الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

خطوات نحو العمل والإنجاز

مشاركة

بخطوات ثابتة تؤهلن لصعود سلم الإنجاز، وإيمانهن بذاتهن وسعيهن وراء شغفهن في الخياطة والتصميم، حيث امتزج ميولهن وحبهن للخياطة بالعزيمة والتحدي، اخترن “آلة الخياطة” لبناء مستقبلهن. 

من بين الخيوط وأكوام القماش المترامية هنا وهناك، تروي كلٌ من سما عدنان؛ وناريمان هادي؛ ومروة رائد؛ وإيلاف دية، اللواتي ذهب بهن شغفهن للتدرب على الخياطة والتعرف على التصاميم العربية والتراثية وحياكتها في محلات عبلة للتحف الشرقية، الواقعة في منطقة أم أذينة في العاصمة عمان، حكاياتهن في هذا المجال.

تدريب الفتيات في محلات عبلة، إحدى الورش التي تحتضن التدريب الوظيفي، والذي يأتي ضمن مشروع صمم الذي تنفذه منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، ويعمل على تأسيس شراكة نوعية مع القطاع الخاص من أجل خلق فرص تشغيلية ووظائف لائقة في بيئة آمنة.

التعاون مع السيدة “عبلة عازر” جاء بهدف تقديم تدريب وظيفي لأربع شابات وتزويدهن بالمهارات العملية الحقيقية لأعدادهن للدخول إلى سوق العمل ضمن عمل غير تقليدي وحرفي يعيد إحياء مهنة الخياطة بشكل حضاري يمزج التراث مع الحداثة.

كما يسعى المشروع لتعزيز بناء قدرات الأردنيين واللاجئين، وتحسين قابليتهم للتوظيف وبناء مهاراتهم المهنية ودعم رواد الأعمال كلٌ في تخصصه لبدء العمل والنمو والتوسع. 

محلياً، يبلغ عدد مشاغل الخياطة الموزعة في مدن المملكة نحو ألفي مشغل، يعمل فيها حوالي 8 آلاف عاملة وعامل، بحسب آخر تقرير نشره المرصد العمالي الأردني عام 2017 حول الخياطة.

يتقاطع مبدأ المشروع القائم على “لقاء ثم تدريب ثم عمل”، مع أهدافه المتمثلة بالمساهمة في صقل معارف ومهارات الشباب، وتعزيز خبراتهم ومهاراتهم، وزيادة فرصهم بالحصول على وظائف تساعدهم على تحقيق طموحهم في المهن المناسبة لهم.

“التقوى والأمانة والجسارة والرقي”

“بدأت أعمالي في منطقة اللويبدة. حينها كان مشغلي يبيع التحف الشرقية، ليصار فيما بعد تطويره لتصنيع الألبسة وتصميمها وتوزيعها”، بهذه الكلمات بدأت عبلة عازر، رئيسة مشغل عبلة وإحدى شركاء منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) من مقدمي التدريب الوظيفي لمشروع صمم، حديثها عن مشغلها.

تعتز عبلة بعروبتها وقوميتها، كما تقول، لذلك تراها تركز على تصاميم تعيد إحياء التراث العربي والشرقي بشكل لافت، عبر إدخالها الخط العربي على الألبسة.

تجد عبلة أن مهنة تصميم الألبسة تحتاج إلى فكر ووعي كبيرين، وهو ما شاهدته خلال تدريبها لفتيات مشروع صمم، مؤكدة أهمية التحلي بالتقوى والأمانة والجسارة والرقي في التعامل مع الزبائن لكي ينجحن في أعمالهن مستقبلاً.

“طموحي كبير ولا حد له”

منذ صغرها تمنت أن تكون مصممة أزياء عالمية، لنقل التصاميم العربية والتراثية إلى دول العالم المختلفة. فحين أرسلت لها شقيقتها عبر “واتساب” حول إعلان فرص مشروع صمم فرحت جداً. هذا ما وجدته العراقية سما عدنان (19 سنة) في الفرصة التي اتاحها لها التدريب الوظيفي ضمن المشروع.

