الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

“نساء النهضة” تسلط الضوء على التحديات التي تواجه المرأة في القطاع الفني ودورها في التأثير المجتمعي

مشاركة

لم يكن مستغرباً، أن تقودنا الفنانتان القديرتان أمل الدباس، ورانيا فهد، إلى ما هو أعمق من مساهمة المرأة في الحركة الفنية الأردنية، وهو عنوان اللقاء الذي نظمته شبكة نساء النهضة التي تعمل تحت مظلة منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، وذلك ضمن سلسلة لقاء “الأربعتين”، فالدباس غاصت في السياسة، وعرجت على الاقتصاد، وفهد تحدثت عن التربية، وشخصت الواقع الثقافي والإعلامي، فيما زادت آراء الحاضرات اللقاء حلاوة وعمقاً، أما لماذا لم يكن مستغرباً فلأن الفن “أبو” الأشياء كلها، ولأنه ضرورة ومرآة لكل المجالات، فالسياسة فن، والاقتصاد فن، والثقافة فن والإعلام كذلك.

ميسرة الجلسة المديرة التنفيذية لمنظمة النهضة العربية (أرض) سمر محارب كانت تتحدث بلساننا جميعاً، عندما بدأت حديثها شاكرة للنجمتين أمل الدباس، ورانيا فهد، ولم يكن الشكر على تاريخهما الحافل في إثراء الحركة الفنية الأردنية وحسب، بل لأنهما كانتا جزءاً من تشكيل رؤانا وتفكيرنا، فكلما سمعنا صوت الدباس أو فهد عدنا إلى مرحلة الطفولة، وتذكرنا أبطال “أفلام الكرتون” الذين عشقناهم، وعشقنا أصواتهم التي عرفنا لاحقاً أنها كانت تؤدى بصوت الدباس أو فهد.

أمل الدباس اختزلت قيمة الفنان ودوره المجتمعي في التنوير، وحمل رسالة تعكس الواقع وتطلعات التغيير والأحلام والإنسانية، عندما استعارت عبارة تقول “من يقف على خشبة المسرح لا يمكن أن يحمل فكراً ظلامياً، ومن يحمل الكمان لا يمكن أن يحمل سلاحاً”، فالفن رسالة عظيمة ترسخ القيم والأخلاقيات، وتقوّم المجتمع وتوثق القضايا والتواريخ المهمة والفاصلة.

وتأكيداً على أن الفن أصل الأشياء، والأكثر تأثيراً ونفعاً، أكدت الدباس أن الخطاب الفني أكثر تأثيراً على الأرض والواقع من الخطاب السياسي، وكانت نبرة الحزن واضحة في صوتها وهي تقف على الأطلال، مستذكرة المسرح السياسي في الأردن، بعد أن صار من الماضي، وكانت حزينة أيضاً وهي تتنقد الرقابة التي فصلت “الدراما” عن الواقع المعيشي للناس، فالقائمون على الحركة الفنية في الأردن، إما لا يعرفون قيمة وتأثير الفن أو أنهم يخافون من فكر الفنان، فلو أخذ الفن الحرية التي يريدها، وسلط الضوء على الظواهر المجتمعية السلبية لكان كفيلاً بالقضاء عليها أو تقليل نسبتها.

سهير فهد رفضت فصل دور المرأة الفنانة عن دورها في المجتمع ودورها كأم، وربما لهذا السبب كانت تركز على البرامج التي تستهدف الأطفال لتنشئة جيل مختلف لا ينجر خلف الأشياء التي تضره، وعلى هذا الأساس أيضاً؛ شددت فهد على أهمية تسليط الضوء على الأعمال الدرامية التي تجسد الممارسات البشعة، ليعرف الجاني فداحة ذنبه.

كان حديث الفنانتين وحتى مداخلات الحاضرات تسير بالاتجاه ذاته، وهو الدعوة لتطور الحركة الفنية الأردنية، وإزالة يد الرقابة عن عنقها، ودعم الفن على المستوى الرسمي والشعبي، وحتى على مستوى المجتمع المدني، لتعود “الدراما” الأردنية على الخارطة العربية كما كانت، فلا ينقصنا المبدعين، ولكن ينقصنا ما يمهد الطريق أمامهم، فالفن هو أداة الدولة الناعمة للتغيير كما قالت أمل الدباس، وسهير فهد وضعت خبرتها وخبرة الدباس تحت تصرف الجيل الصاعد للنهوض بواقعنا الفني، ورغم الحزن على واقع الفن الأردني، إلا أن التحمس والتفاؤل بتغييره كانا واضحين في مداخلات الفنانتين، كأنهما بدأتا مسيرتهما الفنية للتو، فلا الرحلة ابتدأت ولا الطريق انتهى، وأجمل العمر ذلك الذي لم نعشه بعد!