الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

“كورونا” والحصار الإسرائيلي يعمقان معاناة الفلسطينيين سلسلة موجزات واقع حال الحماية الاجتماعية في الوطن العربي

مشاركة

رغم خبرة الشعب الفلسطيني في التعامل مع الأزمات وتحمل أسوأ الظروف نتيجة تجاربه مع الاحتلال، يواجه الفلسطينيون، اليوم، وتحديداً مع انتشار فيروس كورونا المستجد ظروفاً غير طبيعية بسبب الاحتلال ومحدودية السيادة على أرضه وحدوده.

وضربت جائحة “كورونا” عصب الاقتصاد الفلسطيني، بالتزامن مع تقديرات الحكومة الفلسطينية لقيمة الخسائر الإجمالية للاقتصاد الفلسطيني بسبب الفيروس والتي تبلغ 3.8 مليارات دولار، في حين ستتضرر منها مختلف القطاعات. (1)

حيث بلغت تكلفة الخطة الفلسطينية لمواجهة الوباء نحو 137 مليون دولار، وشملت توفير الأدوية والمعدات وتجهيز القطاع الصحي لمواجهة تداعيات كورونا في الضفة وغزة والقدس، مع ازدياد تفاقم الأوضاع المعيشية والاقتصادية والصحية في قطاع غزة، الذي تحاصره إسرائيل، ويعاني من تبعات الانقسام السياسي الداخلي. (2)

ومنذ بدء الجائحة، يعاني قطاع غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني، أوضاعاً اقتصادية ومعيشية متردية للغاية، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ العام 2006، حيث فقد نحو 15-20 ألف عامل فلسطيني وظائفهم بفعل حالة الإغلاق للمرافق الاقتصادية التي أقرتها الجهات الحكومية المختصة لمواجهة الجائحة العالمية. (3)

وتستعرض منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، في هذا الموجز، استجابات وإجراءات دولة فلسطين لمكافحة جائحة “كورونا”، وكيفية استجابتها لحماية الفئات المستضعفة من الفقراء وكبار السن والأطفال والمهاجرين واللاجئين وذوي الاحتياجات الخاصة، بعد أن قامت بإجراء سلسلة من الأبحاث لمعرفة واقع الحماية الاجتماعية في الوطن العربي.

وفيما تمارس سلطات الاحتلال سياسة الإهمال المتعمدة والمماطلة في توفير المتطلبات اللازمة، وتمنع الإجراءات والتدابير المتخذة من الجهات الفلسطينية الرسمية والأهلية في القدس وضواحيها لمواجهة الفيروس، برزت العديد من الإشكاليات تمثلت بضعف الإمكانيات الطبيّة، وأزمة مالية خانقة تعيقها من سداد فاتورة موردي الأدوية والمصاريف التشغيلية ودفع رواتب كوادر الأطباء والممرضين والمختصين والموظفين الإداريين. (4)

وإثر تداعيات “كورونا”، تضرر نحو نصف مليون عامل فلسطيني جراء الجائحة، وهم يعملون في القطاع غير المنظم وعددهم 320 ألف عامل، بمعدل أجر يومي 84.7 شيكلاً (نحو 24 دولاراً)، بينما يقدر عدد العاملين في دولة فلسطين بأكثر من مليون عامل، منهم نحو 210 آلاف عاملين في القطاع الحكومي، و668 ألف عامل في القطاع الخاص، و133 ألف عامل في إسرائيل والمستعمرات. (5)

ويهدد فيروس كورونا يهدد خمسة آلاف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال بعد ثبوت إصابات في صفوف السجانين والمحققين، في وقت يواجه فيه المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية صعوبة الحصول على معلومات تتعلق بظروف الأسرى، بسبب إجراءات العزل الإضافية التي فرضتها إدارة سجون الاحتلال عليهم، ومنها وقف زيارات عائلاتهم والمحامين. (6)

فيما تعمد الاحتلال، خلال أزمة كورونا، حرمان الأطفال الأسرى من أبسط حقوقهم الإنسانية والأساسية، في المعاملة والتعليم والعلاج والغذاء والمحاكمة العادلة وظروف الاحتجاز وغيرها، دون مراعاة لصغر سنهم وبراءة طفولتهم، ودون احترام للقواعد النموذجية الدنيا في معاملة الأطفال المحتجزين. (7)

