بعد عقد سلسلة من تدريبات أنشطة تدريب المدربين، حصل المشاركون في مشروع: “تمكين بعضنا البعض: متحدون من أجل التغيير” والممول من الاتحاد الاوروبي، على مهارات وخبرات سلوكية مبنية على دعم المشاركة المدنية بين الرجال والنساء ودورها في تعزيز الحماية المجتمعية. وأدرك المشاركون أهمية تحقيق “العدالة في توفير الحماية الاجتماعية للجميع، وضرورة دعم المرأة لتكون رائدة وناجحة في الحملات والمبادرات المجتمعية والمشاركة الفعالة في الشأن العام”.
شارك شباب من محافظات عمان، مادبا، عجلون، الزرقاء، الكرك، الطفيلة، معان، البلقاء، وجرش في التدريبات، بالإضافة إلى مشاركين من مراكز الواحة التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في مخيمي الأزرق والزعتري، واكتسبوا مبادئ تدريب المدربين من مهارات ومعارف تعزز المشاركة المدنية وأطر الحماية الاجتماعية لهم ولمجتمعاتهم، وتحفيز دعم الرجال والنساء بعضهم بعضاً. ويمكنهم بفضل هذه المبادئ والمهارات كالاتصال والتيسير الفعال أن يكونوا سفراء في مجتمعاتهم عبر نقل المعرفة وتدريب الأفراد الآخرين والتفاعل الإيجابي والتعاون بشكل فعال.
ويسعى مشروع “تمكين بعضنا البعض” الذي يتم تنفيذه بالشراكة بين منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الأردن، وضمن مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي، إلى تزويد الشابات والشباب بالمعارف والمهارات ليصبحوا مدربين على المشاركة المدنية والحماية الاجتماعية في محافظاتهم، إلى جانب تبني السلوكيات الإيجابية، ورفع الوعي والمشاركة بين الرجال والنساء على حدٍ سواء.
وقام المتدربون والمتدربات بإطلاق مبادرة “معاً لتعزيز العدالة نحو مشاركة مدنية حقيقية: متحدون من أجل التغيير”، بهدف التواصل مع المجتمع المحلي، وزيادة الوعي لدى النساء بشأن أهمية المشاركة المجتمعية، حيث تم تحقيق ذلك من خلال استخدام النقاشات التفاعلية والأمثلة التوضيحية لتحسين فهم النساء للواقع الاجتماعي والمشاركة المدنية.
في حين قدمت المبادرة أنشطة خاصة لـ 1196 رجلاً وسيدة في المجتمعات المضيفة المستهدفة. وتعكس هذه المبادرات والتدريبات الأخرى التي أُقيمت خلال هذه الحملة، القدرة الكبيرة للنساء على تنفيذ المبادرات المجتمعية في مناطقهن، فضلاً عن تسليط الضوء على أهمية تحسين الظروف المعيشية والاجتماعية للنساء، بالإضافة إلى زيادة الوعي حول العدالة بين الرجال والنساء وأهميتها، وتأثير الموروثات المجتمعية على حياة الأفراد.
بشكل عام، تركت هذه المبادرة تأثيرًا عميقًا بين الشابات والشباب، حيث عزز الالتزام بالدفاع عن قضايا مجتمعاتهم والارتقاء بها. إذ أعربوا عن رغبتهم في إجراء مزيد من المبادرات التي تتضمن جلسات نقاشية حول مواضيع مختلفة، لا سيما استكشاف المشاركة السياسية المدنية لدى الشباب، خصوصاً أن هذه التجربة أدت إلى تغيير منظورهم تجاه القضايا المختلفة في المجتمع، على أمل أن يتركوا بصمة ذات مغزى.
ختاماً، أوصى المشاركون بضرورة تعزيز التدريب التكاملي، وتحدي الصورة النمطية، وتعزيز قدرات النساء والرجال جنباً إلى جنب، مع توليد أفكار قابلة للتطبيق لتحسين تدريبات منظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى توفير تدريبات متخصصة في المناصرة وكيفية قيادة هذه الحملات، وإجراء المزيد من الدورات التوعوية والتدريبية حول موضوع المشاركة المدنية وأشكالها في حياتنا، مع التركيز أيضاً على العمل التطوعي بين الشباب لصقل وتطوير مهاراتهم وشخصياتهم، وصولاً إلى ضرورة المشاركة المدنية النشطة في المناطق الأقل رعاية، والحاجة إلى تعزيز مبادرات الحماية الاجتماعية ودعم مشاركة المرأة في الجمعيات المحلية والأنشطة الخيرية.