الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

ملاحظات وتوصيات حول تعزيز محلية العمل الإنساني

مشاركة

كلمة إيمان إسماعيل، ممثلة المجلس الدولي للوكالات التطوعية ICVA الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنسقة ICVA حول موضوع المحليّة في لقاء تعزيز محلية العمل الإنساني في الأردن

مساء الخير، السلام عليكم. اسمي إيمان إسماعيل ممثلة ICVA الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنسقة ICVA حول موضوع المحليّة. 

إنه لشرف عظيم أن أحييكم جميعًا في هذا الحدث الهام اليوم. كما يرغب المجلس الدولي للوكالات التطوعية (ICVA) أن يشكر أعضاء فريق منظمة النهضة (أرض) والتحالف الوطني الأردني (جوناف) الأساسي على جهودهم في تنظيم هذه الفعالية.

إنّ المجلس الدولي للوكالات التطوعية هو أقدم اتحاد عالمي تم إنشاؤه في عام 1962، ومن أهم نقاط القوة بالنسبة لنا هي أننا نمثل أعضاءً متنوعين من المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية وشبكات المنظمات غير الحكومية ، لذا، فنحن نقدّر بشدة فرصة جلب المدخلات الخاصة بوجهات النظر العالمية، والإقليمية، والداخلية للنهوض بالحوار حول المحليّة.

 لقد كانت منظمة النهضة (أرض) واحدة من الأعضاء النشطين للغاية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في المشاركة في مختلف المنصات الإقليمية والعالمية لنقل رسائل حول قدرة الجهات الفاعلة المحلية، والدعم اللازم لإشراكهم بشكل أفضل في دور القيادة وصنع القرار. تتعاون منظمة النهضة (أرض) وICVA في فرص مختلفة لتعزيز أعمال التحالف الوطني (جوناف) ولتوفير الدعم اللازم لتوسيع نطاق استجابة التحالف الوطني (جوناف) لكوفيد-19.

نظرًا لأن المجلس الدولي للوكالات التطوعية يعمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا،  فإنّ المحليّة في صميم إستراتيجيتنا، وقد ركزنا على دعم تحالف المنظمات غير الحكومية المحلية والوطنية في سوريا، وتركيا، واليمن، وليبيا، والأراضي الفلسطينية المحتلة، والأردن في مجالات مختلفة تتعلق بالتنسيق المشترك، والحوكمة، والتخطيط الإستراتيجي، و عمل المناصرة المشترك على المستويين الإقليمي والعالمي. والتركيز أيضًا على إشراكهم في منصات إقليمية وعالمية مختلفة حتى يتمكنوا من مشاركة مدخلاتهم القيمة ومخاوفهم. لقد قمنا كذلك بتزويد منتديات المنظمات غير الحكومية المحلية بالدعم الفني والمالي بناءً على احتياجاتهم لأننا نعتقد حقًا أنّ تقوية تحالف المنظمات غير الحكومية المحليّة أمر حيوي لتعزيز دور الجهات الفاعلة المحلية.

لذا، أود مشاركة بضع النقاط والتوصيات بسرعة:

أولاً) الدور القيادي على مستوى التنسيق واتخاذ القرار

نتحدث باستمرار عن المحليّة في غرف خالية من الجهات الفاعلة المحلية، ولذا نحن بحاجة إلى التنفيذ والبدء من المستوى العالمي لإبراز العدد المتزايد من الجهات الفاعلة المحلية التي تساهم بشكل هادف على مستوى صنع القرار. وهذا لا يقل أهمية عن الدور الذي تلعبه الجهات الفاعلة المحلية في تحديد الاحتياجات على الأرض والاستجابة لها.. إنّ المجلس الوطني للوكالات التطوعية (ICVA) هو الرئيس المشارك للمجموعة الفرعية للنتائج الخاصة باللجنة الدولية المشتركة بين الوكالات والمعنية بالمحلية -وهي مجموعة عالمية نركز فيها بشكل رئيسي على تعزيز المشاركة الهادفة للجهات الفاعلة المحلية على مستويات التنسيق واتخاذ القرار وزيادتها. لذا، فإن المحليّة لا تتعلق فقط بالموارد والتمويل، بل بأهمية المشاركة وتولي الأدوار القيادية. إنّ العديد من المحادثات حول المحليّة تصبح ذات صدى مع تدفقات التمويل. أعتقد أنه يتعين علينا تجاوز رؤية المحليّة كقضية تشغيلية أو ثنائية بين الجهات الفاعلة الدولية والوطنية واتخاذ نهج أكثر شمولية.

النقطة الثانية) تفسير مختلف للمحليّة خاصة في ظل فيروس كوفيد-19:

فيما يخص المحليّة، فإنّ مفتاحها هنا هو الحصول على تعريف سياقي على مستوى الدولة وعلى مستوى المدينة الحضرية أحيانًا، باعتبار بلد ذي معايير ثقافية واجتماعية مختلفة من الجنوب إلى الشمال، ومن الشرق إلى الغرب، يتعين علينا أخذ هذا بالاعتبار كلما تحدثنا عن المحليّة، و أن نكون واعين بشأن المناطق المستهدفة والأشخاص. يجب أن أبدأ بالقول إنه لا يزال هناك الكثير من عدم اليقين حول فيروس كوفيد-19 وتأثيره على المنظمات غير الحكومية الدولية والجهات الفاعلة المحلية والتمويل في جميع أنحاء العالم.  منذ مدة ونحن نسمع أن التمويل سيتأثر وسيكون التأثير الأكبر أكثر وضوحًا للمضي قدمًا في عام 2021 وما بعده، قد تؤثر فترات الركود الاقتصادي، وتحديات التنقل، والتشريعات الجديدة على الطرق التي اعتادت المنظمات غير الحكومية العمل من خلالها.

