“يبدأ الأمان من تعليم الطفل أن يكون في بيئة آمنة. العلم النافع يتحقق بوجود مدارس صحية. المناخ التعليمي الجيد يؤسس لمهارات مهمة لدى الطالب، سواء في مراحله التعليمية الأولى في المدرسة، أو مراحله التعليمية الأكثر نضجاً واتساعاً في الجامعة”.
هذه الجمل المفتاحية كانت انطلاقة حديث خبراء في الشأن التعليمي والتربوي خلال اللقاء الحواري بعنوان: “مدارس آمنة لمستقبل أفضل”، والذي عقدته شبكة نساء النهضة في منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، بالتعاون مع التحالف الوطني لمستقبل التعليم في الأردن (نافع)، حيث ضم أخصائية التعليم في منظمة بلان انترناشيونال، سحر مطارنة، ومديرة برامج المدارس في الجمعية الملكية للتوعية الصحية، د.ريم جرار، والمرشدة النفسية خلود رفايعة، ورئيس قسم الإرشاد التربوي في وزارة التربية والتعليم، بسام الهباهبة، وأدارته مع المشاركين مستشارة برنامج التعليم في منظمة النهضة (أرض)، د. أسيل شوارب.
وأكدت مطارنة في اللقاء الذي يأتي ضمن إطار مشروع: “الاستثمار في المستقبل: تحسين سبل العيش والتعليم لفئات اللاجئين الأقليّة ضمن المجتمع في الأردن”، بالتعاون مع منظمة رؤيا أمل الدولية، وبتمويل من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية، على أهمية استدامة البرامج التوعوية والتدريبية في وزارة التربية والتعليم، خاصة وأنه سبق وجود برامج تدريبية للمعلمين تتعلق بالحماية والأمن للأطفال؛ ومثالاً على ذلك: (الفنون في حماية الطفل من الإساءة، وبرنامج حل النزاعات بطرق سليمة، وبرنامج أسس الديموقراطية حتى الصفوف الثلاثة الأولى.
وبينت الخبيرة أن الآمان في المدارس يتحقق من خلال مراعاة النمو العاطفي والاجتماعي والأخلاقي لدى الأطفال، ودعم السلوكيات الإيجابية، وتعزيز الثقة لديهم، منبهة إلى أن منظومتنا التعليمية بحاجة إلى برامج لتدريب المعلمين على كيفية “بناء الثقة” عند الطلبة بمساعدة الأهل.
وحول مبادرات الجمعية الملكية للتوعية الصحية، قالت جرار إن “الجمعية التي تأسست في العام 2005 بتوجيهات من جلالة الملكة رانيا العبد الله تهدف إلى زيادة الوعي الصحي وتمكين المجتمع المحلي من اتباع سلوكيات صحية، إذ تقوم بتنفيذ برامج تنموية لتلبية احتياجات المجتمع المحلي والأولويات الصحية الوطنية، وعلى رأسها برنامج الاعتماد الوطني للمدارس الصحية، وبرنامج فكر أولاً، وشباب من أجل الصحة، ومبادرة تحصين لوقاية الشباب من السلوكيات الخطرة والإدمان وغيرها من البرامج التي تعمل على ترسيخ مبادىء الصحة الوقائية.
وبحسبها؛ فإن المدارس الصحية، تعني الموقع الجغرافي للمدرسة، وتوفر البنية التحتية من إضاءة وساحات للعب ومختبرات ..إلخ، موضحة أن الجمعية بالتعاون مع جهات عديدة تعمل على التثقيف الطلاب بمهارات الشخصية المتعلقة بالصحة والسلامة العامة الصحي، وإجراء فحوصات دورية لهم، مما يؤكد على أهمية تفعيل دور الصحة المدرسية.
أما من ناحية اجتماعية، فرأت المرشد خلود رفايعة أن مفهوم الأمان واسع جداً وينظر إليه من زوايا متعددة، وهو ليس رفاهية وإنما احتياج، منبهة إلى أن الإساءة والتمييز يؤثران على التحصيل العملي للطلبة، مما يستدعي، بحسبها، أهمية تأهيل المعلم وتمكينه من التدريس باستخدام الأساليب الحديثة في التعليم، وتوثيق علاقة المعلم بولي الأمر، والطالب بالمشرف والإدارة المدرسية.
وبخصوص دور وزارة التربية والتعليم في هذا السياق، شدد الهباهبة على ضرورة توطيد العلاقة بين المؤسسات الأكاديمية والتربوية على صعيد دراسة وإثراء العلاقة التكاملية بين المرشد والمعلم، مع تنظيم الدورات التدريبية الهادفة لإكساب المرشد والمعلم المعارف والمهارات التي من شأنها تحقيق التعاون المطلوب داخل المدرسة، وعلى نحو يصب في مصلحة الطالب، وكذلك توفير المعايير المناسبة لتوضيح وضبط أسس العلاقة التكاملية، بين المرشد والمعلم والمدير وأولياء الأمور، مبيناً أن المملكة تحتوي على 8 ألف مدرسة، وما يقارب 10 الآف مرشد مدرسي، ونحو 150 ألف معلم.
إلى ذلك، جرت نقاشات متنوعة بين المشاركين في الجلسة، خلصت إلى حاجتنا للتركيز على الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال، والعمل مع الطلبة المتسربين من المدارس، وتوفير برامج للتنمية الاجتماعية والأخلاقية والعاطفية، وتعزيز الابتكاروتطوير استراتيجية وطنية خاصة بالتعليم بالتعاون مع كافة القطاعات، والنهوض بمكانة المعلم بشكل عام ورفع معنوياته لنجاح منظومة التعليم الشامل في المدارس والجامعات. وأيضاً حتى نكون في بيئة آمنة، يحب أن تكون المدرسة جاذبة ومحفزة، وبث الرسائل التوعوية للأهالي، والتركيز على تعليم اللاجئين والفئات الأقل رعاية.