ما هي طموحات الشباب ورؤيتهم بشأن التنمية الاجتماعية والاقتصادية في مجتمعاتهم؟ وكيف يمكن تعزيز أدوارهم في عملية التغيير المطلوبة؟ وهل مفهوم القيم والمبادئ المجتمعية وأهميتها واضح بالنسبة لهم؟ وأخيراً ما هي التغيرات التي يرغبون بإحداثها في مجتمعاتهم؟
كل هذه الأسئلة وغيرها، كانت مثار نقاش وحوار بين طلبة كليات العلوم السياسية والحقوق في الجامعة الأردنية، خلال الجلسة الرابعة لمختبر سياسات المشاركة الشبابية الذي تنفذه منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) بالتعاون مع مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، ضمن مشروع “جيل جديد”، الذي يهدف لتعزيز مفاهيم المشاركة المدنية والسياسية لديهم، وإكساب طلبة كليات العلوم السياسية والحقوق خبرة عملية تساعد في توسيع آفاق أعمالهم بالمستقبل.
وفي حين يهدف المختبر ليكون بوابة للشباب للتعرف على الخبراء والجهات المعنية والمؤسسات المتخصصة بقضاياهم ومساعدتهم على إيصال أصواتهم لرسم السياسات والتواصل الإيجابي الفعال مع صانعي القرار، جاءت الجلسة المختبر الرابعة، الخميس 23 كانون الأول/ ديسمبر 2022، لتكون لقاء تفاعلي توزع على ثلاث مجموعات عمل بإدارة الخبير في حقوق الإنسان، د. رياض الصبح.
وناقش الطلبة في المجموعة الأولى؛ أهمية القيم والمبادئ في المجتمعات، ودورها في تعزيز المجتمع المدني، وانعكاسها على الأمن والأمان المجتمعي، وكيف أنها تسهم في ترابط الأفراد، تحقيقاً للعدالة والتنمية الاجتماعية، لافتين إلى أن المجتمع الأردني يفتقر في كثير من الأوقات لبعض القيم والمبادئ مثل العدالة والمساواة، وأنه عند وجود تضارب بينهما سيكون هناك مشكلة في تحديد الاولويات عند تطبيق القيم المختلفة.
وبشأن تعزيز القيم في المجتمع، أكد الطلبة على ضرورة تعزيز القيم والمبادئ من خلال الأسرة والمناهج الدراسية، مع أهمية التضامن والتكافل من خلال التطوع والمشاركة مع الجمعيات، إلى جانب زيادة الوعي والمعرفة بالمفاهيم والمصطلحات، مما يسهل علينا تطبيق المبادئ والقيم في المجتمع.
فيما اعتبرت المجموعة الثانية، والتي استعرضت أهمية التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالنسبة للشباب، أن تفعيل هذه التنمية المجتمعية يتحقق بتوفير مشاريع لدعم الشباب وتخفيف البطالة، وفتح مشاريع من خلال تشجيع الاستثمار الخارجي وتخفيف الضرائب، وتمثيل أصوات الشباب داخل المجالس النيابية والمناصب السياسية.
وأكدوا على أهمية تفعيل الوظائف الحرفية والمهنية من خلال ربطها بمواد جامعية يتم تدريسها في الجامعات مثل النجارة والتجميل، والعمل على التخلص من ثقافة العيب من خلال التوعية، وتفعيل تفعيل الصناعات المحلية، وصولاً إلى منح إعفاءات للشباب ودعمهم في مجال الحرف اليدوية.
أما المجموعة الثالثة؛ فركزت على قضية العدالة الاجتماعية، ومسؤوليات المرأة والأشخاص ذوي الإعاقة لتعزيز حقوقهم في المجتمع، حيث أكد الطلبة على أن دور المرأة يساوي دور الرجل في التنمية، وكذلك للأشخاص ذوي الإعاقة الذين يعانون من إعاقة جسدية دورٌ في التغيير عن طريق تمثيل فئاتهم.
وأشاروا إلى أن المرأة أدرى باحتياجاتها، وأقدر على إيصال مطالبها، حيث يجب أن تبدأ مشاركتها على مستوى العائلة ثم تنطلق إلى المجتمع، مشددين على أهمية دفاع الشباب والنساء عن حقوقهم بأنفسهم، وفيما يخض الأشخاص ذوي الإعاقة على الجهات المختصة مساندتهم في الدفاع عن حقوقهم، إضافة إلى أهمية بناء مراكز وجمعيات خاصة للدفاع عن حقوق ذوي الإعاقة.
وفي سياق تفعيل المناصرة وتعزيز الخطاب الموجه في هذا الصدد، قدم المستشار القانوني في النهضة العربية (أرض)، رامي قويدر، شرحاً مفصلاً حول خطاب الكراهية وحرية الرأي والتعبير والقوانين المرتبط فيها، حيث أكد على أن حرية الرأي والتعبير مصونة في المملكة، وأن الدولة عليها مسؤولية كبيرة لتعزيز الحوار السلمي في المجتمع وصون حرياته.
بالمجل؛ فإن وزارة الشباب، والسلطات، وأصحاب القرار والبرلمان، والمجتمع المدني، مطالبة بإسماع أصوات جميع فئات المجتمع ومساندتهم في الدفاع عن حقوقهم، وزيادة وعي الشباب وتفعيل طاقاتهم، وتحسين التفاعل بين أفراد المجتمع وآلية التواصل بينهم، مع أهمية معرفة الشباب لهويتهم قبل دخول العمل العام، وإدماج النساء في سوق العمل حتى يصبح المجتمع منتجاً، والاستثمار في التكنولوجيا عن طريق إنشاء محتوى رقمي يسهم في تثقيف الناس بشأن أهمية القيم والمبادئ المجتمعية الرشيدة.