“في الدروب هيا نغني في المسارح والساحات.. في الحقول هيا نغني ينطلق لحن الحياة”، بصوت واحد، وحركات استعراضية وديعة، تعيدك لذلك الطفل الذي كنته في زمن بعيد، ولوحات رسموها ولونوها بألوان مستقبلهم، احتفى 20 طفلاً ممن أكملوا تدريبات الفن والمسرح والموسيقا واللغة الإنجليزية على مدار الستة أشهر الماضية، ضمن مشروع الاستثمار في المستقبل، والذي يركز على حق اللاجئين والأقليات في المجتمعات المضيفة بالحصول على تعليم شامل وجيد ومستمر.
وتحت عنوان “كل يوم حكاية وفكرة وإبداع”، وضمن فعاليات اليوم العالمي للاجئين الذي يصادف 20 حزيران/ يونيو من كل عام، واحتفاءً بتميز الأطفال اللاجئين والأردنيين وإنجازاتهم خلال التدريبات، وتأكيداً على أحقيتهم بالتعليم، بعيداً عن التمييز، نظمت منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) ومنظمة رؤيا أمل الدولية، احتفالية استمرت منذ الخميس 22 وحتى يوم الثلاثاء 27 حزيران/ يونيو، بالتعاون مع جمعية لونها بالأمل (غدير حدادين)، وفريق وهج الشمس للفنون المسرحية والفلوكلور، وعيسى غطاس.
وقدم الأطفال عروضاً فنية وموسيقية ومسرحية، بناءً على ما تعلموه من أساسيات حول بناء الثقة بالنفس، وكيفية استخدام الأدوات الفنية البسيطة في التعبير عن الذات ورفض التنمر والعنف، في تأكيد على أولوية شمولية التعليم الجيد لجميع الأطفال بغض النظر عن جنسياتهم وأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية والقانونية، مع أهمية الاستجابة السريعة لتلبية احتياجات هذه الفئة من الأطفال.
كما تضمنت الاحتفالية ثلاث فعاليات، واستهلت بغناء الأطفال، بالإضافة لعرضين مسرحيين “مشاهد تعبيرية من تصميم الأطفال” و”متجر الألعاب والدمى” شارك بهما فريق وهج الشمس للفنون المسرحية والفلكلورية، وانتهت بالاحتفال بإنجازات الأطفال الذين استطاعوا تحويل الحزن لأمل وأحلام سعيد تجمعهم.
وأتت الفعالية الثانية بعنوان “لونها بالأمل” بالتعاون مع الفنانة التشكيلية، غدير حدادين، حيث قام الأطفال بإعداد رسومات، وعرضها وشرحها. فيما اختتمت الاحتفالية بفعالية “شوفوا الدنيا بعيونا”، حيث عملوا على تشكيل معرض لرسوماتهم وعرضها على الأهالي والعامة من الحضور.
فيما أثنى الأهالي على ماقدمته النهضة العربية (أرض) من تدريبات وأنشطة تفاعلية وتعليمية لأطفالهم، قائلين: “شكراً لإلتفاتكم لنا.. كنا نتمنى أنه أولادنا يذهبوا للمدرسة، لهيك كان المشروع فرصة لتدريبهم وتعليمهم، ويصير عندهم ثقة أكبر بحالهم”، الأمر الذي يلفت في هذا الجانب إلى أن هناك كثير من اللاجئين يتعرضون لمشكلات تعيق التحاقهم في المدراس؛ كصعوبة المواصلات واكتظاظ المدارس والفقر الشديد والبطالة والحروب والنزاعات، إضافة إلى عدم التحاقهم برياض الأطفال قبل سن السادسة، فضلاً عن وجود مشاكل لوجستية واقتصادية ومجتمعية بالنسبة لدمج ذوي الإعاقة في قطاع التعليم.
وبينما يفتقر 50% من أطفال الوطن العربي للتعلم، تقتضي الحاجة استمرار الحوار والاعتراف بالمشكلات التعليمية وتوسيع التفاهمات والشراكات بين المجتمع المدني والحكومات والقطاع الخاص، وكذلك صياغة نموذج جديد لا يقتصر على طريقة التعليم فقط، إنما يشمل أيضاً المكان والأسباب، والتركيز على سبل الحماية الاجتماعية وسبل الإعاشة للاجئين والمواطنين.
يذكر أن النهضة العربية (أرض) أطلقت مشروع “الاستثمار في المستقبل: تحسين سبل العيش والتعليم لفئات اللاجئين الأقلية ضمن المجتمع في الأردن”، الممول من الوزارة الاتحادية الألمانيّة للتعاون الاقتصادي والتنمية، لتوفير التعليم النوعي للجميع ورفع الوعي بالفرص المتاحة للمواطنين والمهاجرين واللاجئين؛ السودانيين، والصوماليين، واليمنيين، بالإضافة للمواطنين الأردنيين، ودعم برامج التعليم المهني، وتزويد الطلاب بالمعارف والمهارات الحياتية الأساسية، وذلك كله في إطار استراتيجية التعليم في المنظمة والتي تتمثل باتباع نهج تعليم شامل بوصفه ركيزة أساسية للتخفيف من حدة الفقر، وتعزيز الحماية، وتمكين التحول الاجتماعي الإيجابي الدائم والتماسك المجتمعي.