الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

مشاريع اللاجئين في ظل الكورونا… عقبات جديدة لا بد من تجاوزها سلسلة أنا لاجىء في زمن الكورونا

مشاركة

المخاطر والنكسات غير المتوقعة قد لا تفاجئ اللاجئين الذين يحاولون إعادة بناء أعمالهم في البلدان المضيفة، ذلك أنّ الصعوبات التي واجهتهم مع خسارتهم مشاريعهم في بلدانهم زودتهم بالصبر والتقبّل لواقع الحال، ولكن لا يعني هذا أنّ اليأس لن يصيبهم فمواردهم لا تحتمل هذه التغيرات الاقتصادية بسبب الكوارث المتتالية، خاصةً تلك التي بدأت خطواتها الأولى مع بداية هذا العام.

يُذكر أنّ الحكومة الألمانية أقرت مساعدات سريعة مبدئية تغطي تكاليف المشاريع الصغيرة لمدة ثلاثة أشهر ويمكن التقديم والحصول عليها بأقل من ثمانية أيام، وذلك بحسب غرفة الصناعة والتجارة الألمانية.

ومع التغيرات العديدة لقرارات الدعم في ألمانيا والتي تحاول الحكومة فيها أن تصل إلى أكبر قدر من المستفيدين، حصلت حالات خداع في تقديم الطلبات في ولاية شمال الراين بحسب الشبكة الإعلامية لغرب ألمانيا WDR ما عقّد أمور التقديم على المساعدات. إضافةً إلى أن الكثير من المشاريع الناشئة لا تندرج تحت أي خطط إنقاذ أو مساعدة.

حسام صاحب محل حلاقة في ألمانيا، على الرغم من كونه كان يعمل حلاقًا في العراق؛ إلا أنه احتاج إلى إكمال تدريبٍ مهني كلفه ثلاث سنوات للحصول على شهادة تؤهله فتح محله الخاص. أُجبر حسام على إغلاق محلّه بسبب الحظر، وقال إنه لا يستطيع الحصول على المساعدات التي خصصتها الحكومة لأصحاب المشاريع الصغيرة لأنها لا تشمل من أطلقوا أعمالهم هذا العام، وعندما حاول أن يسأل عن حلول أخرى نصحه البعض باستخدام خبير مالي، ما وجده حسام أمرًا مضحكًا إذ إن هذا الخبير يحتاج 4 آلاف يورو ليساعده في إيجاد حلول لمحله الصغير.

وعند سؤالنا عما إذا ما كان يمكن لمكتب العمل في ألمانيا المساعدة قال حسام: “طالبوني بمحاولة التقدّم للمساعدة باستمرار لأن ما يحدث جديد تمامًا، وهناك تغييرات مستمرة بالقوانين”.

مصطفى الحمصي صاحب محل بقالة افتتحها حديثًا في إحدى حارات كولونيا، قال إنه يستطيع إغلاق محلّه والتقديم على المساعدة لأن المحل ما يزال جديدا وليس له زبائن دائمين كالمتاجر الكبيرة. إلا أنه رفض إغلاقه لأنه شعر بكيانه مع هذا المشروع الصغير، يقول مصطفى: “لا يمكنني أن أغلق متجري بعد أن غمرتني السعادة بقدرتي على الاستغناء عن مساعدة الدولة وبداية مشروعي الشخصي”. وتابع مصطفى أنهم تعودوا كسوريين على المصائب وهذا لن يمنع استمرارية عملهم ما دام ذلك مسموحًا.

وقال الحمصي إنّ عمله وإن كان قليل الإيرادات حاليًا، إلا أنه يسمح بالتواصل مع الآخرين، ما يساعده على تمضية وقته.

بعض الفنانين الذين تقدّموا لمنح تخص مشاريعهم الفنية لا يعرفون مصيرها حتى الآن رغم أن معيشتهم تعتمد عليها. يقول أحد الفنانين السوريين الذي فضّل عدم ذكر اسمه، إن التواصل حول مشروعه الذي نال موافقة على تمويله من منظمتين ثقافيتين في ألمانيا وبلجيكا قد توقف، وذلك بعد أن كان قد فرّغ وقته للمشروع الذي يمكن له إنتاجه دون الحاجة إلى الخروج من المنزل. وهو الآن لا يستطيع العمل على أي جزء من المشروع إذ إنه في انتظار أي رد من المؤسسة، كما أن التأخير هذا يؤثر على دخله والمساعدين له. مضيفًا تخوفه من استمرار التعقيدات البيروقراطية بسب بظروف الحجر ما قد يعني ضربة قاسية له ولغيره من الفنانين، والكتاب، والمترجمين الموجودين في أوروبا.

تسارِع المنظمات الثقافية في هذا الوقت لمساعدة الفنانين المستقلين في محنتهم هذه لإيصال الدعم الذي تخصصه الحكومة الاتحادية في ألمانيا على سبيل المثال. كما خصصت العديد من المنظمات العربية مشاريع دعم للفنانين أو قامت بالتعديل على برامجها إضافة إلى توفير الدعم القانوني والحقوقي، حيث أطلقت مؤسسة نورس ومؤسسة اتجاهات – ثقافة مستقلة برنامج سند، وهو برنامج الدعم الحقوقي والقانوني للفاعلين في مجالات الثقافة والفنون في ألمانيا.

ربما يستطيع هؤلاء اللاجئين الذين تضررت مشاريعهم في أوروبا أن يستفيدوا من إعانات البطالة ما يخفف عنهم هموم الحاجات الأساسية، والذي حتى وإن لم يخفف عنهم الانكسارات بعد العمل الجاد الذي قاموا به ليعيدوا بناء حياتهم من الصفر، إلا أنّ التكافل المجتمعي والحكومي يمنح الأمل بانتهاء هذه الأزمة والعودة للحياة الطبيعية التي أعلنت عدة دول أوروبية العودة إليها تدريجيًا مؤخرًا.