في العام 2023، ومستمرين في العام الحالي، نظل نشهد خسائر هائلة بين أطفالنا، خاصةً في قطاع غزة. إنهم يتعرضون لأحداث وصدمات مؤلمة للغاية، تتسم بالدمار الواسع، والهجمات المتواصلة، والتهجير، والنقص الحاد في الضروريات الأساسية مثل الغذاء والماء والدواء.
فمنذ ثلاثة عشر أسبوعًا؛ ما يزال يشهد القطاع دماراً وانتهاكاً لحقوق الأطفال، وقصفاً للمدارس والبيوت والمستشفيات، والجوع والعطش، والبرد، والخوف والموت من كل جانب، فبترت أطرافهم بدون تخدير، وأغرق الدم وجوههم البريئة، وسط خرق كل اتفاقيات حقوق الطفل والإنسان، وتجاوز المواثيق الدولية في هذا السياق.
في الحرب الأخيرة، تخطى الاحتلال الإسرائيلي المحظورات عبر استخدامه أسلوب الحصار العسكري، فضلاً عن حظر وترهيب السكان المدنيين وممارسة العقاب الجماعي. لكن الأكثر أهمية ما نصت عليه اتفاقيات جنيف 1949 وبروتوكولاتها الإضافية ونظام روما الأساسي على أن «الاستخدام المتعمد لتجويع المدنيين باعتباره أسلوبًا من أساليب الحرب»، وخصوصاً ما ورد في المادة 6 والمادة 7 منه، والتي ضرب الاحتلال الإسرائيلي به عرض الحائط في حصاره المفروض على غزة منذ بداية الحرب.
وهنا؛ ندين إبادة الأطفال الفلسطينيين على يد الاحتلال، ومنع الماء والغذاء والدواء عنهم، وقصف المستشفيات، وسط صمت صناع القرار، وفشل الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، وخاصة المادة (38) التي تتعهد فيها الدول الأطراف باحترم قواعد القانون الإنساني الدولي المنطبقة عليها في المنازعات المسلحة وذات الصلة بالطفل، وأن تقوم دول الأطراف وفقاً لالتزاماتها بمقتضى القانون الإنساني الدولي بحماية السكان المدنيين في المنازعات المسلحة، واتخاذ جميع التدابير الممكنة عملياً؛ لضمان حماية ورعاية الأطفال المتأثرين بنزاع مسلح.
خلقت هذه الحرب ظروفَا معيشية مستحيلة لأطفال غزة نتيجة القصف الإسرائيلي بالأسلحة المحرمة دوليًا، مما يفقد الأطفال حياتهم ومستقبلهم وقدرتهم على التنفس، تاركةَ جرحى وأيتام يخضعون لعمليات جراحية دون تخدير أو رعاية طبية مناسبة، وسط انقطاع مظلم عن الإنترنت والكهرباء، حتى بلغ الأمر أن أهالي أطفال غزة يكتبون أسماءهم على أذرعهم أو أرجلهم حتى يمكن التعرف على جثثهم في حال موتهم.
إن ما يحدث مع أطفال فلسطين يمثل تهديدًا حقيقيًا لحياتهم الآن، وعلى المدى الطويل، وعلى مختلف الأصعدة الجسدية والنفسية والاجتماعية، والتي ستودي بإضعاف وجرح وقتل آلاف الأطفال الآخرين.
إن مهمة المجتمع الدولي اليوم “الضغط على صناع القرار والحكومات” بتحمل مسؤولياتهم لحماية الأطفال الذين يواجهون وحشية غير طبيعية تحولهم إلى أشلاء مجهولة، خصوصاً أن كافة المواثيق الدولية نصت على حظر تعرض أي طفل للموت العنيف أو الإصابة فى النزاع المسلح أو المجاعة، بغض النظر عن المكان الذي ينتمي إليه.
في هذا الصدد، نرفض كمجموعة من الفتيات والشابات هذا العدوان الغاشم على الأطفال والمدنيين ونطالب، بـ:
1- وقف إطلاق النار بشكل فوري وغير مشروط، ووقف الاعتداءات والانتهاكات على المستشفيات والمدارس.
2- إدخال المساعدات الإنسانية والطبية وعدم اعتراض طريقها وضمان وصولها كاملة بأمان لكافة مناطق قطاع غزة.
3- توفير ممر آمن للمصابين والجرحى للسفر وضمان تلقيهم العلاج المناسب.
4- محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه وانتهاكه للمعاهدات والمواثيق الدولية وتفعيل العمل بآليات الأمم المتحدة لإنهاء الاحتلال ومسائلته عن جرائمه وضمان عدم التهرب من العقاب.
5- جمع التمويل اللازم لإعادة إعمار البيوت والمدارس والبنية التحتية في في غزة.
6- وقف التعاملات الاقتصادية والتجارية مع الاحتلال الإسرائيلي.
7- الإفراج عن الأطفال المعتقلين في سجون الاحتلال ومراكز التوقيف والتحقيق ومن يقضون اعتقالًا منزليًا.
8- إلغاء سياسات الفصل العنصري الممارسة في فلسطين.