الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

اسمعوا الشباب.. نداءات لفهم المتغيرات الجيوسياسية العربية

مشاركة

في موقف لا يحسد عليه، يقف الشباب العربي حائرًا إزاء فهم التحولات التي تشهدها المنطقة العربية اليوم وتفسيرها، خصوصًا في ظل عدم وجود قوة عالمية منفردة واحدة.

في الوقت الراهن؛ تتجه بوصلة المنافسة الجيوسياسية إلى تعدد القوى الفاعلة، وقد بدت اتفاقيات السلام المبرمة أخيرًا بين الإمارات والبحرين مع الاحتلال الإسرائيلي، وبرعاية أمريكية، أكبر المحطات في التسريع بتلك التحولات على الساحتين الدولية والعربية.

تساؤلات ومخاوف عديدة يطرحها الشباب العربي حول مستقبل المنطقة، في محاولة لفهم بوادر التغيير التي طرأت على النظام الدولي، والذي ترسخ بشكله السياسي والأمني والاقتصادي بعد الحرب الباردة.

أزمات متتالية شهدتها المنطقة خلال الأعوام الماضية؛ كالأزمة الخليجية التي اندلعت مطلع حزيران/يونيو2017، وتصاعد المؤثرات في المشهد الإقليمي العربي التي بدأت في السودان منتصف كانون الأول/ديسمبر 2018 لتليها الجزائر نهاية شباط/فبراير 2019، ثم احتجاجات العراق، فلبنان منتصف تشرين الأول/أكتوبر من ذات العام، فضلًا عن بعض الإضرابات التي شهدها الأردن، وأخيرًا إيران.

كل ذلك، يضعنا أمام ضرورة استقراء آراء “جيل الشباب” في تلك الأزمات الماثلة أمامهم اليوم، في تأكيد لحجم الوعي والثقافة والتطور لدى هذا الجيل الذي لا بد له أن يعي طريقه الصحيح نحو الفعل والتغيير والمطالبة.

“هناك سياسات دولية جديدة تحاول تنفيذ مصالح دول على حساب دول وشعوب أخرى، وهناك استهداف واضح في تحويل دول عربية قوية إلى دول ضعيفة عبر أسلحة وأدوات متعددة”، بهذه الكلمات لخص الناشط السياسي ليث العزة رؤيته لما يحدث في المنطقة.

يقول العزة: “الحديث عن تقسيم المنطقة العربية ورسم حدود دولها من جديد، على أساس المذهب والعرق، يتزامن مع تصاعد قوة الإرهاب المدعوم بالعنف والصراعات والاختلافات المذهبية والطائفية، بعد أن فقدت العديد من الدول الكثير من سيادتها وأراضيها وأصبحت غير قادرة على مجابهة سطوة القوى الإقليمية والدولية”.

وبتنهيدة ظاهرة، لا يرى العزة “بارقة أمل” لنهضة عربية مرتقبة. فالنهضة، وفق رؤيته، تحتاج إلى سيادة وقدرة على المجابهة، لا أن نضيف مزيدًا من الأزمات داخل البيت العربي.

ولا يختلف الناشط الشاب علي القضاة عن العزة، الذي أكد أن ما نمر به من تحولات وأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وتنموية في أغلب دول العالم العربي، يعود إلى “ضعف الإدارات العربية”.

ولاحظ القضاة أن النهضة العربية بمفهومها التنموي قد تكون دخلت في حالة من “الركود”؛ لتأثرها بالأزمات الدولية والإقليمية المحيطة. لكنه يعتبر كذلك أن هناك “ضعفًا عامًا للقيادات السياسية في المنطقة العربية، وهو ما ينعكس سلبًا على إرادة الشعوب.

فيما ذهب الناشط والإعلامي إبراهيم الساحوري إلى أبعد من تلك الرؤية، لينتقد ما تقوم به بعض مراكز البحوث والدراسات ووسائل الإعلام، والتي تعمل وفقًا لأجندات سياسية معينة، وتمارس التضليل الإعلامي أو نشر بحوث وتقارير خاطئة عن الأوضاع الداخلية لبلدان المنطقة؛ بهدف التأثير على الرأي العام من الداخل بطريقة غير شفافة، ونشر الإشاعات والفوضى، وبصورة مخملية.

في عداد الأمنيات، يتمنى الساحوري أن تواجه الدول العربية تحدياتها الداخلية المتعددة الأمنية والاقتصادية والسياسية بوضع إستراتيجيات تعيد ترتيب تنظيم أوضاع الداخل، بحيث نصبح قادرين على التغيير والمواجهة.

الثابت أن؛ قواعد اللعبة تغيرت منذ اليوم، ومن الضروري أن يتم استيعاب الشباب في المجال العام، ما يدفع إلى ضرورة إدراك النخب الرسمية والسياسية أننا لسنا كما كنا في السابق، وأن لدينا تحركًا شبابيًا يحمل تفكيرًا جديدًا لمستقبل قد لا نلحق به لكثرة أزماته وتغيراته، الطبيعية وغير الطبيعية!