الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

حكومة جديدة ونهج جديد.. واختبار “كورونا”

مشاركة

عمّان – جلال أبو صالح

“من المهم أن تواصل الحكومة تطوير منظومة الأمان الاجتماعي لضمان حياة كريمة لكل الأردنيين، وربطها بمنظومة التعليم والصحة والعمل والسعي للوصول بآثارها الإيجابية لكل فئات المجتمع”. هذه دعوة وجهها العاهل الأردني لرئيس الوزراء المكلّف د. بشر الخصاونة، في مطالبة واضحة للحكومة الجديدة بدعم الفئات الهشّة وحمايتها.

لم تكتف الرسالة الملكية بهذه الدعوة المقتضبة، لتؤكّد “ضرورة الاستفادة من التطوير الذي حصل خلال فترة جائحة كورونا والاستمرار بتنفيذ برامج الدعم التكميلي من خلال صندوق المعونة الوطنية، والتأكد من انتهاج أفضل الطرق، استناداً إلى قاعدة البيانات الوطنية”.

وجرى الأسبوع الماضي، تعيين حكومة جديدة في الأردن، حيث تم توجيه الحكومة من خلال كتاب تكليف ملكي لأهم أولويات المرحلة القادمة، والذي ترى منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية “أرض” أنه “هام” من حيث تركيزه على ملف الحماية الاجتماعية والفئات الهشة، خصوصاً بعد تصاعد أزمة كورونا في المملكة.

ولا شكّ؛ أنّ المهمة صعبة أمام الحكومة الجديدة، بعد أن أظهرت أنظمة الحماية الاجتماعية الأردنية ثغرات عديدة أثرت في حياة مئات الآلاف من الأردنيين ومسّتها، ليس أولها ارتفاع معدل البطالة إلى ما نسبته 23%، ولا انتهاءً بمديونيّة يزيد حجمها على 45 مليار دولار.

على الطاولة الأردنية تحديداً، والعربية، كذلك، الكثير من الملفات والقضايا العالقة بشأن الفئات المستضعفة والأقل حظاً، وهي اليوم، تفرض علينا المزيد من النقاش والمشاركة بين القطاعات كافة، وخصوصاً بين القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني والحكومة، للخروج بآليات حقيقية على أرض الواقع تحمي هؤلاء المستضعفين وتعينهم على الحياة.

وذلك، يضع الرئيس الجديد وحكومته أمام دعوة عاجلة لإقرار قوانين وأنظمة فعالة، في مواجهة الجائحة وتداعياتها الصحية والاقتصادية، في سبيل حماية الفئات الهشة والفقيرة والتخفيف من أعبائها، خصوصاً بعد قرارات الحكومة المستقيلة، المتمثّلة بالإغلاقات والحظر على نظام الساعات.

وبكل حزم ووضوح، يحدد كتاب التكليف الملكي أنّ مواجهة “كورونا” أولوية قصوى، وذلك من خلال رفع الطاقة الاستيعابية للمستشفيات، والتوسّع في توفير الخدمات الصحية للمواطنين، مع التشديد على ضرورة وضع الفريق الحكومي الجديد لخططٍ قابلة للتنفيذ على الفور. 

الآلية الجديدة إذن، لا تقبل التهاون والاستخفاف، بل تتطلب أن تستفيد الحكومة من الدروس الماضية، وأن تأتي ببرامج قابلة للتصحيح ومعالجة الأزمات؛ الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والتي باتت تنخر الواقع الأردني من كلّ حدب وصوب.

وبكل تأكيد، وبحسب كل المعطيات، فإنّ خطر الوباء سيبقى قائماً حتى إلى وقت طويل، وهو أمر مفهوم، لكن في المقابل، تستوجب الحالة من الرئيس الخصاونة تصويب التحديات والأزمات التي تواجه المملكة، والذي قد يكون من أهمها تجنّب استمرار الحظر والمنع التي تفوق الأخطار الصحية، وتزيد من تعمق نسب الفقر، والبطالة، وانهيار المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

لا نملك إلا التفاؤل، أمام اختبار الحكومة الجديد في مواجهة “كورونا”، وهي مطالبة اليوم بالالتزام الحقيقي في إدارة ما نتج عن الأزمة من النواحي الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية، مع أهمية تقديم معالجات رسميّة وطارئة لأوضاع فاقدي الدخل والشرائح الفقيرة أو المسحوقة، – إن جاز التعبير-.