الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

حرب و”كورونا” وغياب المساعدات.. حياة ملايين اليمنيين في خطر

مشاركة

بعد نزاع مسلح وأزمة إنسانية لأكثر من خمسة أعوام، جاء فيروس “كورونا” المستجد ليشكّل خطرًا محدقًا، يُضاف إلى المخاطر التي تهدّد الشعب اليمني.

ومع استمرار ارتفاع عدد الحالات في جمهورية اليمن وانهيار نظام الرعاية الصحية في البلاد نتيجة الحرب، تؤكد منظمة الصحة العالمية أن انتشار فيروس كورونا سيؤدي إلى آثار “كارثية”، ومن المحتمل إصابة 16 مليون يمني (50% من السكان)، في ظل ظروف الحرب وهشاشة النظام الصحي الذي يعمل حاليًا بنسبة 50% فقط من قدرته الفعلية(1).

الحكومة اليمنية أقرت بعجزها عن مواجهة تفشي الفيروس، في ظل ما وصفته بعراقيل المجلس الانتقالي وتستر جماعة الحوثيين، في حين يتزايد الخطر على ملايين اليمنيين الذين تعتمد حياتهم على الإغاثة بسبب تقلص المساعدات الخارجية(2).

توثق منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، في هذا الموجز استجابات جمهورية اليمن لمكافحة جائحة “كورونا” وإجراءاتها في هذا الخصوص، وكيفية استجابتها لحماية الفئات المستضعفة من الفقراء، وكبار السن والأطفال، والمهاجرين واللاجئين، وذوي الاحتياجات الخاصة، وهي تهدف في هذا الإجراء لأن تقدم سلسلة من الموجزات لمعرفة واقع الحماية الاجتماعية في الوطن العربي.

وبسبب الصراع والحرب، وإلى جانب انتشار فيروس كورونا، يعاني أكثر من 12 مليون طفل وستة ملايين امرأة من مخاطر مختلفة، منها سوء التغذية، وهم الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، وذلك بالتزامن، أيضًا، مع وجود أكثر من ثلاثة ملايين نازح يعيشون في ظروف غير صحية ومزدحمة(3).

وتواجه اليمن موجة جديدة من الأزمات نتيجة الانتشار المتسارع لفيروس كورونا في البلاد، مع توقعات بأن يُصيب الفيروس قرابة 16 مليون شخص، خاصة بعد أن  اتسمت استجابة الأطراف المتحاربة لجائحة كورونا بـ”الاستهتار”، بل بالغياب الحقيقي في أغلب مناطق اليمن(4).

المتوقع؛ أن تشهد البلاد ارتفاعًا حادًا في عدد الإصابات بكورونا، وسط تراجع قدرة السكان على الوصول إلى الرعاية الصحية والغذاء، وغياب الخدمات كتلك المتعلقة بالمياه والصرف الصحي، وغيرها من الخدمات التي لا يحصل عليها ملايين اليمنيين إلا عبر وكالات الإغاثة الدولية أو بفضل التسهيلات التي تؤمنها.

على صعيد آخر، يشكل المشردون بحكم تنقلهم الدائم بؤرًا خطيرة لتفشي كورونا في اليمن، من خلال تحولهم إلى نواقل اجتماعية للفيروس بسبب اختلاطهم المتواصل بالناس في الأماكن المزدحمة، وهم، بحاجة إلى الرعاية الاجتماعية والصحية بسبب مخاطر الجائحة، خصوصًا أنهم خارج اهتمام السلطات الحكومية ومنظمات الإغاثة الدولية العاملة في اليمن، وإلى اليوم لا يزالون منسيين من قبل الجميع(5).

