

تعمل منظمة النهضة العربية (أرض) ضمن برامجها ونشاطاتها المختلفة وتحالفاتها المتعددة على إعداد الدراسات وإصدار الأوراق وقيادة الحملات الإعلامية التوعوية حول مخاطر الهجرة لا سيما الهجرة غير الشرعية، كما تنادي ببذل المزيد من الجهود لإسماع أصوات الشباب والعمل على إشراكهم في صنع السياسات الخاصة بهم والتي من شأنها مكافحة هجرة الشباب والأدمغة في الأردن، خاصة وأن تهميشهم وبطالتهم والتقليل من أهمية مشاركتهم المدنية أضعفت إحساسهم بالانتماء، فلا بد من حل مسألة فرص العمل عبر تقديم المشورة في سوق العمل والتدريب الشامل في الإدماج الاقتصادي و السياسي للشباب، ليكونوا هم صناع نهضة هذه البلاد ورفعتها.

لمشاهدة الفيديو