نقطتي الثالثة تتعلق بـالفرص الجديدة الناشئة وسط التحديات الصعبة:

المزيد والمزيد من التركيز على المحليّة أكثر من أي وقت مضى. لم تقض الاستجابة لجائحة كوفيد-19 على العديد من التحديات التي نراها حول المحليّة ولكنها جلبتها إلى المركز وجعلت الحديث عنها موضوعًا جذابًا للغاية. لقد أصبح الإدراك الذي نحتاجه ويجب علينا القيام به بشكل أفضل من مختلف الجهات المعنية الآن حقيقة واقعة، كيف يمكن ترجمة هذا الإدراك إلى عمل، هذا هو السؤال؟

أيضًا، بالنسبة للفاعلين المحليين أنفسهم الذين يدركون أكثر فأكثر حاجتهم إلى أن يكونوا ملحقين بشبكة تنسيق، أو منتدى، أو ائتلاف، فهذه هي إحدى الطرق ليكون لها تأثير أكبر على أعمال المناصرة المشتركة.

المشاركة المجتمعية والتنسيق مع السلطات المحلية ذات الصلة بكوفيد-19: هذا بُعد رئيسي يتعلق بالمحليّة التي تُشرك المجتمع، ولا يمكننا التحدث عن المشاركة الحقيقية دون التركيز على الشراكة العادلة، ومنح بعض القوة للناس، والتخلص من وصفهم كمستفيدين، أو المحتاجين بشدة لبناء القدرات باتباع نهج من أعلى إلى أسفل.

لدينا العديد من الأمثلة الجيدة على المشاركة المجتمعية وسط جائحة كوفيد-19 مثل ما يتعلق بالتوزيع، وإدارة حالة الاتصال، وحملات معالجة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وقضايا الحماية خاصة في وقت الإغلاق.

أخيرًا ، أود مشاركة مجموعة من التوصيات:

إلى المنظمات غير الحكومية المحلية والوطنية:  من الضروري تعزيز القدرة المؤسسية للمنظمات غير الحكومية الوطنية لتمكينها من المشاركة بشكل أكثر جدوى في الهيكل الإنساني الدولي. يتم تقليل القدرات المحلية وربطها بالقيود المالية وبأن تتمكن المنظمات غير الحكومية الوطنية من التغلب على هذه العقبات -لاسيما في مهام التنسيق والاتصال التي تحتاجها المنظمات غير الحكومية المحلية والوطنية لتحديد الأولويات واستكشاف فرص جديدة لحشد الأموال، ومواصلة المناصرة مع الجهات المانحة لتغطية هذه التكاليف في إطار كل من المنح المباشرة وغير المباشرة.

للمانحين

  • توفير التمويل للمنظمات غير الحكومية لدعم بناء القدرات، ومهارات الاتصال، ودعم المشاركة في هياكل التنسيق.
  • ضمان توجيه جزء من محافظ المانحين إلى المنظمات المحلية والوطنية، واستكشاف الفرص لتوفير تمويل مرن متعدد السنوات لضمان استدامة مشاريع وقدرات المنظمات غير الحكومية واستمراريتها.
  • أيضًا، أخذ توفير أموال غير مقيدة مباشرة أو غير مباشرة التي يمكن أن تستخدمها المنظمات غير الحكومية لتمكينها من تعزيز أنظمتها والمشاركة بشكل أكثر جدوى في منصات التنسيق الإنسانية الدولية بالاعتبار.

إلى وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية:

  • ضمان التخصيص والتكوين المناسبين للمقاعد في المنتديات الإستراتيجية الرئيسية، ومنتديات صنع القرار، بما في ذلك مجموعة العمل والمجموعات و الفريق القطري للعمل الإنساني.
  • اتخاذ خطوات لخلق بيئة تكون فيها الهياكل الإستراتيجية وهياكل صنع القرار أكثر سهولة وشاملة للمنظمات غير الحكومية الوطنية. أخذ عقد اجتماعات باللغة المحلية أو توفير الترجمة الفورية (عند الاقتضاء) للتغلب على حواجز اللغة وتشجيع مشاركة أكبر من قبل ممثلي المنظمات غير الحكومية في الاعتبار. أيضًا، لضمان حصول الشركاء الوطنيين على فرص ووقت كافيين للمساهمة في جداول الأعمال لضمان أن الاجتماعات ذات صلة بالمنظمات غير الحكومية ولا تعكس المصالح الدولية فقط.
  • الاستثمار في قدرات المنظمات غير الحكومية الوطنية كجزء من أنشطة التأهب والإنعاش المبكر. لا تقتصر المحليّة على حالات الطوارئ وأثناء الاستجابة الإنسانية، قد توجد فرص أكبر للقيام بهذه الأنشطة خلال المراحل غير الطارئة. جزء من نهج نيكسوس وهناك فرصة كبيرة للاستفادة من أموال التنمية.

مرة أخرى، شكرًا جزيلاً لكم على هذه الفرصة العظيمة.