ويواجه النازحون وهم “الأكثر عرضة للخطر للإصابة بالفيروس”، مخاطر كبيرة بسبب تواجد معظمهم في مخيمات مكتظة بشكل خطير، مع رعاية صحية دون المستوى المطلوب، وتعذر الحصول على المياه النظيفة، والصرف الصحي، والخدمات الأساسية الأخرى، أو القدرة على اتباع المبادئ التوجيهية للتباعد الاجتماعية أو “العزل الذاتي” عند المرض(6).

ويهدد فيروس كورونا حياة ملايين اليمنيين، خاصة الأطفال، بسبب المجاعة وسوء التغذية والأمراض المزمنة، ونقص المساعدات، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “ذي إندبندنت” البريطانية بعنوان “2020 قد يكون أسوأ عام حتى الآن للجوع في العالم”، والذي جاء فيه أيضًا أن الملايين باتوا أسرى الجوع وسوء التغذية، وهو ما يهدّد بحدوث أزمة إنسانية كبيرة(7).

وشهدت اليمن منذ انتشار الجائحة فيها، مبادرات شبابية عديدة، أطلقها نشطاء يمنيون، كمبادرة “مسامح إيجار شهر” التي تدعو مالكي العقارات إلى إعفاء المستأجرين من دفع إيجار المنازل والعقارات، وكذلك مبادرات من أجل توعية الناس ومساعدتهم على حماية أنفسهم(8).

وكاستجابة لتداعيات وخطر تفشي فيروس كورونا على اليمنيين، دعت أربع منظمات من المجتمع المدني، أطراف الصراع، لاتخاذ إجراءات لمواجهة ما وصفته بالتفشي المرعب لفيروس كورونا في البلاد، كما أعلنت إطلاق مبادرة إنسانية لتوحيد جهود محاربة الوباء، والشفافية في التعاطي معه(9).

تلك المنظمات، هي: منظمة “سام” للحقوق والحريات، والمركز الأميركي للعدالة، وشبكة نساء من أجل اليمن، ومؤسسة دفاع للحقوق والحريات، وطلبت إعلان هدنة عاجلة مدتها ثلاثة أشهر، والإفراج عن المعتقلين، كما طالبت المنظمات بفتح المطارات والموانئ والمنافذ البرية لدخول المساعدات(10).

وبسبب ظروف الاكتظاظ الشديد وغياب الرعاية الصحية، وسط انتشار كورونا، فإن حياة عشرات آلاف المحتجزين والسجناء مهددة بالخطر، خصوصًا بعد توارد أنباء تفيد أن سجناء توفوا بسبب أعراض كورونا داخل مراكز الاعتقال والسجون في صنعاء وعدن، لكن السلطات لم تعلن عن حوادث من هذا النوع(11).

في المحصلة، قد يكون فيروس كورونا أسوأ من جميع الكوارث التي شهدها المدنيون اليمنيون. لكن كي يحظى اليمن بفرصة مكافحة هذه الجائحة، على أطراف النزاع اتخاذ تدابير فورية لحماية المدنيين في المناطق تحت سيطرتهم، والالتزام بقوانين الحرب، وضمان تسهيل مرور المساعدات الإنسانية دون عوائق.

(1) كورونا قد يصيب 16 مليون يمني

(2) تحذير أممي من انتشار كورونا باليمن والحكومة تقر بالعجز

(3) اليمن وكورونا.. قطاع صحي منهار وفحوص طبية فاشلة وهيئات دولية مفلسة

(4) هل يدفع فيروس كورونا باليمن إلى حافة الهاوية؟

(5) مشردو اليمن.. لا سكن ولا حماية من كورونا

(6) اليمن: نازحون يواجهون خطرا متزايدا في ظل “كورونا”

(7) كورونا يفاقم المجاعة وسوء التغذية في اليمن

(8) مبادرات شبابية في صنعاء للتوعية حول خطر انتشار فيروس كورونا

(9/10) يونيسيف: تفشي كورونا يضاعف معاناة اليمنيين

(11) في اليمن.. كورونا يهدد حياة المحتجزين والسجناء