الملاحظ أن الانتشار الكبير لفيروس كورونا المستجد في الخليج العربي، أشعل أزمة جديدة بين أصحاب العمل والعمال الوافدين، أساسها الفصل من العمل وتأخير الرواتب وممارسات أخرى غير أخلاقية تنتهك حقوق العاملين.
ولعل ذلك بالذات، ما حدث مع بعض العمال الوافدين في مملكة البحرين، إذ يعاني مئات العاملين في الشركات الخاصة والعامة ظروفًا سيئة في العمل، في ظل انتشار جائحة كورونا، ليجدوا أنفسهم ضحايا انتظار صرف رواتبهم المستحقة، مع جانب فصلهم بشكل تعسفي1.
ويبلغ عدد العمال الوافدين في البحرين نحو 782 ألفًا، يشكلون غالبية إجمالي القوة العاملة في القطاعين العام والخاص، ويعمل معظمهم في وظائف منخفضة المهارة والراتب؛ في قطاعات البناء، والتجارة، والتصنيع، والعمل المنزلي2.
ما سبق طرحه، تنبهت إليه منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، عبر إجراء سلسلة من الموجزات لمعرفة واقع الحماية الاجتماعية في الوطن العربي، حيث توثق في هذا الموجز استجابات وإجراءات مملكة البحرين في تصديها لجائحة “كورونا”، وكيفية استجابتها لحماية الفئات المستضعفة من الفقراء وكبار السن، والأطفال، والمهاجرين، واللاجئين، وذوي الاحتياجات الخاصة.
ومثل غيرها من الدول، اتخذت البحرين خطوات عديدة لمواجهة الآثار السلبية لانتشار كورونا، فقد أطلقت حزمة مالية بقيمة 4.3 مليار دينار بحريني لمواجهة الانعكاسات الاقتصادية للفيروس على المستوى المحلي3.
وذلك في سبيل استدامة صحة وسلامة المواطنين والمقيمين واستمرار برامج الدولة ومسيرة عملها في مجال التنمية المستدامة، بالإضافة إلى الإعفاء من سداد رسوم عدد من الخدمات الأساسية، ودعم المنشآت المتوسطة والصغيرة، والأسر المنتجة، وأصحاب الأعمال المتعثرين، وغير المؤمن عليهم4.
وخلال أزمة كورونا، كان للمرأة البحرينية مساهمات عديدة من ناحية التطوع لمكافحة الفيروس، إذ كشف تقرير صادر عن المجلس الأعلى للمرأة، بأن نسبة تطوع المرأة البحرينية بلغت 20% من إجمالي أعداد المتطوعين.
التقرير ذاته، بين أن عدد النساء المتطوعات البحرينيات المشاركات بالتدريب لعمليات التطهير الاحترازي بلغ 4950 امرأة، مشيرًا إلى تقدم المرأة البحرينية في العديد من المجالات والتخصصات إذ حازت الطبيبات البحرينيات على نسبة 68% على مستوى المملكة و46% للمتوسط الدولي5.
وعمدت منظمات المجتمع المدني في البحرين خلال أزمة كورونا، على تقديم آلاف المتطوعين للعمل في الصفوف الأمامية بجانب المملكة، خصوصًا في مواقع الحجر الصحي ومواقع فحوصات فيروس كورونا والمستشفيات، إضافة إلى تعقيم المباني، وتوفير الخدمات اللوجستية في المحاجر الصحية6.
وكانت وزارة الصحة البحرينية أسدلت الستار على خدمة توصيل الوصفات الطبية لكبار السن، تجنبًا للخروج من المنزل، حيث تسمح للمستخدم بحجز الموعد عبر الإنترنت دون الحاجة إلى الوقوف والانتظار في الصف، كما سيستقبل المستخدم رسالة نصية قصيرة تحتوي على رقم الطلب بمجرد إضافة الموعد7.
وبشأن الأشخاص ذوي الإعاقة، والذين يبلغ عددهم في مملكة البحرين نحو 12 ألفًا، استمرت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في تقديم خدمات شاملة لهم تتمثل في صرف المخصص المادي الشهري بواقع 100 دينار شهريًا، فضلًا عن استمرار تقديم خدمات الرعاية والتأهيل، وذلك عبر تفعيل خدمة التعلم والتدريب عن بعد8.
ومنذ الأزمة، عملت مبادرة “ابتسامة”؛ على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال من مرضى السرطان في البحرين، من خلال حملة مركزة لنشر الوعي بين أهالي الأطفال والمرضى باتباع أقصى حماية ممكنة لأطفالهم، تجنبًا لتعرضيهم لأي أذى9.
وتصاعدت مؤخرًا الأصوات المنادية، على رأسها منظمة العفو الدولية، بضرورة إطلاق سراح السجناء في المملكة البحرينية، خاصةً “من مارسوا حقهم في حرية التعبير على نحو سلمي”، وكبار السن أو من يعانون من متاعب صحية10.
ومع تسجيل البحرين 38 ألفًا و458 إصابة منذ بداية انتشار فيروس كورونا، بينها 137 وفاة، و826 متعافٍ11. ترتفع الدعوات بالبحرين لتنفيذ أحكام “الرؤية” للأطفال إلكترونيًا، ووضع حلول مبتكرة لمعالجة مشكلة تنفيذ أحكام الأسرة المتعلقة بحق الرؤية لصالح أحد الوالدين، في ظل استمرار تعليق العمل في المراكز الاجتماعية، لضمان عدم حرمان أي طرف من هذا الحق.
(1) (2) مؤسسة دولية: شركات بحرينية تنتهك حقوق العمّال بحجّة “كورونا”
(3) (4) وزراء الشؤون الاجتماعية العرب يشيدون بمبادرات مملكة البحرين لمواجهة تداعيات جائحة كورونا كوفيد-19
(5) المجلس الأعلى للمرأة: 20% نسبة تطوع المرأة البحرينية لمكافحة “كورونا”
(6) الشباب الخليجي والمجتمع المدني في الصفوف الأمامية لمكافحة فيروس كورونا
(7) هكذا حافظت دول الخليج على كبار السن خلال أزمة “كورونا”
(8) البحرين تستعرض تجربتها لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة في ظل كورونا
(9) «ابتسامة» تضاعف إجراءاتها لحماية منتسبيها من الأطفال مرضى السرطان من «كورونا»
(10) معتقلون سياسيون في البحرين يخشون الإصابة بكورونا في ظل تكدس السجون