تعلمت سما من خلال المشروع على أنواع التطريز، وكيفية التعامل مع آلة الخياطة بشكل صحيح وسليم. فيما تطمح مستقبلاً افتتاح مشغلها الخاص، وأن تجوب العالم للتعرف على أشكال التصاميم في كل دولة، فـ”طموحي كبير ولا حد له”.

“فرصة حقيقية للتعلم والاستفادة”

رغم أنها خريجة محاسبة، لكنها وجدت في مشروع صمم ما ينسجم مع هدفها بتعلم الخياطة والتطريز. فمن خلال صديقتها المقربة تعرفت العراقية ناريمان هادي (24سنة) على المشروع، لتذهب إلى مشغل عبلة وتتعلم آلية تصميم الفساتين، وكيفية تناسق الألوان مع بعضها.

ما دفع ناريمان للتسجيل في هذا المشروع وجود فرصة “حقيقية” للتعلم والاستفادة من الست عبلة، صاحبة الخبرة الطويلة في هذا المجال. وبعد كل هذه التدريبات التي تلقتها أصبحت قادرة على خياطة الفساتين وتطريزها. 

تطمح ناريمان أن تفتتح محالها الخاص لبيع قطع الملابس المميزة التي تكون من تصميمها وحياكتها.

“تعلمنا أشياء كنا نستسهلها”

“الحظ كان معي خلال هذا الفترة، فمتعة إنهاء دراستي الجامعية بتخصص أدب إنجليزي، وبتقدير ممتاز، لا تقل عن تعلمي الخياطة والتطريز والاستفادة من مشروع صمم الذي سمعت عنه خلال ندوة أقامتها سابقاً منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) للتعريف عن أعمالها وبرامجها”.

سجلت الأردنية مروة رائد (22 سنة) في مشروع صمم، وتم قبولها في مجال تعلم الخياطة. فطوال عمرها تحب الخياطة، لكن – للأسف- لم تسنح لها فرصة تعلمها وإتقانها، حتى جاءت فرصة منظمة (أرض)، التي وفرت لها المجال للتدريب وتعلم أشياء جديدة، كانت في السابق تستسهلها، كما تعلمت أساسيات الخياطة والتعامل مع الزبائن.

تفضل مروة مستقبلاً استكمال تعليمها الجامعي، وتحديداً بما يتعلق بالجانب الإنساني، بالتزامن مع افتتاح مشروعها الخاص لبيع الملابس والفساتين.

“ساعية نحو حلمي”

لا تعتبر الأردنية إيلاف دية، لكونها ما تزال طالبة في الجامعة الأردنية، أن دراسة اللغات هو حلمها الأوحد، لذلك اتجهت عبر مشروع صمم للاستفادة من خبرات مشغل عبلة، وتحقيق طموحها في تعلم التطريز وصناعة الملابس وإصلاحها.

عرفت إيلاف (21 سنة) عن التدريب من خلال منصة (إنستغرام)، لتنضم إلى المشروع، ساعية لتحقيق حلمها بتعلم الخياطة بشكل عام، والتعرف أكثر على أشكال التصاميم، وتحويل الأقمشة إلى ملابس.

تقر إيلاف بحاجتها إلى تدريب أكثر، لكنها تجد نفسها اليوم “جيدة” بعد تلقيها التدريبات، مع تمنيها مستقبلاً، إنشاء مشغلها الخاص لصناعة “تي شيرت” يكون من تصميمها.

يشار إلى أن مشروع صمم يأتي بدعم من البرنامج الأوروبي الإقليمي للتنمية والحماية لدعم لبنان، الأردن والعراق (II RDPP) وهو مبادرة أوروبية مشتركة سارية لحين 2021. البرنامج هو بدعم من جمهورية التشيك، الدنمارك، الاتحاد الأوروبي، وايرلندا وسويسرا.

يأتي مشروع صمم بدعم مادي من البرنامج الأوروبي الإقليمي للتنمية والحماية لدعم لبنان، الأردن والعراق (RDPP II)، هو مبادرة أوروبية مشتركة بدعم من جمهورية التشيك، الدنمارك، الاتحاد الأوروبي، وايرلندا وسويسرا.