الموقع تحت الإنشاء

النسخة التجريبية من موقع النهضة العربية (أرض)

The Website is Under Construction

This is beta version of ARDD's website

الأبطال المحليون رمز للتضامن بيان صادر عن تحالف من أجل تمكين الشراكة (A4EP) في اليوم العالمي للعمل الإنساني

مشاركة

المستجيبون المحليون – الأبطال المجهولون

يحتفل التحالف من أجل تمكين الشراكة (A4EP) بفخر بإنجازات الأبطال أعضاء منظمات المجتمع المدني المحلية. 

في اليوم العالمي للعمل الإنساني 2020، نشيد بالعديد من الأبطال المحليين في العديد من المنظمات المحلية التي استجابت بسرعة لآثار كوفيد-19 وإجراءات الإغلاق للسيطرة على انتشاره بالرغم من المخاطر. فقد عمل هؤلاء الأفراد غير المعروفين والمتطوعون في بعض الأحيان على رفع الوعي، وقدموا المعلومات الضرورية خلال الأزمة، كما كانوا شريان حياة لعدد متسارع من الأشخاص الذين تأثروا بطريقة واحدة أو أكثر.

تواجد الأشخاص “الأساسيون” في العديد من البلدان، جنبًا إلى جنب مع العاملين الصحيين، والكوادر الطبية، والسائقين، وأصحاب المتاجر وغيرهم. كما عملوا، وما يزالون كذلك، مع السلطات المحلية لتوسيع نطاق الاستجابة بموارد محلية محدودة، بينما كان نظام المساعدة الدولية يعاني الشلل إلى حد كبير. كان هؤلاء الأشخاص على قدر الحدث، فتدخلوا وتحملوا مسؤولية الضغط نيابة عن المجتمعات، كما قدموا المعلومات والغذاء والمواد الأساسية، ودقوا ناقوس الخطر بشأن العنف القائم على النوع الاجتماعي وتغلبوا على عقبات الإغلاق من خلال الابتكار. إننا ندرك مرونة وصمود المنظمات المحلية في إظهار قدرتها على مواجهة هذا الوباء واستخدام نهج الترابط ونعترف بها.

لذا، إن الأبطال الأحقاء موجودون بيننا طوال الوقت- فهم الأرواح الحية التي تدعم الإنسانية فينا، وإننا نحتفل بتنوعهم والتزامهم وقدرتهم على التكيّف.

كلمة حق عن الأبطال المحليين المجهولين

ومع ذلك، يدعونا اليوم العالمي للعمل الإنساني 2020 إلى التفكير بصدق في التحيز اللاواعي والتحامل الواعي، إذ يجب أن يعمل القطاع الإنساني انطلاقًا من الاعتراف الأساسي بالإنسانية المشتركة. إذ سلطت الاحتجاجات المناهضة للعنصرية في جميع أنحاء العالم، بقيادة حركة حياة السود مهمة Black Lives Matter وغيرها، الضوء على المواقف العنصرية والتاريخية والمنهجية المتأصلة بعمق، والتمييز العنصري الذي يحرم الناس من حقوقهم الإنسانية الأساسية، ولقد أتاحت- أخيرًا – الفرصة للحديث عن العنصرية ومواقف التفوق الاستعماري أيضًا في هذا القطاع “الإنساني”.

في كثير من الأحيان، يُعاق عمل المنظمات المحلية أيضًا عبر المعتقدات التي تحدد عملها، وهي إرث خلفه الماضي الاستعماري وهيمنة المساعدات الدولية الجديدة، وتعني الثقة المحدودة بالنفس إمكانات (أقل) للاستخدام ومساهمات قيمة لا تُقدم. وما العنصرية إلا تعبير واحد فقط عن وجود مشكلة أعمق بكثير مع الصورة الذاتية للفوقية، وهو الأمر الذي تعكسه منظمات المعونة الدولية والعديد من موظفيها، وتدعمها روايات ومواقف أكثر اتساعًا. ولا يعد الارتباك الأخلاقي الأساسي وفقدان القيم في الأهداف والسلوكيات التنظيمية مشكلة تقنية ذات حل تقني، فالشعور بالفوقية متجذر بعمق في العقلية، وليس بالإمكان معالجته إلا من خلال التفكّر العميق والنقدي الذي يتحدى إمكانية قيام المؤسسة على القيم الحية مثل التضامن، والإيمان الحقيقي بالإنسانية المشتركة، واحترام الآخرين، وتقدير تنوعهم.

الأبطال المحليون.. معالجة قضايانا الداخلية

بينما تحتاج أعمال المساعدات الدولية إلى دراسة تحيزاتها غير المقصودة وتلك المقصودة للغاية، والعنصرية، والشعور بالتفوق، فإننا كمنظمات محلية ووطنية ندرك إمكانية حدوث العنصرية والسلوكيات غير المحترمة بين موظفينا أيضًا، وإزاء السكان المتضررين من الأزمات، والزملاء ذوي الهويات الاجتماعية الأخرى، وأحيانًا، في حال الإحباط، تتعرض هذه السلوكيات لعمال الإغاثة الدوليين، ونحن أيضًا بحاجة إلى معالجة هذه القضايا داخليًا. ومع ذلك، فهذا ليس عذرًا لئلا تأخذ أعمال الإغاثة الدولية مشكلتها الهيكلية بجدية أكبر بكثير مما تفعله عند إصدارها بعض البيانات العامة المجاملة.

التنوع والتضامن.. تعدد الأبطال وتنوعهم

إن الاحتفال الحقيقي بالتنوع والتضامن يعني أن تتعامل جميع المنظمات مع هذه المشكلة من خلال التفكير الذاتي النقدي، وإجراء محادثات حقيقية، وإنشاء ثقافة واعية تتعامل مع القضايا بشكل أكثر استباقية. نحتاج إلى خلق بيئة مفتوحة وإتاحة مساحة يزدهر فيها الناس، بدلاً من مجرد البقاء على قيد الحياة. يعني التضامن أيضًا تقدير هؤلاء الأبطال المحليين الذين يضحون أحيانًا بأرواحهم لخدمة المجتمع. تحتاج المنظمات المحلية إلى أخذ مكانها الصحيح في صنع القرار المحلي والوطني، وقيادة الاستجابة الإنسانية، والتأثير على السياسة الدولية من خلال نقل الصورة على أرض الواقع، والوصول إلى الموارد المالية وغيرها من الموارد التي يتم جمعها باسم المجتمعات المتضررة في بلدانها، كما يجب أن تكون هذه المنظمات قادرة على الوصول إلى معلومات مفصلة حول كيفية إنفاق الأموال.

الأهم من ذلك كله أننا بحاجة إلى استعادة احترام الأبطال المحليين وكرامتهم، إذ إننا بحاجة إلى العمل في تضامن لمعالجة مسائل عدم المساواة والظلم، لا في المجتمع الذي يحيطنا فحسب، ولكن في “قطاع المساعدة” الخاص بنا كذلك.

أعضاء التحالف