وتواجه معظم المشاريع النسائية الصغيرة القائمة في فلسطين، تحدٍ كبير يهدد استمرارها في ظل انتشار كورونا، خصوصاً مع سريان الحجر المنزلي ووقف الحركة اليومية بشكل شبه كامل، وكل مظاهر الحياة العادية، في حين بدأت ربات البيوت بخلقِ فرص عمل من داخل منازلهن، باعتمادهن على الأراضي للزراعة، وعلى المطابخ البيتية لطهي الطعام المنزلي وبيعه بأسعار مناسبة للجميع، ولكن المتغيرات الطارئة أعاقت المشاريع. (8)

وعلى ذلك، حذرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة من مخاطر كورونا” على زيادة هشاشة النساء وتفاقم عدم المساواة بين الجنسين في فلسطين، خصوصاً إن لم يتم دمج النوع الاجتماعي في الجهود الوطنية والمؤسساتية لمكافحة الوباء، وأن الأثر الاجتماعي والاقتصادي للوباء سيؤدي إلى تفاقم عدم المساواة بين الجنسين وضعف وهشاشة النساء. (9)

ورغم صعوبة أحوالهم في جميع الأوقات، يعاني ذوو الاحتياجات الخاصة في فلسطين بسبب تداعيات كورونا صعوبة أكبر في الحصول على حقوقهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية الكاملة، يضاف إلى ذلك ما يواجهه ذووهم من صعوبات، وإغلاق جمعياتهم، وإلزامهم بالحجر المنزلي، وصعوبة توفير احتياجاتهم الخاصة من قبل ذويهم، نتيجة تردي الظروف الاقتصادية، وتلك الظروف مجتمعة، أثرت عليهم بشكل مباشر، وبالتالي أدت لتراجع حالتهم النفسية. (10)

فيما أظهرت توصيات عديدة في فلسطين ضرورة مراعاة كافة الإجراءات اللازمة لحماية كبار السن من الإصابة بالفيروس، إلى جانب مراعاة الجانب النفسي، خصوصاً أنهم الأكثر استهدافاً للإصابة، وباتوا في أمس الحاجة للحماية والتضامن الإيجابي. (11)

ورغم شح الموارد، استجابت العديد من المنظمات الأهلية والمدنية في فلسطين لجائحة كورونا من خلال حملات توعية وتثقيف الناس لمكافحة الوباء وطرق الوقاية منه، كما ساهمت في عمليات التعقيم، وذلك بالتزامن مع وجود تحديات وعوائق أمام تلك المنظمات، على رأسها عقبات تمويلية. (12)

وفي ظلال تلك الصورة التي تعيشها فلسطين مع انتشار جائحة كورونا، مطلوب اليوم إجبار سلطات الاحتلال على تلبية الحاجات الضرورية للفلسطينيين وتسهيل إيصال المساعدات الانسانية والاحتياجات الطبية الطارئة من أجل محاربة هذا الوباء، خصوصاً مع استمرار سياسات وممارسات الاحتلال الإسرائيلي المتمثلة بالهدم والتشريد والاعتقال واستهداف المرافق الصحية في أرجاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.

(1): 13 مليون دولار كلفة خطة فلسطينية لمواجهة كورونا

(2) (3): الصليب الأحمر: “كورونا” يفاقم الأوضاع في غزة

(4): فلسطينيون يؤكدون تعمد الاحتلال نشر “كورونا” بين المقدسيين

(5): خسائر بملايين الدولارات.. نصف مليون عامل فلسطيني تضرروا من جائحة كورونا

(6): بعد ثبوت إصابة سجانين.. فيروس كورونا يهدد خمسة آلاف أسير فلسطيني

(7): كورونا لم يشفع لأطفال فلسطين من بطش الاحتلال

(8): فلسطين: تفشي وباء كورونا يقضي على المبادرات الفردية لعمل النساء

(9): هيئة أممية تحذر من مخاطر كورونا على زيادة هشاشة النساء في فلسطين

(10): (كورونا) تُصعب حياة ذوي الإعاقة بفلسطين

(11): بيوت المسنين في فلسطين.. حكايات الأمس في مواجهة كورونا

(12): المنظمات الأهلية في غزة: تداعيات التمويل المشروط وتحديات كورونا