تبعاً للتدريب التعليمي التفاعلي للفتيات والشابات ضمن برنامج هي تقود؛ نفذت المشاركات مؤخراً خطة الدعوة الخاصة بهن، ومحاكاة وممارسة مهاراتهن في المناصرة والقيادة عبر إطلاق مبادرات حول قضايا مجتمعية متنوعة، والتشبيك مع جهات مختلفة.
وجرى تنفيذ البرنامج التعليمي، وفقاً لمذكرات تفاهم وقعتها منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، مع جمعيات ومبادرات ومنظمات تقودها النساء وبالتعاون مع الملتقى الحقوقي لقضايا الأسرة في لبنان، وجمعية أنا إنسان لحقوق المعاقين في الأردن، إضافة إلى مؤسسة مبادرة المحاميات المصريات في مصر.
وكانت المشاركات في “هي تقود” شاركن في جلسات توعوية وتدريبية وبناء قدرات استمرت لـ 4 أشهر، وذلك لمساعدتهن وتحفيزهن على التفكير وتحديد المجالات التي يمكنهن من خلالها إحداث التغيير وصنع القرار فيها داخل مجتمعاتهن، حيث من المتوقع قيام المشاركات لاحقاً بعمل مجموعات ومبادرات مناصرة حتى بعد انتهاء البرنامج.
وبالتعاون مع منظمة “أنا إنسان” الأردنية، تم تنظيم لقاءات، أشرفت عليها الناشطة في مجال حقوق الإعاقة، العين آسيا ياغي، لمناقشة القوانين والاتفاقيات المحلية والدولية المتعلقة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وحضره 22 مشاركاً، فضلاً عن عقد تدريبات حول “اتيكيت التعامل مع ذوي الإعاقة” بمشاركة 17 مشاركاً. كما أتيحت الفرصة للمشاركات بتبادل الأفكار حول خطة المناصرة الخاصة بهن، وتحديد الأهداف الشخصية والمهنية وتنمية مهارات الاتصال لديهن، فضلاً عن حضور جلسة نقاشية بشأن الاستعراض الدوري الشامل، الذي أنشأته الجمعية العامة للأمم المتحدة ويهدف لحث الدول على تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها ودعمها وتوسيع نطاقها في كل بلد.
أما في مصر؛ وبالتعاون مع “المحاميات المصريات”؛ فتم تنظيم طاولة مستديرة جمعت 10 مشاركين مع أعضاء البرلمان المصري والناشطين في حقوق الإنسان، لمناقشة قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث تناولت تعديلات قانون الإعاقة، وتجارب دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في الأعمال الفنية والوظائف، والتحديات الشخصية للاندماج المجتمعي، وجهود المجلس القومي للمرأة لدعم النساء ذوات الإعاقة. كما ركزت الطاولة على كيفية تنفيذ خطة المناصرة للمشاركات، وذلك من خلال إنتاج فيلم رسوم متحركة قصير يسلط الضوء على احتياجات وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في مصر.
فيما حصلت المشاركات في لبنان على فرصة الجلوس مع أصحاب المصلحة، بما في ذلك محامون خبراء ومتخصصون في قضايا حضانة الأطفال، وذلك بعد دعوة منتدى حقوق الأسرة لهن لمناقشة قوانين الحضانة والتحديات التي تتعلق في هذه القضية، والحصول على رؤية لقصصهن واحتياجاتهن للمضي قدماً في تطبيق عملي للمهارات المكتسبة حديثا في مجال المناصرة والقيادة. و في نهاية هذه الأنشطة تم إطلاق فيديو توعوي يسلط الضوء على قضية الحضانة في لبنان و تأثيرها على الصحة النفسية على الطفل والوالدين.
وتعقيباً على أهمية هذه المبادرات، أوضحن المشاركات في كل من مصر والأردن ولبنان، أن المبادرات التي خرجن بها تهدف إلى تحقيق تغيير إيجابي في المجتمعات من خلال دعم القضايا الاجتماعية وتعزيز التفاعل الاجتماعي، حيث ساهم البرنامج – بحسبهن- في تطوير “مهاراتهن القيادية وتوسيع فهمهن للقضايا الاجتماعية. مطالبات بـ”مزيد من فرص التدريب وتبادل الخبرات مع قادة مجتمعين، وإلى دعم مستدام وفرص للتوعية للتأثير بشكل فعّال في المجتمع”.
وأكدن على أن أهمية المبادرات تتمثل في أشياء عديدة، أهمها: أن يكون للفتيات أماكن رسمية يتحدثن من خلالها عن المرأة وقيادتها، وأيضاً التعلم على كيفية كتابة محتوى المناصرة والعمل على قضية معينة وإيصالها للناس بشكل صحيح. ولفتن إلى أن البرنامج عزز لديهن مهارات التواصل “مع الجهات المعنية التي نريد إيصال قضايانا لها، وفتح أمامنا الآفاق للتحدث عن قضايا الساعة وأهمها القضية الفلسطينية عبر وسائل التواصل الاجتماعي”.
يشار إلى أن برنامج “هي تقود” يهدف إلى دعم عدالة التمثيل بين الرجال والنساء للمشاركة بشكل أكبر في عمليات صنع القرار، من خلال أنشطة بناء القدرات التي تركز على زيادة فرص الفتيات والنساء بالحصول على التعليم وتنمية المهارات، وتعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة، وانخراطها في العملية السياسية، إضافة إلى بناء مهارات المناصرة، والتفاعل الهادف، وزيادة التوعية، وذلك عبر نهج تعاوني وشامل على المستويين الإقليمي والدولي.