مع انعقاد قمة المناخ COP 27 لهذا العام بمدينة شرم الشيخ المصرية، تتصاعد في هذه الأوقات المخاوف والتساؤلات لدى الناشطين في المجال البيئي تحديداً، حول مدى استجابة وتحمل كبار اللاعبين المتسببين للضرر الناتج عن تغير المناخ في الدول النامية.
ضمن هذا السياق، ولفهم تداعيات وأضرار التأثير المناخي على عالمنا، ولإثارة النقاش والتوصيات حول هذه القضية، عقدت منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، لقاء حواري ضم شباب وناشطين ومتخصصين بالبيئة والمناخ، بالشراكة مع مركز مستكة للتنمية والتدريب، ضمن فعاليات مقهى النهضة، يوم السبت 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، في إطار مشروع جيل جديد الذي يسعى للمساهمة في تدعيم المشاركة المدنية والسياسية للشباب والاستثمار بمستقبلهم عبر عدة أدوات من ضمنها الثقافة والفنون.
وفي وقت سابق، أطلقت المنظمة وبالتعاون مع (RNW Media) وبدعم من الحكومة الهولندية، مشروع “الأصوات الخضراء للشباب والشابات في العالم العربي”، والذي من خلاله نفذت المنظمة مسابقة تأهل فيها 10 شباب من دول المشروع (مصر، والأردن، ولبنان، وفلسطين واليمن والعراق) للمشاركة في شرم الشيخ، من ضمنهم أحمد الصفدي وفاطمة بن حمد من الأردن، كما تخللتها سلسلة من مختبرات السياسات ودورات في الإعلام.
وتحدث الناشط، محمد العشوش، حول مشكلة تتعلق بـ”مكب الغور” إذ يحتوي على مخلفات طبية وزراعية ونفايات أهلية (بلدية)، مؤكداً أن الأغوار تفتقر لشبكات الصرف الصحي ومكب معتمد للتخلص من المياه العادمة الناتجة عن نضح آلاف الحفر الامتصاصية المنتشرة هناك، ما يسبب تلوثاً بيئياً ومكاره صحية.
أما الشابة لما الزعبي، فذهبت إلى قضية “تجارة الكربون”، استناداً لمبدأ يعرف بـ”الملوث يدفع”، وهو وأحد من أهم مبادئ الإدارة البيئية التي ارتضاها المجتمع الدولي في إعلان ريو عام 1992، ومنذ توقيع بروتوكول كيوتو عام 1997، وتهدف لتضمين التكاليف البيئية الخارجية، الناتجة عن استخدامات النفط في حساب الأسعار، لتشجيع المنتجين والمستهلكين على استخدام الخدمات الصديقة بالبيئة. وبرأيها فإن الأردن ما تزال تفوت فرصة اقتصادية كبيرة في الاستفادة من هذه التجارة الدولية، والتوسع بالاستثمار في الطاقة المتجددة.
بدوره، اعتبر الشاب مظفر الغرايبة أن هناك 3 مستويات من الالتزامات على الدول المتقدمة الإيفاء بها بخصوص قضايا المناخ، أولها الالتزام المادي، ثم التقني وثالثاً الالتزام ببناء القدرات، موضحاً أنه حتى تستطيع الدول المتقدمة تقديم مساعدة حقيقية للدول النامية يجب عليها العمل على مشاريع خاصة بالتخفيف والتكيف.
ختاماً؛ أوكل المشاركون في اللقاء الفائز في المسابقة عن الأردن الشاب أحمد الصفدي والذي سيحضر ويشارك في قمة المناخ، إيصال توصياتهم واقتراحاتهم المتمثلة بأهمية تقديم المساعدات الضرورية للتكيف مع الآثار السلبية التي نشهدها مثل الجوع والنزوح وفقدان الموارد البحرية والتصحر، وغيرها من تبعات تغير المناخ التي لا تستطيع دولنا تجاوزها بمفردها، فضلاً عن ضرورة بناء قدرات المسؤولين والخبراء ومساعدة المزارعين في محاولة إيجاد محاصيل لا تتطلب كميات كبيرة من مياه الري لمواجهة الجفاف.
مطلوب اليوم؛ وضع استراتيجيات ملزمة لكافة الدول بحيث تكون عملية وعلمية وتراعي ظروف كل دولة على حدة، وتمويل الأبحاث والتقارير التي تساعد على مواجهة آثار التغير المناخي، وكذلك مساعدة البلدان التي تعاني من صراعات بشأن المياه للوصول لاتفاقيات إقليمية وثنائية، والأهم، بحسب الشباب، أن تمتلك كل دولة “إرادة سياسية حقيقية” لمعالجة هذا الأمر.