في المركز الرئيس لمعهد العناية بصحة الأسرة، التابع لمؤسسة الملك الحسين، بمنطقة صويلح، شمال غرب العاصمة عمان، عيادات متخصصة يقودها فريق طبي على مستوى عال من الخبرة والحرفية، تقدم خدمات الرعاية الصحية الشاملة للأسرة وحماية الأطفال، وإعادة تأهيل الناجين من العنف، فضلاً عن إعطاء عدد كبير من الدورات والدبلوم المتخصص في مجالات مختلفة.
وفي إطار جهوده لتعزيز أطرة التعاون مع الجهات المعنية، قام التحالف الوطني لتعزيز مكافحة المخدرات في الأردن، التابع لمنتدى دعم قطاع العدالة في منظمة النهضة (أرض) بزيارة المعهد، الأحد 2 حزيران/ يونيو 2024، للنظر في جهودهم ومناقشة مشكلة المخدرات وارتباطها بالعنف الأسري وكيفية التعامل معها، وذلك بحضور الفريق الوطني للوقاية من العنف الأسري.
وأكد رئيس التحالف اللواء المتقاعد طايل المجالي، على أهمية تعاون مختلف الجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني للتصدي لظاهرة انتشار المواد المخدرة والمؤثرات العقلية بين شرائح المجتمع، خصوصاً في ظل المواجهة التي يخوضها الأردن ضد تجار ومروجي المخدرات.
فيما دعت مسؤولة الشبكات في النهضة العربية (أرض)، إيمان أبو قاعود، إلى صياغة استراتيجية وخطة عمل واضحة تعمل على الوقاية من خطر الإدمان وتعزيز الوعي بمخاطره، ورفد جهود التوعية والتثقيف والتوجيه بمخاطر المخدرات وطرق التعافي بين أفراد المجتمع.
وحول خدمات المعهد الذي تأسس عام 1989 والمشاريع الوطنية التي ينفذها، كشف مدير المعهد د. إبراهيم عقل، عن توفر عيادة لطب عام الأطفال، بالإضافة إلى عيادة طب الأسرة لصحة المرأة، والتي تقدم خدمات ومشورة تبدأ من سن المراهقة وما قبل الزواج، وتمتد إلى ما بعد الزواج، ويوجد في المعهد عيادة طب الأسنان التي تقدم الخدمات لجميع الفئات العمرية، وعيادة التغذية التي تقدم خدماتها خاصة للسيدات في مرحلتي الحمل وما بعده، وخدمات متعلقة بتنظيم الأسرة، والكشف المبكر عن سرطان الثدي، وفقاً لعقل.
كما ويقدم المعهد خدمات الإرشاد والمشورة النفسية والاجتماعية والعلاج الطبيعي لكل الفئات العمرية، فضلاً عن قسم التقييم والتشخيص وتطور الطفل، والذي يقدم خدماته للأطفال الذين يعانون من مشاكل ذهنية أو سلوكية، ومتابعة الحالات التي تحتاج إلى جلسات تربية خاصة؛ من صعوبات التعلم، وضبط السلوك، وتعديل وتصحيح مشاكل النطق.
بدوره، أوضح مدير مركز صويلح للتميز، د. حسين السالم، أنه بالإضافة إلى الخدمات التي يقدمها المعهد من خلال مراكزه في عمان والمحافظات ومخيمات اللاجئين، يطلق سنوياً سلسلة طويلة من الأيام الطبية المجانية، التي تستهدف المناطق الأقل رعاية، وأيضاً تدريب المتخصصين في الرعاية الصحية الأسرية، وحماية الأطفال، وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة، وخدمات لإعادة تأهيل الناجين من العنف، ويتعامل عبر خبرائه المختصين مع مئات الحالات التي تأتي من دول مجاورة عايشت أزمات، مبيناً في ذات الصدد أن المعهد يعقد أيضاً مئات الدورات في مجالات مختلفة، منها متخصصة تمنح دبلومات تدريبية مصادق عليها من وزارة التعليم العالي.
ختاماً؛ شدد أعضاء التحالف خلال نقاشاتهم على ضرورة توجيه رسائل توعوية للأسر والمدارس والجامعات لتجنب الوقوع تحت تأثيرات المواد المخدرة والمؤثرات العقلية بشكل عام، فالمخدرات حرب كبيرة ومدمرة على كافة الأصعدة الشخصية والأسرية والمجتمعية والمحلية والدولية، وتتطلب، بحسبهم، تعاوناً كبيراً من كافة المؤسسات، والأهم إجراءات شاملة ومكتملة الجوانب من ناحية التصدي لتهريبها وتشديد العقوبات بحق المروجين أولاً، وثانياً إعادة التأهيل النفسي والروحي للمدمنين، وصولاً إلى ضمان الرعاية اللاحقة لهم.
