الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

وتحقق حلمها.. سندس صالح قيادية أردنية تدافع عن القضايا الوطنية والعالمية للنساء والفتيات

مشاركة

“لاحظت منذ طفولتي أن الواقع الذي يعيشه الأشخاص ذوي الإعاقة مليء بالصعوبات، بداية من النظرة المجتمعية الخاطئة، وتعرضهم للاستغلال، أو الإساءة، وضعف تجهيزات المرافق، وغيرها من الإشكالات.. لذلك، قررت في داخلي النهوض ومواجهة كل تلك المعيقات، وعدم الاستسلام أبداً”.

بهذا القول عبرت الشابة الأردنية والناشطة في مجال الدفاع عن ذوي الإعاقة، سندس صالح، عن إصرارها رغم التحديات باستكمال مشوارها وحلمها في العمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، وتثقيفهم حول المطالبة بحقوقهم واحتياجاتهم عبر قناتها الخاصة على يوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي، والمشاركة في المنتديات والبرامج والجلسات وفق هذا الصدد.

كل تلك المشكلات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة، تراها سندس، بأنها تنعكس على نفسية الشخص ذي الإعاقة. وتلاحظ أن هناك “قلة وعي وثقافة بين أفراد المجتمع، وعدم اهتمام كافٍ من قبل الأهل في الكثير من الحالات، فضلاً عما  يواجهه ذوي الإعاقة من غياب خدمات الحماية الاجتماعية، والتعليم والتأهيل، والصحة والتنشئة.

وعن بداياتها كناشطة ومدافعة عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، تقول سندس :”بعد اضطراري إلى ترك الدراسة خلال المرحلة الابتدائية بسبب صعوبة تجهيز المرافق في المدارس، وجدت نفسي ضائعة، غير مصدقة ما أنا فيه.. حتى حصلت على منحة دراسية  تدعمها اليونيسف لذوي الإعاقة، وكانت هذه فرصتي للعودة إلى مقاعد الدراسة والبدء من جديد”.

تتابع: “إلى جانب الدراسة، والتعليم الذاتي، تعرفت على برنامج هي تقود الذي تنفذه منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، بالتعاون مع منظمة أرض البشر، ويهدف لتفعيل مشاركة الفتيات والشابات في عملية صناعة القرار، وزيادة تمثيلهن في المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في العالم العربي، حيث فتح الباب أمامي للمشاركة في جلسات توعوية وتدريبية وبناء قدرات”.

وبينت سندس أن “المشاركة في البرنامج حفزها، هي وشقيقتها سلسبيل على التفكير وتحديد المجالات التي يمكنهن من خلالها إحداث التغيير وصنع القرار فيها داخل مجتمعاتهن، كما حقق لهما الفوز بالمركز الأول في تحدي هي تقود الإقليمي للمناصرة”. ورأت أن الأشخاص ذوي الإعاقة “لديهم قدرات كبيرة وطاقات مشعة، وهي بحاجة للتطوير”، مؤكدة على أهمية العمل على  إدماجهم في المجتمع بشكل مباشر، وتعليمهم مهارات تسهم في تعبيرهم عن أنفسهم بشكل فني وإبداعي”.

فيما اختيرت سندس مؤخراً للانضمام إلى المجموعة الاستشارية العالمية لقادة الفتيات مع منظمة اليونيسف، حيث تحدثت عن هذه المشاركة المهمة بأنها “ستتيح لها إيصال أصوات النساء والفتيات للعالم أجمع، ونشر الوعي حول زيادة  فرص حضورهن في مواقع صنع القرار، وإحداث الفارق في مجتمعاتهن”.

ولمدة 18 شهراً ستشارك سندس، مع حوالي 14 قائدة شابة ملهمة من جميع أنحاء العالم، للعمل على تعزيز أهمية حقوق الفتيات اليافعات وتمكينهن وقيادتهن في مجموعة واسعة من القضايا التي تؤثر على الفتيات اليوم من زواج القاصرات، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، والوصول إلى التعليم، وتغير المناخ، والفقر، وعدم المساواة في الرعاية، واحتياجات الفتيات في الأزمات الإنسانية.

وبشأن مشاركتها في المجموعة، تقول سندس: “أتيحت لي هذه الفرصة المهمة من خلال مشاركتي في برنامج هي تقود، ومتشوقة للعمل جنبًا إلى جنب مع مكتب اليونيسف في الأردن، لإحداث تأثير كبير في البرامج التي تركز على الفتيات في البلاد والمنطقة ككل، حيث أن دور المجموعة هو العمل كهيئة قيادية واستشارية لليونيسف ضمن استراتيجية برنامج الفتيات اليافعات”.

وتابعت: “سأكون عضوة في الفوج الثاني من هذه المجموعة، بعد أن تم إنشاء الدفعة الأولى في شهر آذار/ مارس 2023، لدعم تنفيذ استراتيجية برنامج الفتيات اليافعات التي مهدت الطريق لكيفية عمل اليونيسف مع القياديات العالمية للفتيات”، موضحة أنها ستقدم ضمن المجموعة المشورة والتغذية الراجعة للقضايا المهمة للفتيات”.

يشار إلى أن المادة (4) من قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة تنص على عدم التمييز ضد الأشخاص ذوي الإعاقة على أساس الإعاقة أو بسببها، ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة وقبولهم في شتى مناحي الحياة، باعتبارهم جزءاً من طبيعة التنوع البشري. كما تنص على تكافؤ الفرص للأشخاص ذوي الإعاقة، وضمان حقوق الأطفال ذوي الإعاقة وتطوير قدراتهم، وتنمية مهاراتهم وتعزيز دمجهم ومشاركتهم في المجتمع.

حكاية سندس ما هي إلا واحدة من بين آلاف الحكايات التي تؤكد أن ثمة على هذه الأرض طموحات لا تتوقف، وللحياة نبض مستمر، طالما وجدت المتطلبات البيئية والترتيبات التيسيرية، خاصة مع بلوغ عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في الأردن مليون و200ألف نسمة، ما نسبته 11% من مجموع السكان، وفقاً للمجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.