“شعرت أن المهارات والأدوات التدريبية التي تلقيناها؛ مثل العصف الذهني، والعاب التحفيز، والتدريبات العملية المباشرة، أكسبتني خبرة عملية إضافية، خاصة فيما يتعلق بمراحل تصميم المبادرات المجتمعية التوعوية، وكيفية تحفيز المرأة والشباب على المشاركة المدنية في المجتمع”. بهذه الاستفادة خرج الشاب عبد الرحمن الطراونة، إلى جانب العديد من الشباب بعد تلقيهم مهارات وخبرات سلوكية لتعزيز أسس وأطر الحماية الاجتماعية من خلال دعم المشاركة المدنية للنساء.
من هذا الإدراك لأهمية مشاركة النساء في الحياة العامة ودورها في مخيمات اللاجئين والمجتمعات المضيفة، وتعزيز حمايتهن الاجتماعية وأمنهن، والمساعدة في إنشاء بيئة داعمة لهن، فضلاً عن تبني السلوكيات الإيجابية ورفع الوعي والمشاركة بين الرجال والنساء على حدٍ سواء، زودت منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، وبشراكة استراتيجية مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في الأردن، شابات وشباب ضمن مشروع “تمكين بعضنا البعض” العديد من المعارف والمهارات ليصبحوا مدربين على المشاركة المدنية والحماية الاجتماعية في محافظاتهم.
فيما اكتسب الشباب المشاركين في كل من: “عمان، مادبا، عجلون، الزرقاء، الكرك، الطفيلة، معان، البلقاء وجرش”، ومراكز الواحات في مخيمي الأزرق والزعتري، مبادئ تدريب المدربين من مهارات ومعارف تعزز المشاركة المدنية وأطر الحماية الاجتماعية لهم ولمجتمعاتهم، وتحفيز دعم الرجال والنساء لبعضهم البعض في هذا السياق، بالإضافة إلى مهارات الاتصال والتيسير الفعال، بما يمكنهم من نقل المعرفة وتدريب أفراد آخرين ضمن مجتمعاتهم.
وتحت شعار وحملة “متحدون من أجل التغيير”، ستوفر النساء والشابات المدربات تدريبات على المشاركة المدنية من أجل الحماية الاجتماعية لـ 728 امرأة في المجتمعات المضيفة المستهدفة، بينما سيعمل الرجال والنساء معاً على تقديم أنشطة خاصة لـ 420 رجلاً وامرأة في المجتمعات المضيفة المستهدفة.
وحول استفادة المشاركين من هذه التدريبات، أوضح الشاب زيد أبو زهرة أن المشروع وفر له فكرة أساسية حول التعامل مع العدالة الجندرية بأسلوب عقلاني ومنطقي بعيداً عن العاطفة، بالإضافة إلى مراجعة أرائه المسبقة التي قد تكون خاطئة وتعديلها، خصوصاً بما يتعلق بمواضيع مثل العنف والكراهية، متمنياً استمرار هذه التدريبات وتوسيع نطاقها.
أما المشاركة، نسرين الربابعة، فأكدت قيمة التدريبات بكسر الصور النمطية في حياتها، وأنها فرصة لتغيير نظرة المجتمع بخصوص المرأة من خلال تفعيل العقل واعماله في فحص ونقد ما يدور من حولنا، مبينة أنه “من المهم التفاعل بين الفكر والسلوك والمعرفة، ليكون عندنا تصورات أفضل تنعكس على حياتنا اليومية”.
ولم تتردد، ياسمين كريشان، بالتأكيد على ضرورة تشجيع النساء والفتيات على قيادة التغيير في مجتمعاتهن المحلية، ومساعدتهن ما في تجاوز الحواجز والعقبات التي تعيق مشاركتهن في الحياة العامة.