تتابع منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) بكثير من الأسف والذعر التقارير الإعلامية التي أفادت باستشهاد 25 فلسطينيًا، من بينهم تسعة أطفال على الأقل، إثر غارات جوية شنتها الطائرات الإسرائيلية على غزة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وتأتي هذه الغارات الجوية في رد انتقامي على الصواريخ التي أطلقتها حركة حماس في أعقاب الهجمات الإسرائيلية العنيفة على المدنيين الفلسطينيين العزل، بمن فيهم أولئك الذين توافدوا لأداء الصلاة، في القدس يوم أمس الإثنين. كما بينت الأنباء إصابة أكثر من 300 فلسطيني بعد اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى، وإطلاقها الرصاص المطاطي، والقنابل الصوتية، والغاز المسيل للدموع على جموع المصلين فيه.
وإذ تدين منظمة النهضة (أرض)، وبأشد العبارات، الاعتداءات العشوائية على المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، في كل من غزة والقدس، والتعدي السافر للاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى والمصلين فيه، والاعتقالات الجماعية للمتظاهرين العزّل بمن فيهم العديد من الشباب والنساء، وغيرها من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وخاصة الحق في ممارسة العبادة منها، فإننا ندعو مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي ككل إلى اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لوقف هذه التجاوزات المستمرة، وتهدئة الأوضاع، وحماية المدنيين مع التأكيد على حرمة المقدسات في القدس والمصلّين فيها.
كما ندعو المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية إلى توسعة التحقيق الجاري في الوضع في فلسطين ليشمل الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة في كل من غزة والقدس، مع مطالبة وسائل الإعلام بوضع تغطيتها للأحداث الجارية في سياقها التاريخي والقانوني والسياسي الصحيح: أي ذلك المتعلق بالاحتلال الاستيطاني الاستعماري الذي أدى إلى تعرض الكثير من السكان العرب في فلسطين التاريخية للتطهير العرقي وبلغ أوجه متمثلًا في واقعٍ يعيشه هؤلاء السكان الآن إذ يشمل جميع السمات التي تميز أنظمة الفصل العنصري، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وندعو في منظمة النهضة (أرض) المجتمع المدني في المنطقة وخارجها إلى إعلاء صوته وإدانة الانتهاكات الأخيرة وتصاعد أعمال العنف الإسرائيلي ضد المدنيين والمصلين العزل في فلسطين المحتلة وخارجها بحزم ودون مواربة، وبأن يوظّف هذا المجتمع مكانته وجميع شبكاته وعلاقاته في دعم نضال الفلسطينيين لإنهاء الفصل العنصري والاحتلال الذي تمارسه إسرائيل ضدهم، مع تحقيق العدالة والمساءلة في كل من فلسطين والكيان الإسرائيلي.
كما نناشد أصحاب الضمائر الحية في جميع أنحاء العالم التعبير عن مواقفهم وآرائهم -وذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات الاتصال الأخرى- لمساندة الفلسطينيين ودعمهم في مسعاهم الحق لتحقيق العدالة.