أكد خبراء اجتماعيون ونفسيون متخصصون، على قوة التأثيرات النفسية والاجتماعية التي تتركها الحرب على الأطفال جراء ما تحمله من صدمة، والإحساس بفقدان الأمان والثقة بالمجتمع.
جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي عقدتها منظمة النهضة العربية للتنمية والديمقراطية (أرض)، ومنظمة رؤيا أمل الدولية، بعنوان: “تأثير أخبار الحروب والأزمات على الأطفال: بين ضرورة المعرفة والحاجة إلى الحماية”، والتي تأتي ضمن سلسلة حوارات التحالف الوطني لمستقبل التعليم في الأردن- نافع، الإثنين 4 كانون الأول/ ديسمبر 2023،
وقالت الأخصائية التعليمية في منظمة بلان انترناشونال ، سحر مطارنة، إن “أثر الحرب على الأطفال تكون جسمانية وعقلية وعاطفية ولغوية، جراء معايشتهم لوقائع الحرب على أرضهم، فتتعمق هذه التأثيرات في كيانهم النفسي، وتلقي بتبعاتها السلبية عليهم، لتمتد إلى التأثير على مستقبلهم، مخلفة ندوباً في سلوكهم وقيمهم”.
وحول تأثير ما يعرض في الإعلام على الأطفال أثناء الحروب والأزمات، دعت مطارنة إلى التدخل المبكر لحماية الأطفال، سواء خلال الحرب، أو بعدها، فهم محتاجون للدعم النفسي للسيطرة على عدم تطور الأعراض ما بعد الصدمة، بحيث يستطيعون التكيف في المستقبل، مشددة على أهمية تزويد الأطفال بالمعرفة التي يحتاجوها ومقابلة استفساراتهم بالرد عليها وأخذها على محمل الضرورة.
بدورها؛ عرجت مديرة الإعلام والمناصرة في مؤسسة إنقاذ الطفل، نادين النمري، إلى مسألة أطفال ما قبل الحرب الذين بالأصل يعانون من مخاطر وأضرار جسدية ونمائية ونفسية، التي تصاعدت اليوم بشكل متزايد وخطير. محذرة في ذات السياق من ارتدادات ما بعد الحرب، خصوصاً في ظل فقدان الدعم النفسي والاجتماعي والحماية لهم وعدم توفر كوادر مؤهلة للتعامل مع الحالات.
ودعت الأهل للقيام بمتابعة أطفالهم وتحمل كافة استفساراتهم حول ما يحدث، ومعرفة الشعور السلبي لديهم حيال ما يشاهدونه. مؤكدة على أهمية التعامل معهم بحسب أعمارهم والسماح لهم بالتعبير عن مشاعرهم بعيداً عن الاستهزاء بهم، واختيار وسيلة عملية مثل الرسم، أو تعليمهم مهارات تفريغ المشاعر ومساعدتهم على التفكير بطريقة إيجابية.
ونصح المشاركون أولياء الأمور بأن لا تكون الأخبار هي المحور الأساسي للنقاش والاجتماع في العائلة، إضافة إلى تركيز المنظمات الإنسانية والحكومات على تقديم برامج الدعم النفسي والحماية الاجتماعية للأطفال، وأهمية إشراك المدارس بتوعية الأطفال بالتعاون مع الأهالي، وإيجاد نموذج جديد للاستجابة لاحتياجات تنشئة الطفل وقت الحروب، مع توفير برامج للأطفال في الصفوف الدراسية الأولى لتأثيرها على نموهم الاجتماعي والعاطفي والنفسي، فضلاً عن ضرورة وجود استراتيجيات للتفريغ الانفعالي للأطفال، والاهتمام ببرامج ممنهجة للدعم النفسي أثناء الأزمات وإشراك الأهالي فيها لما في ذلك تأثير على البيئة الآمنة للأطفال في المنزل، وصولاً إلى توفير الأغذية والخدمات الصحية لهم.