“الأرض والفن والرسم والمشاركة الفعالة في المجتمع، كلها دلائل مهمة ساعدتنا لكي نفهم أنفسنا، وما نحتاجه في حياتنا العامة”. بهذا القول عبرت الشابة العشرينية، أسماء حمدي، إحدى المشاركات في مبادرة “حلم من الأرض إلى الجدار” عن مشاركتها في المبادرة التي نفذتها منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) بالشراكة مع جمعية عرزال للثقافة والفنون، ضمن مشروع جيل جديد التي تنفذه المنظمة بهدف اكتساب الشابات والشباب في منطقة الأغوار الشمالية مهارات تساعدهم على الانخراط في مجتمعاتهم، وتنظيم مبادرات تعزز مفاهيم المشاركة المدنية والسياسية لديهم.
جاء ذلك، خلال حفل افتتاح المعرض الفني الذي أقيم في جمعية عرزال، تحت رعاية وزيرة الثقافة هيفاء النجار، الخميس 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2022 وتضمن عرض الأعمال والرسومات الفنية للشباب المشاركين في المبادرة التي تسعى للمساهمة في تسليط الضوء على العوائق التي تواجه الشباب في الأردن وتحول دون مشاركتهم في الحياة العامة، عبر توظيف الفنون والمهارات كصناعة فنون من مخلفات النباتات.
وأكدت النجار على أهمية أن يكون هنالك مشاريع اقتصادية وثقافية وفنية في المناطق والمحافظات البعيدة مثل الأغوار الشمالية، لخدمة الشباب ورفدهم بالمعلومات والحقائق والفكر المستنير، لافتة إلى أن مبادرة “حلم من الأرض إلى الجدار” تؤسس لثقافة اجتماعية واقتصادية وبيئة وفنية وتشاركية تخدم الشباب والمجتمعات على حد سواء.
بدوره، بين رئيس جمعية عرزال، محمد العامري، أن المبادرة تأتي كتعبير عن أهمية الفن والمنتج الثقافي سواء من خلال الرسوم أو انتاج تحف فنية تعبر عن مكنونات الشباب وأفكارهم وتسهم في إيجاد حلول مبتكرة من واقع المواد المتوفرة في بيوتهم لمواجهة مشاكلهم اليومية.
أما مديرة مشروع جيل جديد في النهضة العربية (أرض)، نادين خوري، فقد اعتبرت أن المشروع بـ “الدرجة الأولى” سعى إلى جذب الشباب للمشاركة والتعبير عن أحلامهم وطموحاتهم، إضافة إلى تنمية مهارات الشباب الثقافية والمعرفية عبر الفن والاندماج مع مؤسسات المجتمع المدني الأخرى وبناء جسور تواصل مع المعنيين والإعلام والمجتمع ككل.
بينما ذهب الشاب محمد ربحي (25 سنة)، إلى أن المبادرة كان لها بعد بيئي “مهم”، تمثل بالحفاظ على الأرض والطرقات والمساحات أولاً، واستغلال كل ما هو موجود بيننا من خلال التفكير بأنماط جديدة في التعبير عن آمالنا التي نرجو أن تتحقق مستقبلاً.
وبصوت واحد، دعا الشباب المشاركين في المبادرة بضرورة إدماجهم أكثر في المجال العام، والاستماع إلى مشاركاتهم ونقاشاتهم بكل جدية وحرص، لافتين أيضاً إلى أهمية استمرار مثل تلك المبادرة الشبابية التي يجدون فيها فرصة حقيقية للتعبير عن أنفسهم، وإيجاد فرص أكبر تحد من البطالة وتخفف من الاحتقان المجتمعي.
هذا وقد كانت النهضة العربية (أرض)، عقدت جلسة نقاشية السبت 17 أيلول/ سبتمبر 2022، مع المشاركين في المبادرة، في محاولة لتجسيد المفاهيم النظرية من خلال الفنون والحوارات والتدريبات، إضافة إلى تعزيز وتشجيع الشباب على المشاركة المدنية والسياسية ودعوتهم ليصبحوا فاعلين في مجتمعاتهم، وأن يكونوا عناصر للتغيير. وتقاطعت الجلسة النقاشية مع أهداف مشروع جيل جديد الذي تسعى النهضة العربية (أرض) من خلاله لإحداث تغيير إيجابي وفرق ملموس في مجتمعاتنا عبر العمل الجماعي، وتعزيز مفاهيم المشاركة المدنية والسياسية للشباب ذكوراً وإناثاً”.
أجمع الشباب بدورهم، على أن المشاركة المدنية أساسها التعاون مع الأفراد لتسليط الضوء على تحديات المجتمع، تحقيقاً للمنفعة المجتمعية والصالح العام، مؤكدين أن الشباب الأردني يحتاج إلى بناء ثقة متبادلة، ليكون له دور فاعل في التخطيط للسياسات العامة والمستقبلية.
وبرأيهم؛ لا يمكن الحديث عن أي مشاركة “دون ضمان حرية الرأي التعبير”، لافتين إلى أن الشباب يحتاج إلى فضاء من الحرية يحترم رغبتهم في التعبير عن رأيهم. واعتبروا أن المشاركة السياسية “تعطي” قوة إضافية للمشاركة المدنية، مقابل أن المشاركة المدنية “قد” تنتهي بالمشاركة السياسية.
وطالبوا، الجهات المسؤولة، أن يكون هنالك جدية وخطط حقيقية، تناسب وتراعي أولويات الشباب، من خلال تحمل مسؤولياتها في النهوض بقضاياهم على الساحة المحلية والدولية، والحرص على دعمهم وتمكينهم، وتحفيزهم على الإبداع واستثمار طاقاتهم.
يشار إلى أن مبادرة حلم من الأرض إلى الجدار استمرت لـ 30 يوماً، وشارك فيها 30 مشاركة ومشارك من الفئة العمرية (18-29 سنة)، من الأغوار الشمالية، في حين ستواصل النهضة العربية (أرض) تدريباتها مع المشاركين حول المشاركة السياسية والمدنية، ودعم الشباب للانخراط بالمجال السياسي سواء من خلال تحسين مشاركتهم وتمثيلهم بالمجالس المنتخبة والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني.