هذه هي ورقة الإحاطة والتأمل الثانية التي نُصدرها حول الوكالات الوسيطة، وهي تساهم في التأمل النقدي المستمر في قطاع المساعدات. خضعت سلوكيات وكالات المعونة الدولية التي تعمل كوكالات “وسيطة” لتمرير التمويل إلى الجهات الفاعلة المحلية والوطنية للتدقيق، نظراً للالتزامات الدولية بدعم الجهات الفاعلة المحلية والوطنية وتعزيزها على نحو أفضل. وتعمل عدة منظمات غير حكومية دولية على تطوير سياساتها الخاصة بـ”محلية العمل الإنساني” و”الشراكة”، و”مكافحة العنصرية” و”إنهاء الاستعمار” في بعض الأحيان.
تتناول الورقة الأولى بعنوان “المنظمات الوسيطة تحت دائرة الضوء. لماذا؟” معنى الوكالة “الوسيطة” والأسباب التي تدفع “الجهات المانحة الرئيسية” أو “شركاء التمويل” إلى استخدامها. إن معظم المنظمات التي تلعب دور الوساطة فيما يخص أموال المساعدات هي منظمات دولية، ولكنها قد تكون وطنية كذلك. كشفت الورقة الأولى أيضاً عن الآلية التي تضيف بها الوكالات الوسيطة القيمة إلى الجهات الفاعلة الوطنية والمحلية التي تمرر إليها المنح الفرعية إضافة إلى إساءة استخدام سلطتها ضدها أيضاً. كما ذكرت أن المنظمات الوسيطة تتخذ عدة خيارات حول طريقة تعاملها مع دورها في “الوساطة”: فهل تنظر إلى نفسها على أنها مجرد أدوات تنفيذية لخطط الجهة المانحة، فتمارس الضغط على الجهات الفاعلة الوطنية والمحلية للامتثال لتلك الخطط؟ أم هل ترى بأنها في المقام الأول داعم للجهة الفاعلة المحلية والوطنية يقاوم مطالب الجهة الممولة غير المجدية؟ هل ترى بأنها بمثابة وسطاء يحاولون إدارة، إن لم يكن حل، التوترات والتناقضات بين أفكار الجهة المانحة ومتطلباتها وأفكار الجهة الفاعلة المحلية والوطنية وقدراتها؟ هل ترغب في الحفاظ على دور الوساطة هذا جراء كونه نموذج أعمال صالحاً يمنحها قدراً كبيراً من السلطة والموارد؟