على مدار خمس سنوات، أظهرت جمعيات محلية جهود متميزة ومقدرة عالية على تلمس احتياجات مجتمعاتها، والعمل بحرفية عالية، خصوصاً بما يتعلق بتوزيع المساعدات، والالتزام بتطبيق معايير العمل الإنساني، إضافة إلى الوصول للمستفيدين مثل كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، الأمر الذي حقق أثراً طيباً في نفوسهم.
فخلال شهر رمضان المبارك، وغيره من المواسم الطارئة كفصل الشتاء، والأعياد، أو في الأزمات، تظهر خطط استعداد هذه الجمعيات بالاستجابة وتقديم المساعدات، بالتعاون مع منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) المنسق العام للتحالف الوطني الأردني (جوناف)، وبدعم منظمة الإعانة الإسلامية- فرنسا، وشراكة وزارة التنمية الاجتماعية والهيئة الخيرية الهاشمية، والشركاء من القطاع الخاص.
مؤخراً؛ وفي أواخر رمضان وقبيل عيد الفطر السعيد، ولمساندة الفئات الأكثر احتياجاً من أردنيين ولاجئين، ولضمان تحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية وتعزيز روح التكافل بين الأفراد، واستمراراً لجهود تحالف (جوناف) الإغاثية، أنهت أربع جمعيات توزيع مساعدات مالية وكوبونات غذائية لـ(400 عائلة) بواقع كوبون واحد لكل أسرة توزعت في أنحاء مختلفة من المملكة، وعلى النحو التالي: “خولة بنت الأزور” في الزرقاء، “خطوة أمل” في إربد، “أبو علندا للتنمية الاجتماعية” في عمان، و”رعاية الطفل” في المفرق.
وبكلمات مؤثرة عبر المستفيدين عن تقديرهم لهذه المساعدات، وخاصة أنها جاءت في الأسبوع الأخير من شهر رمضان .. “اجا بوقته هالكوبون علشان الواحد يقدر يعيد.. الله يفرحكم مثل ما فرحتونا والله أحلى عيدية”.
وحول الأثر الكبير لهذه المساعدات على الأفراد، أكد رئيس جمعية أبو علندا التي تأسست عام 1988، وعضو الهيئة الادارية لاتحاد الجمعيات الخيرية في عمان، د. عبد الإله الحنيطي، على الحاجة المستمرة لمزيد من الدعم والتكافل الإنساني خاصة في شهر رمضان، مبيناً أن الناس يتطلعون فيه لسد احتياجاتهم والتخفيف من معاناتهم، فهو يمثل موسم التراحم والتكافل والجود والعطاء، ما يزيد تعلق الأسر الفقيرة والمعوزة والأيتام بمؤسسات العمل الخيري.
فيما أوضحت رئيسة جمعية خطوة أمل، المهندسة مي أبو عداد، أن هناك احتياجات كثيرة للأسر تزيد يوماً بعد يوم ومصاريف الشهر الفضيل أكثر من الأيام العادية، لذلك من الضروري استدامة دعم المؤسسات الإغاثية والجمعيات الخيرية، لما لها من أثر مهم على المجتمع المحلي. وأشارت إلى أن الجمعية ومنذ تأسيسها عام 2014 تتلمس في كل يوم حاجة الناس للمساعدة والدعم.
وهنا؛ تشيد النهضة العربية (أرض) بدور الجمعيات المحلية الأقدر على تلمس احتياجات مجتمعاتها. وتؤكد على ضرورة تقديم الدعم للجهات الفاعلة الوطنية وتمكينها للاستعداد للتعامل مع أية تداعيات طارئة أو موسمية والوصول لكافة محافظات المملكة، تزامناً أيضاً بالتأكيد على دور الحكومة ومجتمع المانحين الدوليين في خلق بيئة مواتية تدعم المجتمع المدني المحلي وتسانده.
كما تقدر تعاون كافة الشركاء الداعمين للمشاريع الإغاثية التي لا تزال مهمة نظراً للاحتياجات المتزايدة للمجتمعات المتضررة من الأزمات المتتالية التي تشهدها المملكة والمنطقة بشكل عام.
بدوره، اعتبر رئيس جمعية رعاية الطفل الخيرية التي تأسست عام 2000، فارع المساعيد، أن المساعدات الموسمية تعد بمنزلة “شريان حياة حيوياً” للأسر، مطالباً بمزيد من التعاون بين كافة الجهات المحلية والخارجية للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأفراد.
وتتفق مديرة جمعية خولة بنت الأزور، كفاح غنام، مع كافة الطروحات السابقة، وتشدد على مدى أهمية إدخال الفرحة على قلوب العائلات الأقل رعاية، سواء عبر مبادرات إنسانية تتنوع بين تنظيم موائد إفطار لعابري السبيل، وتوزيع المواد التموينية قبل الشهر وخلاله، بالإضافة إلى جمع وتقديم المساعدات الغذائية، وهو ما يزيد المجتمع تماسكاً وألفة.
ختاماً، تتطلب جهود الجمعيات المحلية والتعاون الذي تبديه المؤسسات الحكومية من وزارات وكوادر لضمان وصول المساعدات لمستحقيها، المزيد من التعاضد وتفعيل محلية العمل الإنساني والتكاملية بين دور المجتمع المدني والحكومة والجهات المانحة، إلى جانب بناء قدرات العاملين في تلك الجمعيات وتطوير مهاراتهم، وتعزيز قدراتهم بالوصول إلى الفئات الأقل رعاية والأكثر احتياجاً في مجتمعاتنا.