الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

لقاء تنسيقي يعاين مشاركة الشباب بين برامج المجتمع المدني والتوجهات الوطنية

مشاركة

رغم ما تواجهه مؤسسات المجتمع المدني والمبادرات المجتمعية من تحديات مادية ولوجستية وتنسيقية كبيرة على الساحتين المحلية والعربية، إلا أنها لم تغفل عن إعطاء مساحة مهمة للشباب ليعبروا عن احتياجاتهم، ويكونوا جزءاً من صناعة القرار من خلال مشاركتهم المدنية والسياسية.

 

ولفهم آلية ما تقدمه هذه المؤسسات المعنية بالشأن الشبابي من خبرة عملية تساعد في توسيع آفاق أعمالهم بالمستقبل، فضلاً عن معرفة التوجهات الوطنية الحالية الرامية لزيادة مشاركة الشباب السياسية والمدنية، جاء اللقاء التنسيقي الرابع ضمن تنسيقية المؤسسات الشبابية، والذي دعت إليه منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، الأربعاء 25 كانون الثاني/ يناير 2023، وضم جهات فاعلة ومؤسسات وطنية ودولية وجهات رسمية ومبادرات مجتمعية عدة تمثلت بـ (شبكة نايا، مبادرة إنجاز، مركز حكاية، جمعية القنطرة، مساحة ليوان، جائزة الحسن للشباب، مساحة زوايا، جمعية قدرات للتنمية المجتمعية).

فيما يأتي هذا اللقاء: “بين برامج المجتمع المدني والتوجهات الوطنية”، ضمن سلسلة من اللقاءات التي تندرج تحت مشروع جيل جديد الذي يتخذ هدفاً أساسياً له يتمثل بتعزيز التعاون بين المنظمات الشبابية، وأهمية العمل الجماعي لإحداث تغيير إيجابي وفرق ملموس في مجتمعاتنا.

 

وحول أثر المساحات الشبابية التي ترعاها مؤسسات المجتمع المدني على مشاركة الشباب المدنية والسياسية، بينت رنا الطاهر، مديرة المشاريع في مساحة ليوان الشبابية، أن مشروع ليوان يهدف إلى دعم إبداع الشباب الاجتماعي وما يتطلب ذلك من تنظيم واستثمار الشباب لأنفسهم وتحفيز تعاونهم من أجل طرح حلول وبدائل يمكن أن تسهم في التنمية لمجتمعاتهم، وهو ما يخفض الكلفة الاجتماعية ويزيد الإنتاجية ويسهم في الإضاءة ودعم دور الشباب في المجتمع.

 

من أين جاءت فكرة إنشاء “ليوان”؟ تقول الطاهر إن “فكرة المشروع جاءت بعد أن أجمعت مؤسسات مجتمع مدني على أهمية توفير مكان مفتوح للتجمعات الشبابية، فبدأنا العمل عام 2018 بدعم من منظمتي “آكشن ايد” و”طمي لتنمية الموارد البشرية”؛ بهدف توفير مساحة للشباب من الجنسين ومن ذوي الإعاقة من الفئات العمرية 15-35 عاماً للتواصل والتشبيك بينهم والمؤسسات المختلفة، وتوفير الفرص التدريبية لهم.

وبخصوص موقع الشباب في خطة اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، أكد الناشط السياسي والشبابي، عبيدة فرج الله، وهو أحد أعضاء اللجنة، على أن تخفيض سن الترشح، شكل حالة جدل داخل اللجان التي انحاز بعضها إلى التخفيض لسن 25 عاماً للانتخابات البرلمانية وبعضها الآخر إلى سن 18 عاماً، معتبراً أن هناك عدم تناغم ما بين جيل الشباب والأحزاب الحالية القائمة من جهة، ومؤسسات الدولة من جهة أخرى.

 

وطالب فرج الله، الشباب، بتحويل القضايا والمشكلات والصعوبات الاقتصادية القاسية التي يواجهونها إلى مشروع وبرنامج سياسي، وهو الهدف الحقيقي من تمكين الشباب سياسياً، لكي يكون لهم دور جوهري في تحديد السياسات التي تعنيهم.

 

أما فيما يتعلق بالتغيرات التي رافقت مشاركة الشباب السياسية بعد عام على عمل لجنة تحديث المنظومة السياسية، فرأى الناشط الشبابي حمزة أبو الهيجاء أن تحفيز المشاركة السياسية والمواطنة الفاعلة لدى الشباب وتوفير البيئة الحاضنة يتطلب مراجعة لتشريعات وسياسات وبرامج وقوانين وشروط حاضنة لعمل الشباب العام؛ وذلك لإزالة الشكوك والهواجس حول جدية المرحلة المقبلة.

 

كما قال أبو الهيجاء، مؤسس مساحة زوايا الشبابية في محافظة إربد: “بدأنا بنادي كتاب ثم نادي أفلام والآن لدينا نادي للاجئين وصالون سياسي وناد فني، وذلك من أجل خلق مكان للشباب ليعبروا فيه عن آرائهم ببيئة حاضنة متفاعلة تستثمر الأفكار وتطور عليها، مشيراً إلى أن التحديات التي واجهتنا تمثلت بقلة المخصصات المالية، فالمساحة بحاجة إلى تكاليف تشغيلية كبيرة.

 

بين أحاديث المؤسسات وتركيزهم على أهمية الاشتباك الحقيقي مع الأحزاب، والمشاركة في الانتخابات والشأن العام بشكل عام، مع ضرورة تنسيق تلك المؤسسات فيما بينها لتكون جاذبة أكثر للشباب، حظيت إشكالية الأولوية ما بين تمكين الشباب سياسياً أو اقتصادياً بنقاش وحوار واسع في اللقاء التنسيقي، إذ تباينت الآراء وتنوعت، وكانت الخلاصة تتمثل في أن المسارين لا بد أن يكونا متوازيين، وأن الفصل بينهما غير ممكن.

 

بحسب الشباب، فإن المطلوب اليوم وجود مؤسسات فاعلة وقوية، تعلي صوت الشباب وتعكس روحه العالية ورغبته في المشاركة والمساهمة في البناء، مع أهمية إبراز هوية وبصمة الشباب المميزة في مناحي الحياة كافة، والتركيز على احتياجاتهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، بالإضافة إلى استمرارية عقد مثل هذه اللقاءات التنسيقية، والاستفادة من المقترحات والتجارب والدروس وعكسها على أرض الواقع من أجل التطوير وتجاوز التحديات والانتقال إلى مراحل جديدة متقدمة ذات آثار إيجابية على الشباب والمجتمع.